أهمية تربية الأولاد في الإسلام.. الأسس والأهداف
تربية الأولاد في الإسلام من أهم الأمور في حياتنا كمسلمين، نريد أن ننتج للمجتمع جيل إسلامي تم تنشئته على التعاليم الإسلامية الصحيحة في ظل كل التحديات التي تواجهنا.
وتعتبر تربية الأولاد في الإسلام مسؤولية على الوالدين، فهم من يغرسوا في أولادهم التعاليم الإسلامية والتربية الإسلامية منذ صغرهم، وفي جميع مراحل حياتهم حتى يصلوا إلى سن الرشد.
وتعتمد التربية الإسلامية على عدد من المصادر التي نستمد منها التعاليم، مثل القرآن الكريم والأحاديث والسنة النبوية، وفي هذا المقال سنقدم لك الدليل الشامل لتعرف كيفية تربية الأولاد في الإسلام.
أهمية التربية الإسلامية على الفرد والمجتمع
يحتاج الفرد منذ صغره إلى تعاليم أساسية تفهمه نمط الحياة وكيفية التعامل معها، واكتساب الأخلاقيات الحميدة، وتعتبر التربية الإسلامية هي أساس هذه التعاليم القيمة، فهي منهج قويم يبني شخصية الإنسان ويشبعه بالمعتقدات والسلوكيات الإيجابية التي تضمن سير حياته في الطريق الصحيح، وتجعله متعايشا مع المجتمع مع الحفاظ على هويته.
ومنهج التربية الإسلامية هو واحد من أوسع مناهج الفكر التربوي، فهو يشمل جميع جوانب شخصية الطفل المعرفية والقيمية والمهارية حتى يصبح مراهق، وأهم ما تحرص عليه التربية في الإسلام هو بناء الشخصية المستقلة للمسلم، والتي تمكن المسلم من الحفاظ على هويته وعدم الذوبان مع المختلفين في العقيدة.
وعندما نربي أولادنا على التربية الإسلامية الصحيحة، فنضمن لهم بها حياة كريمة وعادلة يتعاملون فيها بما يرضي الله ويضعون ربهم أمام أعينهم في كل تعاملاتهم، وتبدأ التربية الإسلامية من مرحلة الطفولة المبكرة والتي هي أهم مرحلة في التربية الإسلامية فيتشرب الطفل التعاليم الإسلامية ويعتادها حتى تكون أسلوب حياته.
فينشأ الطفل على عادات وسلوكيات جيدة، تجعله واثقا من نفسه وفي كل ما يفعله لأنه يتبع تعاليم الإسلام وما نشأ عليه، مما يساهم في تطور المجتمع وإمداده بجيل قويم تم تربيته بطريقة صحيحة تضمن نجاح الحياة على المستوى الفردي والمجتمعي.
وعندما نتأكد من تربية الأولاد في الإسلام، نتأكد من أن المجتمع سيصبح أكثر تحضرا ورقيا يسوده القيم والسلوكيات الجيدة، ويبتعد عنه الفساد والجريمة، مما يضمن حاضرا ومستقبلا جيدا لهذا الجيل، لأن اتباع تعاليم الإسلام هو الملاذ الآمن للمجتمع.
أهداف التربية الإسلامية
تتعدد أهداف التربية الإسلامية وغرسها في الأطفال، فتكثر هذه الأهداف طبقا لنوعها فيوجد أهداف دينية للعمل بأوامر الله ونواهيه، وأهداف روحية للتحلي بالقيم الروحية العظيمة، وأهداف أخلاقية كالتحلي بالقيم الأخلاقية، وأهداف أخرى معرفية واجتماعية وشخصية مثل النظافة والطهارة.
وتفصيلا أكثر نعرض لكم أهم أهداف التربية الإسلامية، وهي:
العبودية لله وحده
وهو الهدف الأسمى الذي تسعى التربية الإسلامية إلى تحقيقه، فعبادة الله الواحد الأحد والاستخلاف في الأرض هو الهدف الأساسي من وجود الإنسان، والعبادة هي اسم عام يشمل جميع الأعمال والاعتقادات والأقوال الذي هو منهج الإنسان في حياته كما أمره الله والابتعاد عما نهاه عنه.
بناء العقيدة الصحيح في النفس
والذي تتم من خلال تقويم الطفل على الأخلاق الحميدة ليكون إنسان صالح يعبد الله على هدى وبصيرة، فنحاول أن نغرس في أولادنا أخلاق الرسول صل الله عليه وسلم، وتهيئه للدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيصبح إنسان يفيد نفسه وغيره.
