أهمية تعليم الطفل لغة ثانية.. كيف ومتى نبدأ؟

تعليم الأطفال لغة ثانية

استراتيجيات تعليم الطفل لغة ثانية بسهولة ويسر


في ظل الانفتاح الثقافي والعولمة، يسعى كل الآباء إلى تعليم أطفالهم لغة ثانية منذ نعومة أظافرهم، حتى يستطيعوا مواكبة التغير من حولهم ولضمان مستقبل مشرق لهم.

وتبعا لسوق العمل في الآونة الأخيرة، والذي يحتاج إلى اللغات المختلفة على كل الأهالي تشجيع أبنائهم في طفولتهم على تبني لغة ثانية أجنبية ليتسفادوا منها في حياتهم المستقبلية.


الفوائد العقلية والثقافية لتعلم لغة ثانية

أكدت الدراسات العلمية المتخصصة التي أجريت حديثاً، أن تعلم لغة ثانية يحسن صحة الدماغ ويعزز الإدراك، وهو ما يؤدي تبعاً لذلك إلى تحسن في كافة الوظائف التي يقوم بها.

وتؤكد الدراسات أن اللغة الثانية تقوي العقل، وتعمل عمل التمارين الرياضية التي تساعد في بناء العضلات وتحسين الصحة البدنية، فتعلم لغة جديدة يساهم في تكوين عقل سليم، وأظهرت فحوصات الدماغ للأشخاص ثنائيي اللغة أن لديهم مادة رمادية في مناطق معينة من الدماغ أكثر من الأشخاص أصحاب اللغة الواحدة، كما أظهرت الدراسات أيضاً أن التحدث بلغات متعددة يعيد توصيل الدماغ ويغير بنيته الأساسية.

وأثبتت الأبحاث أن دراسة لغة ثانية يعزز الانتباه، فأشارت دارسة من جامعة كامبريدج إلى أن تعلم لغة ثانية يعزز من صحة الدماغ عن طريق زيادة الاهتمام والانتباه، وتعلم اللغة الثانية يقي من الأمراض العصبية التنكسية، وهي الأمراض التي تصيب كبار السن بسبب انخفاض المادة الرمادية والبيضاء في الدماغ.

وأثبتت بعض الأبحاث أن تعلم لغة جديدة للأطفال يمكن أن يعزز من ثقة الطفل بنفسه وإبقائه منتبها أكثر الوقت، وهذا ما يساعد الأطفال في التغلب على وعلاج أعراض القلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وأيضا الاكتئاب.

كما ثبت أن ثنائية اللغة مفيدة للصحة العقلية في المستقبل، فهي من الممكن أن تؤخر الخرف والزهايمر لمدة تصل إلى أربع سنوات.

وأفاد بعض الدكاترة النفسيين أن فهم الأطفال للقواعد النحوية والجمل في لغة ثانية، يؤدي لاستخدام جزء في الدماغ المسؤول عن التخلص من الإحباط الإبداعي، فعند التعمق في قواعد اللغة الثانية قإنك بذلك تقوي العقل وتتدرب على الحل الإبداعي.

ومن الفوائد التي تعود على الطفل من تعلم لغة ثانية، هو الانفتاح على العالم والتعرف على الأخرين، فيكون للطفل قابلية مستقبلية للتعرف على أصدقاء جدد من بلدان مختلفة، يتبادل معهم اللغة وينتاقشوا.

تعلّم لغة ثانية قد يجعل الطفل أكثر ذكاءً، حيث يحسن من الذاكرة ويزيد من التركيز لحل المشكلات بشكل أفضل، وذلك بسبب أن الطفل يعرف ثقافات أخرى تفيده في إثراء حياته بالخبرات المفيدة.

زيادة الثقة بالنفس، عندما يتعلم الطفل ويطور من اللغة الثانية ويستطيع التحدث بها بشكل طبيعي، فإنه يكتسب ثقته بنفسه أمام الأخرين، ويشعر بالفخر بنفسه لأنه يستطيع التحدث بلغة أخرى مختلفة عن اللغة الأم.

