ما هو اضطراب فرط الحركة عند الأطفال ADHD: التشخيص والعلاج بالتفصيل

فرط الحركة ADHD

كيف تفرق بين اضطراب فرط الحركة عند الأطفال والشقاوة العادية

هل سمعت من قبل عن اضطراب فرط الحركة عند الأطفال؟ هل تشعر أن طفلك كثير الحركة أكثر من اللازم وزيادة عن الطبيعي؟

يمكن أن يكون طفلك يعاني من اضطراب فرط الحركة وأنت لا تدري، والذي يؤثر على جميع جوانب الحياة للطفل ويقلل من جودتها، ويشعر الآباء بعدم الارتياح والثقة بأطفالهم.

ولتطمئن على صحة طفلك ومستقبله، عليك أن تعرف جيدا عن مرض اضطراب فرط الحركة عند الأطفال، وكيفية التعامل معه والوقاية منه أيضا.

وفي هذا المقال، سنقدم لك معلومات شاملة وموثوقة ودقيقة عن اضطراب فرط الحركة عند الأطفال لتتمكن من تشخيص طفلك ومعالجته والتعامل معه بطريقة صحيحة، لتضمن له حياة أفضل.

ما هو اضطراب فرط الحركة ADHD عند الأطفال؟

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) هو حالة مزمنة تصيب الكثير من الأطفال، وغالبًا ما تستمرُّ في مرحلة البلوغ، ويتضمَّن اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط مجموعة من المشكلات المستمرة، مثل صعوبة الحفاظ على الانتباه، وفرط النشاط، والسلوك الاندفاعي.

ويعاني أطفال فرط الحركة بقلة الثقة بالنفس والعلاقات المضطربة مع الأخرين وضعف الأداء الدراسي، ويمكن أن تقل أعراض الاضطراب عند البلوغ لكنها تظل موجودة يالفعل، وفي حين أن العلاج لن يعالج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، فإنه يُمكن أن يُساعد بشكل كبير في علاج الأعراض، فيشمل العلاج عادةً الأدوية والتدخلات السلوكية.

الفرق بين فرط الحركة الطبيعي والاضطراب

إذا كان طفلك كثير “الشقاوة” والحركة فهذا لا يعني أنه مصاب باضطراب فرط الحركة، فهناك فروق عديدة بين الشقاوة الطبيعية واضطراب فرط الحركة، فالشقاوة يمكن أن تكون نتيجة لعدة عوامل مؤقتة، في حين أن فرط الحركة يعتبر اضطرابًا نفسيًا مستمرًا ويحتاج إلى التشخيص الطبي والعلاج.

وفرط الحركة يشمل مجموعة واسعة من الأعراض النفسية والسلوكية التي تظهر على الطفل، في حين أن النشاط الزائد يتركز بشكل أساسي على زيادة الحركة والاندفاع.

فرط الحركة يتطلب علاجًا متخصصًا، ويتضمن غالباً العلاج الدوائي والعلاج السلوكي والنفسي، لكن النشاط الزائد والشقاوة يمكن السيطرة عليه بسهولة من خلال تغيير العادات الغذائية والنوم الجيد والتمارين الرياضية المنتظمة.

الفرق بين الشقاوة واضطراب فرط الحركة

الشقاوة أو الحركة الزائدة هي حالة يعاني فيها الطفل من زيادة النشاط والحركة، ويميل إلى الاندفاع والتحدث بشكل سريع ومفاجئ، ويعاني الطفل من صعوبة التركيز على المهام المختلفة.

ويمكن اعتبار النشاط الزائد على أنه نوع من اضطرابات فرط الحركة، ولكنه يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل مختلفة، مثل عدم النوم الكافي، أو تناول كميات كبيرة من الكافيين أو السكريات، أو تناول بعض الأدوية.        

أما اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يعتبر اضطرابًا نفسيًا يصيب الشخص ويؤثر على نشاطه وسلوكه، ويتميز بعدم القدرة على التركيز والانتباه لفترات طويلة، وزيادة الحركة والاندفاع، وتختلف أعراضه بين شخص وآخر.

ولكن تتضمن الأعراض عادةً الحديث المتقطع والانتقال المفاجئ بين المهام، والاندفاع والتحرك بدون تفكير، والتصرفات الاجتماعية غير الملائمة.