زيادة الشعور الجماعي لأفراد المجتمع الإسلامي
تعمل تربية الأولاد في الإسلام على تثبيت رابطة الانتماء إلى الأمة والاهتمام بقضاياها، وتعمل على توطيد روابط الأخوة بين المسلمين، مما يسهم في نهضة المجتمع المسلم وتحليه بالشريعة الإسلامية.
تنشئة شخصية متزنة
تهدف التربية الإسلامية إلى تكوين جيل يتسم بالاتزان النفسي والعاطفي، من خلال العناية بالأطفال وتنشئتهم بطريقة صحيحة، وإعطائهم التوجيه المناسب، وحل المشكلات النفسية التي تطرأ عليهم؛ ليكون نافع لأمته.
الحصول على السعادة في الدنيا والآخرة
عند تنشئة الأطفال على التربية الإسلامية بين الاعتدال المادي والروحي، دون الاقتصار على جانب واحد، فتعمل على توازن الواقع المادي والديني بالتساوي دون الإفراط في واحدة منهم، مما يعطي الشعور بالسعادة في الدنيا والأخرة.
غرس الإيمان
تهدف التربية الإسلامية إلى تنشئة الأطفال على قواعد الإيمان، وغرس الوحدة الإنسانية والمساواة بين الناس والإخلاص، وغرس قيم الصدق والصبر واليقين والإخلاص، واستشعار مراقبة الله.
نشر العلم والثقافة
دعا الإسلام في بداياته إلى التعلم والحث على السعي للتعلم، وجعله فريضة وأهمية على كل مسلم سواء كان ذكر أو أنثى، وكانت أول آية أنزلت من القرآن الكريم هي “اقرأ باسم ربك الذي خلق”، فتعمل التربية الإسلامية الصحيحة على غرس حب العلم في الفرد.
أسس التربية الإسلامية
تقوم التربية الإسلامية على بعض الأسس والمصادر الرئيسية التي تستمد منها المادة التربوية في الإسلام، وعلى الوالدان أن يتبعا هذه الأسس في تربية الأولاد في الإسلام، وهذه الأسس هي:
القرآن الكريم
القرآن الكريم هو أول أساس في التربية الإسلامية، والذي اتبعها الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها واصفة الرسول “كان خُلقه القرآن”.
فكانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتوافق مع منهج القرآن الكريم، وكانت الصحابة تتعلم كل الأمور الطيبة من القرآن الكريم وتطبق كل تعاليمه، فكان للقرآن الأثر الطيب والعظين في تربية النفوس وإصلاحها، حيث يمتاز بروعة الأسلوب ومخاطبة العقل البشري بما يثير العاطفة الإنسانية ويتماشى مع فطرتها.
السنة النبوية
وتعتبر السنة النبوية هي المكمل لما ورد في القرآن الكريم، فجاءت لتوضيح المنهج التربوي الذي نزل به القرآن، وتحتوي السنة النبوية على الأسلوب التربوي للرسول عليه الصلاة والسلام، وكيفية تعامله مع جميع أفراد المجتمع باختلاف دياناتهم.
فتبين السنة النبوية مدى روعة الأسلوب التربوي الذي اتبعه الرسول، فكان يعتني بالفروق اافردية والعمرية بين الناس، وكان يراعي طبيعة المرأة الأنثوية وطبيعة الرجولة عند الذكور، واهتم بتنمية العقل والروح والجسد.
وجمع بعض العلماء الأحاديث النبوية التي من شأنها تربية النفس الإنسانية في كتب مستقلة، مثل كتاب “الترغيب والترهيب” للإمام عبدالعظيم المنذري، وكتاب “الأدب المفرد” للإمام البخاري، وكتاب “تحفة المودود في أحكام المولود” للإمام ابن القيم الجوزية.
قيم الإسلام الأساسية
قيم الإسلام هي المعايير والأحكام الناتجة عن تفاعل الفرد والمجتمع في المواقف الحياتية وناجمة عن تصورات الإسلام، فبها يستطيع المسلم أن يحدد أهدافه وتوجهاته وسلوكياته في الحياة، والقيم الإسلامية من أسس التربية الإسلامية لتربية الأولاد في الإسلام.
وتنبع القيم الإسلامية من القرآن الكريم والسنة النبوية وآراء الإجماع وأيضا العرف، وتكون كالصبر والصدق والأمانة والعدل والإحسان والتواضع.
وتبني القيم الإسلامية شخصية المسلم وتحدد أهدافه في الحياة، فضلا عن ضبط الشهوات وإصلاح النفس والأخلاق، كما تدفعه إلى الإحسان وعمل الخير، كما تقوي القيم الإسلامية النفس وتبعده عن الضعف في المواقف الصعبة.