تحديات تعلم لغة ثانية للأطفال

عندما يبدأ الطفل في تعلم لغة ثانية، يمكن أن يواجه بعض التحديات التي تعوق طريقه نحو التقدم في هذه اللغة، خصوصا لو كان صغيرا في السن، ومن التحديات التي يمكن أن يقابلها:

  • الضغط النفسي والفكري: فتعلم الطفل لغة جديدة يحد من عدد الكلمات التي يمكن أن يتعلمها الطفل في فترة معينة.
  • التداخل بين لغتين: يمكن أن يواجه الطفل تداخلا وتناقضا عند دراسته للغتين اللغة الأم واللغة الثانية، فقد تتداخل المصطلحات والمفاهيم والقواعد مع بعضها فيشعر الطفل بالضغط والفشل.
  • اختلال تركيب الجمل وترتيب الكلمات في الجملة عند الطفل: وفي هذه الحالة يجب الانتباه إلى تصحيح الأخطاء للأطفال، بطريقة لطيفة وهادئة حتى يستطيع الطفل استيعاب خطأه وتداركه وتصحيحه في المرات المقبلة.
  • التأثير على التطور اللغوي الطبيعي، عندما تضغط على طفلك لتعلم لغة ثانية إلزامية مع لغته الأولى، فهذا يؤثر على تطوره اللغوي الطبيعي في اللفة الأولى، فيمكن أن يركز الطفل على اللفة الثانية هاملا لغته الأولى، وهذا ما يحدث مع الكثير من الأطفال العرب عن تعلم اللغة الإنجليزية كلغة ثانية لكنها أساسية في حياتهم.
  • إمكانية نسيان لغته الأم: فيجب أن نضع في اعتبارنا تحقيق التوازن بين تعلم لغة ثانية والتعلم الجيد والمتكامل للغة الأم أيضا وعدم إهمالها.

كيفية التغلب على هذه التحديات

من الضروري أن يتعلم الطفل لغته الأم أولا بشكل جيد ومن ثم يبدأ في تعلّم اللغة الثانية، وذلك حتى لا يهمل لغته الأم ويركز بدلا منها على لغة أخرى.

ويجب أن يشرح الوالدان للطفل أن اللغة الثانية هي لغة ثانوية تصقل الثقافة فقط، مع التحدث معه بلغته الأم الطبيعية.

على الأباء أن يمشوا طريق تعلم اللغة الثانية بالتدريج، فعند التأكد من أن الطفل اتقن بالفعل لغته الأم، فمن الممكن أن يدخل في تعلم لغة جديدة بجانب لغته المتقنة.

التعليم المبكر للغة الثانية وتأثيره على التطور اللغوي

عند تعلم الأطفال في سن مبكر لغة ثانية، فهم يتكسبون ثقة في التحدث والتعامل مع الآخرين، فيكتسب الطفل عند تعلم لغة ثانية بعض الأمور المهمة لمستقبله وحياته، مثل:

يصبح الطفل أكثر وعيا بالثقافات الأخرى عندما يتعلم لغة ثانية في سن مبكر، فيكون مقدر لتنوع العالم من حوله ويكون منفتحا على العالم أكثر.

تؤكد الدراسات أن الأطفال القادرين على التحدث بلغة ثانية تكون لديهم مهارات أفضل في القراءة والكتابة في اللغتين الأم والثانية.

تعلّم الطفل لغة ثانية يساعده على تطوير مهاراته الاجتماعية وزيادة ثقته بنفسه وقدرته على التواصل مع الآخرين.

يمكن لتعلم اللغة الثانية للطفل أن يساعد على تحسين مهارات التواصل لدى الطفل في لغته الأم، فيوفر له فهماً أفضل لبنية اللغة وقواعدها النحوية، مما يساعده على التواصل بفاعلية مع الآخرين.

يساعد تعلم لغة ثانية على تطوير تفكير الأطفال واحترام الأخرين وتقدير التنوع والتحلي بالتسامح وتقبل الأخرين، لأنه يطلع على الثقافات المختلفة.

كما تعزز دراية اللغة الثانية من الهوية الوطنية والفخر بالتراث والثقافة الوطنية.

تعلم اللغات الأخرى في مرحلة الطفولة أن يكون استثماراً قيماً في مستقبل الأطفال، فهو يقود إلى تحسين مستواهم وأدائهم الأكاديمي، وزيادة وعيهم الثقافي والعاطفي، وتوسيع دائرة معارفهم وفهمهم للثقافات المختلفة وللطرق المختلفة في التواصل.