ويؤثر فرط الحركة على الأداء الأكاديمي والعملي، ويؤدي إلى صعوبة التواصل مع الآخرين، ويتسبب في مشاكل في العلاقات الاجتماعية.

أسباب فرط الحركة عند الأطفال

يمكن أن يصاب الطفل باضطراب فرط الحركة لعدة أسباب، والتي تختلف من طفل لأخر، ومن أسباب تعرض الطفل لاضطراب فرط الحركة أو زيادة أعراضه، هي:

التوتر أو التغيرات المفاجئة في الحياة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، قد تجعل الطفل أكثر حركة وقلقًا.

المشاكل العاطفية أو الصحية النفسية، مثل القلق أو الصدمة أو اضطراب المزاج، والتي قد تؤثر على سلوك الطفل وقدرته على التعامل مع المواقف.

فرط نشاط الغدة الدرقية عند الطفل أو التعرض لملوثات مثل الرصاص، أو تناول كميات كبيرة من السكر أو الأطعمة المصنعة، قد تزيد من نشاط الطفل.

يعتقد الخبراء أن التغيرات في توازن المواد الكيميائية بالدماغ مثل الدوبامين والنورأدرينالين والسيروتونين قد تساهم في ظهور فرط الحركة.

ويمكن أن يكون التاريخ العائلي سببا من أسباب إصابة الطفل بفرط الحركة، فعادةً ما يُورث اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في العائلات، ويُعتقد أن الجينات التي يرثها الطفل من الوالدين هي عامل مهم لتطور حدوثه، وتزداد فرص الإصابة به إذا كان أحد الأبوين أو الإخوة مصابًا به.

وأشارت عدة أبحاث أن أدمغة الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه قد تختلف عن أولئك الذين لا يعانون منه، فاقترحت واحدة من الدراسات أن مناطق معينة من الدماغ قد تكون أصغر لدى المصابين بالـ ADHD، بينما تكون مناطق أخرى أكبر، وأن هذه الاختلافات قد ترتبط بالإصابة به.

كما أظهرت الدراسات أن الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه لديهم مستويات منخفضة من الدوبامين وهو ناقل عصبي في الدماغ، الذي يلعب دورًا في إثارة الاستجابات وردود الفعل العاطفية، ولا يُعرف بعد سبب انخفاضه، ولكن يعتقد أن هناك علاقة بينهما.

ويمكن أن تكون ولادة الطفل قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل تزيد نن فرية إصابة الطفل بفرط الحركة، أي تزداد فرص الإصابة لدى الأطفال المبتسرين أو من وُلدوا بوزن منخفض.

وجود تلف في دماغ الطفل، والذي يحدث في أثناء الحمل، أو بعد التعرض لإصابة شديدة في الرأس في وقتٍ لاحق.

التعرض للملوثات البيئية، مثل الرصاص في أثناء الحمل أو في سن مبكرة.

تناول الأم للكحول أو التدخين في أثناء الحمل.

وتشير بعض الإحصاءات إلى أن الذكور أكثر عرضة للإصابة به بمعدل ثلاث مرات مقارنةً بالإناث.

أعراض فرط الحركة عند الأطفال

الأطفال أصحاب اضطراب فرط الحركة يعانون من بعض الأعراض الملحوظة، مثل:

  • صعوبة التركيز والانتباه في الأنشطة اليومية والمهام الدراسية.
  • الاندفاع الزائد والتحرك بشكل غير منتظم، وعدم القدرة على الجلوس في مكان واحد لمدة طويلة من الوقت.
  • الانشغال والتركيز بالأشياء بشكل زائد والتشتت السريع بين المهام المختلفة.
  • النسيان المتكرر للمهام التي يجب أن يفعلها أو الأشياء المهمة.
  • الحديث بشكل زائد ودون توقف، والتدخل في حديث الآخرين.
  • العدوانية والانفعالات القوية والسريعة.
  • صعوبة الانتظار للحصول على شيء ما، وعدم القدرة على التحكم في الرغبات.
  • عدم الاهتمام بالتفاصيل والوقوع في الكثير من الأخطاء بسبب الإهمال.
  • لا يبدو وكأنه يستمع لمن يتحدث معه.
  • سهولة التشتت بأي مؤثرات خارجية.
  • يعاني الطفل من صعوبة في إتباع التعليمات والتوجيهات خاصة المعقد منها أو المتسلسلة.
  • تجنب المهام التي تطلب جهد عقلي وتركيز مستمرين.
  • الركض والتسلق كثيرًا وفي أي مكان.
  • العبث باليدين والقدمين كالتأرجح أثناء الجلوس على الكرسي.
  • صعوبة المشاركة في الأنشطة بهدوء.
  • الشعور بالملل بسرعة.
  • يكون الطفل اندفاعي، فيجيب عن الأسئلة قبل الانتهاء من طرحها، وعدم انتظار المدرس للسماح له بالمشاركة في الفصل.
  • صعوبة انتظار الدور في الطوابير.
  • التهور والمشاركة في الأنشطة الخطرة دون تردد.
  • ضعف العلاقات الاجتماعية وصعوبة تكوينها.
  • ضعف الثقة بالنفس.