دور الوالدين في تربية الأولاد في الإسلام
يتمحور دور الأسرة في حياة أطفالهم حول تربيتهم على الإسلام، فبجانب تلبية الاحتياجات المادية والترفيهية للطفل لا يمكننا أن نغفل المنظومة القيمية في المنزل، فعلى الآباء تعليم أطفالهم القيم الإسلامية وتربيتهم تربية إسلامية صحيحة.
يبدأ دورك كأب أو أم لطفل في تربيته على الإسلام منذ نعومة أظافره وفي سن مبكرة، فعليكم يا آباء أن تعلموا أطفالكم القيم الحميدة الإسلامية وتعويدهم على التصرف طبقا ما يقوله الإسلام ويأمرنا به.
فعليك أن تعلم طفلك الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة، فكما ذُكر في كتابه العزيز من سورة لقمان ” يا بُنىّ أقمِ الصلاةَ وأمرْ بالمعروفِ وَانْهَ عن المنكرِ واصبرْ على ما أصابَك إنَّ ذلك من عزمِ الأمور”.
فأنت المربي الأول ومصدر التعلم الأساسي في حياة طفلك، عليك أن تكون قدوة لهم وتتصرف تبعا للتعاليم الإسلامية وتلتزم بالقرآن والسنة في كل تعاملاتك، فينشأ طفلك وهو معتاد على السلوك الإسلامي الحميد، ويبتعد عن طرق الانحراف والسلوكيات الخاطئة.
تقع عليك يا أب و يا أم لأطفال، المسؤولية الكبيرة في غرس أول بذرة إسلامية في نفس طفلك، لينشئ على التربية الإسلامية الصحيحة منذ الصغر.
وسائل التربية الإسلامية
عندما تربي طفلك في الإسلام، فيمكنك اتباع بعض الوسائل التي تساعدك في غرس القيم الإسلامية فيهم، وتسهل من استيعابهم لتعاليم الإسلام، ومن هذه الوسائل:
القدوة
لابد أن يكون الوالدين هما نموذج القدوة الحسنة في حياة طفلهم، حتى يقلدوهم فسلوك الطفل في أولى مراحل حياته يتأثر بسلوك والديه، ووضعت الشريعة الإسلامية الأسس التي تبنى عليها الأسرة وبين دور كل فرد فيها، ودعت المسلمين ليكونوا قدوة حسنة في تعاملاتهم مع الناس.
فإن كنت قدوة حسنة يمكن الاقتداء بها بين الناس، فإنك تسير على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان قدوة عظيمة يقتدي بها جميع المسلمين، وهذا ما ستأخذ أثره في أبنائك عندما تراهم يفعلوا مثلك تماما في الأفعال الخيرة والتصرفات الصحيحة.
تقديم النصيحة والموعظة
من وسائل التربية الإسلامية لتتبعها مع أطفالك هي الوعظ وتقديم النصيحة له، عن طريق تذكيره بكل ما هو صحيح ومعالجة كل القصور بشخصيته، ثم يمكنك أن تبادر بعمل الخيرات وكل ما هو صحيح أمامه واتباع الطريق المستقيم ليقتدي بك، لأن الواعظ لابد أن يكون متصف بالأخلاق الكريمة حقا لأنه من الضروري أن يكون مؤمن بما يقدمه.
فعليك كواعظ لأطفالك أن تكون مصدر للثقة في أقوالك وأفعالك وسلوكياتك الصحيحة، فدعت التربية الإسلامية الآباء إلى إرشاد أطفالهم للطريق الصحيح والابتعاد عن التمييز بين الأبناء حتى لا ينحرف أيا منهم نحو السلوكيات الشاذة.
القصة
تؤثر القصة بشكل كبير على نفسية المستمع سواء كان صغيرا أو كبيرا، والقصص هي مصدر لتنمية خيال الأطفال لأنها مصدر للتفاعل عند الطفل في أحداث القصة وشخصياتها، فتساعد القصص على تهدئة الأطفال والتقليل من توترهم وتطوير فكرهم وتنمية قدراتهم العقلية.
فتعتبر القصة واحدة من أهم الوسائل التربوية في حياة الطفل، فتهذب طبعه وسلوكه، ولهذا أكثر القرآن الكريم من سرد قصص من سبقونا لما فيها من عبرة وعظة لمخاطبة عقول الناس باختلاق أعمارهم.