استراتيجيات فعالة لتعليم الطفل لغة ثانية

وسط سعي الآباء لتعليم أطفالهم لغة ثانية في سن مبكر للعديد من الفوائد، عليك أن تتبع مع طفلك بعض الاستراتيجيات الهامة لتعليم طفلك لغة ثانية بفاعلية وإمتاع دون الضغط عليه، ومن هذه الاستراتيجيات:

عليك كوالد أو والدة الطفل أن تأخذ بعين الاعتبار ما يميل إليه الطفل من هوايات، فمثلاً إذا كان يحب لعب كرة القدم، فمن الممكن أن توفر له مشاهدة المباريات باللغة الثانية التي يتعلمها.

وإذا كان يحب الموسيقى، وفر له أغاني تنطق باللغة التي يتعلمها، ليميز الطفل بين لغته الأم واللغة الثانية.

يمكنك إرسال الطفل إلى مراكز تعليمية متخصصة، والتي تعتمد على مناهج تعليمية معينة تناسب أعمار الطفل المختلفة.

يمكن أن تبدأ مع طفلك في تعليمه لغة ثانية من عمر الثلاث سنوات، من خلال إرسال بعض الجمل والكلمات من هذه اللغة.

أعرض على طفلك البرامج الكرتونية والأغاني باللغة التي يريده أن يتعلمها، ليكون الطفل مدركا لها ويتعلمها بسهولة وطلاقة.

من الضروري أن تخلق بيئة تعليمية مناسبة لطفلك، من خلال دمجه مع الأشخاص الذين يتحدثون بهذه اللغة، فيميل الأطفال لتقليد الأكبر منهم، لتجده سريعا ما كون حصيلة من الكلمات والجمل القصيرة من هذه اللغة.

ابدأ مع الطفل بتعليمه أساسيات اللغة البسيطة مثل الأبجدية وأسماء الحيوانات والألوان، وتدريب الطفل عليها بأكثر من طريقة.

لا تضغط على طفلك في تعليمه لغة ثانية، حتى لا يفقد قدرته على استيعاب كم كبير من المفردات والمصطلحات، مما يسبب عنده اختلالاً في التذكر والتركيز.

احرص على تلقين الطفل اللغة الأجنبية بطريقة مسلية وغير مملة، من خلال الألعاب والمهارات والنشاطات المختلفة.

يجب تشجيع الطفل بالكلمات الحماسية والإثابة في كل مرة يتعلّم فيها مفردات ومفاهيم جديدة، حتى يشعر بالدعم المعنوي ويستمر في التعلم.

يمكنك أن تستمع إلى استراتيجيات لتعليم الطفل لغة ثانية.

يمكن أن تستمع إلى استراتيجية الزمان والمكان لتعليم الطفل لغة ثانية.

يمكنك الاستعانة بموارد كثيرة لتعليم طفلك لغة ثانية وصقل مهاراته فيها، مثل:

Games, Videos, and Books for Kids – Funbrain

يتميَّز هذا الموقع باحتوائه على أكثر من 100 نشاط تفاعلي لمساعدة الأطفال من مرحلة ما قبل المدرسة إلى الصف الثامن على تعلم أساسيات اللغة الإنجليزية وتطوير مهاراتهم.

PBS KIDS

وهو من أشهر منصات تعليم الأطفال عبر الإنترنت حيث يُقدم مُحتوى تعليمي ممتع وجذاب للأطفال.

Learning English Online for Kids, ESL Kids | FredisaLearns

من أفضل المواقع المجَانية لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال، فيوفر الموقع دروسًا وتمارين وألعاب تفاعلية مصممة لمساعدة الأطفال على تحسين مهاراتهم في اللغة الإنجليزية.

Home | LearnEnglish Kids

أنشئ هذا الموقع المجلس الثقافي البريطاني، وهو موقع جذاب ومثالي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 12 عامًا.

ICDL – International Children’s Digital Library

موقع المكتبة الرقمية الدولية للأطفال (ICDL)، منصة إلكترونية سهلة الاستخدام توفر للأطفال وأيضا الكبار إمكانية الوصول المجاني إلى مجموعة كبيرة ومتنوعة من كتب الأطفال من جميع أنحاء العالم.

تطبيق Doulingo لتعليم اللغات.

وختاما، وبعد التعرف على أهمية تعليم الأطفال لغة ثانية، عليك أن تهتم بتعليم طفلك لغة ثانية بجانب لغته الأم لما يعود عليه من فوائد كثيرة ومميزات مستقبلية.

شاركنا تجربتك في تعليم طفلك لغة ثانية وما هي الموارد التي استخدمتها في ذلك.

Scroll to Top