وعلى الرغم من أنه من الطبيعي أن يكون لدى أي طفل بعض من هذه الأعراض؛ ولكن يبدأ الاشتباه بالاضطراب في حال كانت هذه الأعراض حادة جدًا، وتظهر في كثير من الأحيان، وتؤثر سلبًا في حياتهم الاجتماعية، وأدائهم الدراسي أو انتاجيتهم.

تشخيص فرط الحركة عند الأطفال

إذا لاحظت على طفلك أيا من الأعراض المذكورة أعلاه، فلابد من زيارة طبيب متخصص لرؤية حالة الطفل وتشخيصها تشخيص صحيح قبل فوات الأوان، لتتمكن من معالجة طفلك بسرعة في سن مبكر.

لكن عليك قبل أي شئ أن تركز مع طفلك جيدا وتلاحظ تصرفاته وسلوكياته، لمعرفة إذا كان عند الطفل أي عرض من أعراض اضطراب فرط الحركة.

وعند الذهاب للطبيب، الذي سيكون طبيب أطفال متخصص أو طبيب نفسي للأطفال، سيجري الطبيب فحصًا طبيًا يشمل اختبارات للسمع والرؤية والمهارات الحركية والذهنية، والسؤال عن التاريخ العائلي للطفل، وما إذا كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بفرط الحركة وتشتت الانتباه.

كما يسأل الطبيب الوالدين والمحيطين بالطفل من أقارب ومعلمين عن سلوكياته، وما إذا كانت مستمرة أم مشكلة عرضية، إذ قد يظهر في بعض الحالات نشاطًا في مراحل العمر الأولى ويقل في مرحلة البلوغ.

وفي العموم من المحتمل أن يُشخص الطفل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إذا كان يعاني من 6 أعراض مما سبق ذكرها، وإذا كانت هذه الأعراض مستمرة لمدة ستة أشهر أو أكثر.

أو إذا لاحظ أكثر من شخص عن سلوكيات الطفل غير الطبيعية (على سبيل المثال: المعلمين والأقارب)، أو أن قد تكون هذه الأعراض أثّرت في قدرته على ممارسة حياته اليومية والتعامل مع المحيطين والأداء المدرسي، بالإضافة إلى إذا لم يكن هناك أي سبب جسدي أو عقلي أو نفسي وراء تلك الأعراض.

وفي بعض الأحيان يجري الطبيب فحصًا يُعرف بنظام التقييم المعتمد على التخطيط الكهربائي للدماغ (NEBA)، وهو الذي يقيس موجات كهربائية محددة في المخ تُعرف بـ “ثيتا وبيتا”، إذ أن هذه الموجات تزداد لدى الأطفال والمراهقين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مقارنة بالغير مصابين به.

علاج فرط الحركة عند الأطفال

نلجأ لعلاج فرط الحركة عند الأطفال لتحسين تفاعلهم مع الآخرين ومع المدرسة، ومن المهم العمل مع طبيب الأطفال أو أخصائي الصحة النفسية لتحديد الخطة العلاجية المناسبة لحالة الطفل، ومن العلاجات لفرط الحركة:

العلاج الدوائي

يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية لمساعدة الطفل على التركيز والانتباه، مثل ميثيلفينيدات (ريتالين) والأمفيتامينات (أديرال).