الممارسة والتطبيق العملي
تعد الممارسة الفعلية وسيلة فعالة لمعالجة الأخطاء وغرس القيم والآداب في نفس الطفل، لتجعلها طبع مكتسب لديه، فعندما يعتاد الطفل منذ الصغر على أداء الصلاة في وقتها، سيكبر على هذا الطبع ويحافظ على صلاته، وكذلك أيضا في جميع أنواع الطاعات والعبادات التي تؤثر على تربية نفس المسلم.
وهذا ما اتبعه الرسول صل الله عليه وسلم في دعوته، فكان يصلي أمام أصحابه ليعلمهم ويقتدوا به في صلاته وسنته.
العقوبة بحدود
يمكنك كمربي للطفل أن تستخدم نوعا من العقوبة لكن بعد استنفاذ كل الحلول والأساليب، والعقوبة أسلوب حاسم لا يستخدم مع كل الأطفال، ودعت التربية الإسلامية إلى اتخاذ الوسطية منهجا في التعامل مع الأطفال، فلا يكون اللين الزائد والحرية المطلقة تسيطر على المربي، فهي تفسد السلوك.
وكذلك الشدة والحزم الزائد والذي يؤدي إلى الانحراف، فلابد من الحزم في بعض الموضوعات المعينة، واتباع اللين والرفق في الموضوعات الخفيفة والمناسبة.
مراحل التربية الإسلامية
يمر الطفل بمراحل عديدة في طفولته، والتي يجب أن ندخل فيها أساسيات التربية الإسلامية لغرسها في نفس أطفالنا، ومن هذه المراحل:
الطفولة المبكرة
تبدأ تربية الأولاد في الإسلام منذ نعومة أظافرهم في مرحلة الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة، فتتميز الطفولة المبكرة بالمرونة التي تسهل على المربي أن يغرس في نفس الطفل القيم والأخلاق الحميدة، فهي مرحلة يكون من السهل فيها توجيه الطفل تبعا للخطة الموضوعة في التربية.
وكلما يتم دعم الطفل بالرعاية والإشراف والتوجيه في سن مبكرة، فتكون شخصية الطفل أثبت وأرسخ أمام التحديات المستقبلية التي يمكن أن يواجهها، فما يعتاده الطفل في هذه المرحلة يكون ثابتا معه طوال حياته، فكل ما يحدث في الطفولة المبكرة هو أساس لملامح شخصية الطفل.
وأجمع علماء النفس جميعا على أن السنوات الثلاثة الأولى هم المرحلة الأساسية لتشكيل شخصية الطفل، فلابد أن تبدأ مع طفلك أساسيات التربية الإسلامية من مرحلة الطفولة المبكرة لتغرس فيه القيم والأخلاق وتعاليم الإسلام منذ صغره، ليكون مترعرع في بيئة إسلامية صحيحة.
وفي هذه المرحلة يكون الطفل متأثرا فقط بوالديه فيراهما قدوة حسنة ومثل أعلى ولا يصدق غيرهما، ما يساعد ذلك على ابتعاد الطفل عن أي تأثيرات خارجية من المجتمع المحيط، مما يجعل غرس التربية الإسلامية في نفس الطفل سهلا في هذه المرحلة.
الطفولة المتأخرة
عند دخول الطفل فترة الطفولة المتأخرة تصعب مهمة التربية الإسلامية شيئا فشيئا، فتتسع بيئة الطفل الاجتماعية بدخول المدرسة ويبدأ في تعلم أشياء جديدة، وفي نفس الوقت يتعلم المهارات الحياتية الجديدة والمعايير الخلقية اللائقة بالمجتمع، فيكون الاتجاهات ويستعد لتحمل المسؤولية، ويبدأ في ضبط انفعالاته.
ويبدأ الطفل في الخروج من دائرة التأثير القوي لوالديه ويستمع للمعلم في المدرسة ثم يتحرر من هذه السلطة تماما حين وصوله سن البلوغ.
وفي هذا السن يسعى الطفل لإرضاء والديه لسماع الكلام الطيب منهم ومدحه، فحين يطلبوا منه أداء الصلاة فيسرع وينشط لتأديتها بنفس طيبة وشغف كبير.
ثم ينتقل الطفل إلى سن الحادية عشرة، ليرى أن تنفيذ أوامر والديه وتعاليمهم دون مناقشة هو بالأمر الطفولة ويرغب في التخلص منها، وبعد البلوغ يقتنع الأولاد أن معارضة والديهم دليلا على كبرهم وشبابهم، فيكونوا غير متقبلين لأي أوامر توجه لهم بخصوص الصلاة وتأدية العبادات.