التدخل السلوكي

ويتضمن هذا العلاج التعاون مع الطفل وأسرته والمدرسة لتعليم الطفل مهارات مثل التنظيم والتخطيط والتحكم في الاندفاع الحركي والانفعالي، مع استخدام تقنيات مثل التعليم الإيجابي والتعويد على السلوك الإيجابي والمكافآت لتعزيز السلوك المرغوب.

ويعتمد هذا النوع من العلاج على تغيير سلوك الطفل الغير مرغوب إلى السلوك المرغوب، مع تطبيق بعض أنواع العقاب المتفق عليها عندما يزداد سوء سلوك الطفل زيادة عن اللزوم.

والمكافأت في حالة سيطر الطفل على سلوكياته ونجح في ذلك.

ويمكن تجربة تغييرات في النظام الغذائي للطفل، مثل تقليل تناول السكريات والمواد المحفزة وزيادة تناول البروتينات والأطعمة الصحية الأخرى.

وتشجيع الطفل على ممارسة الرياضة، فتساعد الرياضة على تحسين التركيز والانتباه للأطفال الذين يعانون من فرط الحركة، وتعزيز الصحة العامة.

العلاج النفسي

يتضمن العلاج النفسي تعليم الطفل أدوات للتعامل مع الضغوط النفسية والعواطف والتحكم في السلوكيات.

ويهدف العلاج النفسي لتعليم الطفل طرق صحية للتعامل مع مشاعره ومساعدته على الثقة بنفسه، وعادةً ما تكون جلسات العلاج النفسي جماعية تضم الوالدين أيضًا والأشقاء؛ لمساعدتهم على فهم سلوك الطفل بشكل أفضل والتعامل معه بصورة صحيحة.

الأجهزة الطبية

اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية جهازًا لتحفيز العصب الثلاثي التوائم لاستخدامه للأطفال من عمر سبع سنوات إلى 12 عامًا، والذين لا يتناولون أدوية لفرط الحركة.

ويتم توصيل هذا الجهاز من خلال أقطاب كهربائية تُوضع على جبين الطفل ليلًا؛ لإرسال نبضات كهربائية منخفضة إلى أجزاء معينة من الدماغ والتي يُعتقد أنها تسبب فرط الحركة ونقص الانتباه.

ويمكن استخدام مقياس تقدير اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (كونر).

تربية أطفال فرط الحركة

إذا كان طفلك يعاني من اضطراب فرط الحركة، فعليك أن تتبع معه أساليب تربوية مخصوصة له لتتمكن من التعامل مع ومع سلوكياته المختلفة عن أقرانه، ومن هذه الأساليب والاستراتيجيات:

ضرورة اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على كثير من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات.

ممارسة الرياضة التي تحتاج حركة مستمرة، مثل كرة القدم أو السلة، لأن النشاط البدني يعمل على تفريغ طاقة الطفل، كما تزيد من مهاراته الاجتماعية وتعلمه كيفية التواصل مع الآخرين.

يجب أن يحصل الطفل على قسطٍ كافٍ من النوم.

مع الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية كالهاتف المحمول أو ألعاب الكمبيوتر وخصوصا في الفترة ما قبل النوم.

حاول التقليل من المشتتات حول الطفل على قدر الإمكان، مثلا طلاء حوائط غرفته بلون واحد وعدم وضع عديد من الألعاب أمامه، وتنظيم غرفته بشكل بسيط وغير معقد.

من الضروري وضع جدول ثابت لمواعيد النوم والاستيقاظ وتناول الطعام، والتخطيط لكل يوم مع الطفل ووضع تعليمات بسيطة ومحددة عليه أن يلتزم بها.

فمثلا بدلًا من إخباره “نظف غرفتك”، يمكن إعطاؤه أمر واحد مخصص في كل مرة، مثل: “رتب ملابسك في الخزانة، ثم رتب مكتبك” وهكذا حتى يتمكن الطفل من التركيز على مهمة واحدة في كل مرة.

حاول التركيز مع الطفل عند التحدث إليه واحرص على التواصل البصري معه.

لا تشعر الطفل أنه مصدر إزعاج أو أنه مختلف عن الآخرين وتعزيز ثقته بنفسه.

إذا نفذ الطفل سلوك إيجابي كفائه، وعقابه إذا كان السلوك سيء بطريقة تربوية سليمة.

لابد  مساعدة الطفل دراسيًا لأن نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه يواجهون صعوبات التعلم.

يجب على الآباء تحديد السلوكيات المقبولة والمرفوضة للطفل معه، وتحديد عواقب أفعاله والتفكير جيداً في الدافع وراء تصرفاته، مع ضرورة أن تتحلى بالصبر وتتعامل مع الطفل بالود والحب والطاقة، كما يجب معرفة قدرة التحمل لسلوكيات الطفل وتحديد ما لا يمكنهم تحمله من تلك السلوكيات.

وبجانب تحديد القواعد التي يسير عليها الطفل، لابد من وجود بعض المرونة في التعامل معه بمكافأته على السلوكيات الجيدة وإبعاد السلوكيات الخاطئة.

يجب تحديد طريقة التعامل مع طفل فرط الحركة وتشتت الانتباه خلال النوبات العدوانية التي قد تصيب الطفل والتي قد تكون بشكل علني على مرئي ومسمع من الآخرين.

فيجب إبعاد الطفل على الفور بطريقة هادئة وحاسمة وإعطائه الوقت كفترة تمنحه المزيد من الهدوء والتفكير في السلوك السلبي الذي قام به.

يجب خلق مساحة خاصة بالطفل وتنظيم حياته، وأن تكون هادئة تمكنه من الراحة، وأداء واجباته المنزلية. والحفاظ على المنزل مرتباً، حيث يساعد ذلك الطفل في تحديد أماكن الأشياء وتقليل المخاطر والانحرافات التي قد يقوم بها.

التقليل من مصادر الإلهاء مثل التليفزيون، وألعاب الفيديو، والكمبيوتر، والموبايل، مما يحفز السلوك الاندفاعي للطفل.

يجب تعليم الطفل تعزيز وقت الانتظار، والتفكير جيداً قبل التحدث أو الرد أو اتخاذ أي تصرف ورد فعل، على أن تكون جميع الردود مدروسة جيداً.

مشاركة الطفل في الأشياء وجلسات العلاج وإشراك معلم الطفل في خطط التعامل معه وتدريبه، ومدى انتباه الطفل وتفاعله مع المعلم والنشاط المدرسي.

يجب التحدث بصراحة مع الطفل عن طبيعة حالته، والتركيز على نقاط قوته وصفاته الإيجابية، وتقديم الدعم الكافي للطفل.

يجب أن تشجع طفلك على بناء علاقات اجتماعية قوية، وتكوين الصداقات ومساعدته في تطوير تلك الصداقات.

الوقاية من فرط الحركة عند الأطفال

للمساعدة في تقليل خطر إصابة طفلكِ باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، يمكنك أن تتبع بعض النصائح:

يجب أن تتجنب الأم أثناء فترة الحمل، أي شيء يُمكن أن يضرَّ بالنمو الجنيني، مثل المشروبات الكحولية، أو المخدرات الترفيهية أو التدخين.

حاولي إرضاع طفلك رضاعة طبيعية ليستمد كل احتياجاته وعناصره الغذائية من مصدر طبيعي مفيد له، يضمن له نمو مثالي ومتوازن.

حماية طفلكِ من التعرُّض للملوِّثات والسموم، مثل تدخين السجائر، والطلاء المحتوي على الرصاص.

الحد من فترات مشاهدة التلفاز للطفل، وعلى الرغم من عدم ثبوت ذلك، فقد يكون من الأفضل منع الأطفال من مشاهدة التلفاز وألعاب الفيديو بكثرة في أول 5 سنوات من عمرهم.

إذا لاحظتي أي أعراض غريبة على طفلك، توجههي للطبيب فورا للكشف على الطفل واكتشاف أي مرض في وقت مبكر.

أهمية المتابعة والرعاية المستمرة للطفل

إذا ثبت فعليا أن طفلك يعاني من اضطراب فرط الحركة، فعليك كأب أو أم متابعة حالة طفلك الصحية عند الطبيب المعالج، وحضور كل جلسات العلاج بانتظام وتشجيع الطفل على ذلك.

كما يجب عليك أن تلاحظ على طفلك بعد مرور فترة مدى استجابته للعلاج وتعديله على حسب حالته.

لابد من تقديم الدعم النفسي والتشجيع للطفل ولا تشعره بأنه مختلف عن باقي الأطفال، وشجع سلوكياته الصحيحة بالمكافأت وشطعه على تكوين الصداقات والتعامل مع الأخرين بلطف والتقرب من الأخوة والأقارب.