لذا، ابدأ مع طفلك أساسيات التربية الإسلامية واغرس فيه القيم والأخلاق الإسلامية من الطفولة المبكرة، ولا تعتقد أنه صغيرا ولا يفهم، بل بالعكس هذا هو السن المناسب كما ذكرنا لترسيخ الإسلام في نفس الطفل وتعويده على أداء الفروض والعبادات.
تحديات تواجه التربية الإسلامية في العصر الحديث
تواجه التربية الإسلامية العديد من التحديات عند تربية الأطفال، والتي يفرضها المجتمع وتطوره وظروفه، ومن هذه التحديات:
تحديات داخلية
- اختلاف الرؤي والتفسيرات المتعددة للدين، مما يصعب من مهمة المربين لتقديم رؤية موحدة.
- ربط بعض الجماعات المتطرفة للإسلام بالعنف والتطرف، مما يشوه صورة الإسلام، مما يصعب على المربين غرس القيم الإسلامية السمحة في نفوس الطلاب.
- تراجع القيم الدينية، وانتشار القيم المادية والمستهلكة في المجتمع.
تحديات خارجية
- انتشار العولمة، وانتشار الثقافات الغربية وقيمها، وتأثيرها على الهوية الإسلامية للشباب، مما يؤثر على تربيتهم الإسلامية.
- انتشار وسائل الإعلام الحديثة وتأثيرها الكبير على الشباب، مما يتطلب تطوير أساليب جديدة للتواصل مع هذه الفئة تتناسب معهم.
- انتشار الصراعات والنزاعات في العالم الإسلامي، مما يخلق صورة سلبية عن الإسلام في وسائل الإعلام الغربية.
ويمكننا مواجهة هذه التحديات من خلال بعض الاستراتيجيات المهمة منها:
- تحديث المناهج الدراسية لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية، مع الحفاظ على القيم الأساسية للإسلام.
- تدريب المعلمين على أساليب التدريس الحديثة، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتواصل مع الطلاب وتوجيههم بما هو صالح لهم من تعاليم الإسلام.
- التركيز على الجانب العملي في التدريس، وربط المادة الدراسية بحياة الطلاب اليومية وتقديم ما يفيدهم في أمورهم الدينية.
- تشجيع الحوار والنقاش بين الطلاب والمربين والمعلمين، وتقبل الرأي الآخر.
- التعاون مع الأسر في تربية الأبناء، وغرس القيم الإسلامية في نفوسهم.
مؤسسات داعمة للتربية الإسلامية
يمكننا الاعتماد أيضا على بعض المؤسسات الأخرى بالتعاون مع الأسرة لترسيخ وغرس التربية الإسلامية في نفوس أطفالنا، مثل:
المدرسة وهي المؤسسة الثانية لمصدر معلومات الطفل بعد الأسرة، فيجب أن تؤدي المدرسة دورها المكمل للأسرة في غرس التعاليم الإسلامية في نفوس الأطفال، لتكمل طريق التربية السليمة.
فيجب أن تهتم المدرسة بفصول التربية الإسلامية، وتعقد الندوات والحلقات الدراسية الواسعة الهادفة لنشر التعاليم الإسلامية الصحيحة، لغرس حب الإسلام وعباداته في الأطفال منذ الصغر.
ويمكن للمدارس أن تحدد وقتا كل يوم بعد أذان الظهر لينتقل التلاميذ إلى مسجد المدرسة ليأدوا صلاة الظهر جماعة مع بعضهم البعض، فيحب الأطفال الصلاة ويقبلون عليها.
ثم يأتي دور الإعلام والفن، والذين يجب أن يدركوا دورهم الهام في الأمور التربوية والتنشئة الصالحة، فلابد من تركيز وسائل الإعلام والفن على تجويد المنتج التربوي الهادف الذي يجذب الأطفال والشباب.
يمكن تدشين الحملات الإعلامية المناسبة للفئة العمرية للأطفال والشباب، لتوعيتهم بأهمية الصلاة وأداء الفروض والعبادات الأخرى.
كما يمكن للفن أن يقدم بعض الأفلام الكارتونية والمسلسلات التي تعرض الأخلاق الكريمة والقيم الحميدة للأطفال.
وفي الختام، لا يمكننا أن نقول أن تربية الأولاد في الإسلام بالأمر السهل، لكنه يستاهل العناء لخلق جيل مسلم خير.
وبعد كل ما ذكرناه عن أساسيات التربية الإسلامية ومصادرها وأساليبها، ابدأ الآن عزيزي الأب وعزيزتي الأم في تربية الأولاد في الإسلام.
ولا تغفلوا أهمية بدء التربية الإسلامية في مرحلة الطفولة المبكرة، لأنها الأساس الذي يبني عليه مستقبل الطفل.