يجب إشراك المدرسة في رحلة علاج الطفل، فيجب أن يعرف معلم الطفل في المدرسة حالته وكيفية التعامل معه لتقديم تقريرا عن سلوكياته ومدى انتباهه ومشاركته وأدائه الدراسي، لنتمكن من معالجة الطفل في المنزل والمدرسة.

تأثير فرط الحركة على حياة الطفل

يؤثر اضطراب فرط الحركة على مختلف جوانب حياة الطفل، فمثلا:

التعلم

فيؤثر فرط الحركة على القدرة على التركيز والانتباه، وقد يؤثر بشكل كبير على التعلم والأداء الأكاديمي للأطفال.

فيمكن أن يتأثر الأداء الأكاديمي للأطفال المصابين بفرط الحركة بسبب صعوبة التركيز والانتباه، والتي تؤثر سلبًا على قدرتهم على استيعاب المواد الدراسية وتذكرها.

يؤثر فرط الحركة على الذاكرة العاملة للطفل، وهي الذاكرة التي تسمح للفرد بالاحتفاظ بالمعلومات لفترة قصيرة من الزمن والتعامل معها في الوقت الحاضر.

يمكن أن يتأثر استيعاب الطفل السمعي والبصري بسبب فرط الحركة، حيث يصعب عليه التركيز على المحتوى المقدم بشكل صحيح.

يعتبر التنظيم الذاتي مهارة هامة للطلاب لتنظيم وقتهم ومهامهم، ولكنها يمكن أن تكون صعبة للأطفال المصابين بفرط الحركة.

السلوك

قد يؤثر فرط الحركة على السلوك الاجتماعي للأطفال في المدرسة، حيث يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإيذاء والتنمر بسبب سلوكهم الفوضوي والغير عادي.

ويحاول القيام بعدة أنشطة في خلال نفس الوقت، ولا يستطيع البقاء في مكانه أو ساكنًا فهو دائمًا في حركة.

وغالبًا يكون مندفع في انفعالاته ولا يستطيع التحكم فيها وسريع التصرف دون إعطاء نفسه فرصة للتفكير.

يواجه طفل فرط الحركة بعض المشاكل في النطق وفي إخراج أصوات بعض الحروف، بالإضافة إلى ميله إلى تكرار بعض الكلمات التي تؤدي إلى سوء فهم المستمع إليه، بسبب حرص طفل فرط الحركة على ترتيب أفكاره عند التحدث.

لا يستطيع طفل فرط الحركة التركيز جيدًا خاصةً عند المحادثات السريعة في بيئة بها أصوات عالية مثل الفصول المدرسية.

فيواجه صعوبة في التواصل الاجتماعي الأمر الذي يدفعه إلى الانعزال والرغبة في البقاء بعيدًا عن الناس، كما أنه يقوم بالتحدث بصوت عالٍ ومقاطعة من يتحدث مما يزيد من مشاكل في التواصل مع أصدقائه.

المشاكل العاطفية

لا يستطيع أطفال فرط الحركة إدارة مشاعرهم وتوترهم بشكل جيد، حيث إنهم في حالة التوتر مستمرة، يبكون باستمرار ولا يمكن تهدئتهم ويدخلون في نوبات غضب شديدة ويصبحوا أكثر عدوانية.

فيشعر طفل فرط الحركة بالقلق والتوتر والاكتئاب طوال الوقت.

بالإضافة إلى شعوره بتدني الذات وعدم ثقته بنفسه إلى حد كبير.

فتكون علاقات الطفل مع الأهل والأصدقاء في توتر دائم بسبب سلوكياته التي لا يعرف البعض التعامل معها.

مواد داعمة

يمكنك التعمق أكثر في اضطراب فرط الحركة عند الأطفال، بالاطلاع على بعض المصادر الأخرى، مثل:

مشاهدة مسلسل “خلي بالك من زيزي” الذي يعرض مشكلة اضطراب فرط الحركة عند الأطفال والكبار وكيفية التغلب عليه والاستفادة منه.

اطلع على كورس عن اضطراب فرط الحركة عند الأطفال وكل ما يخصه من نصائح للتعامل وأعراض الاضطراب من الألف إلى الياء.

وختاما، وبعد التعرف على مرض اضطراب فرط الحركة ADHD عند الأطفال، يجب أن تنتبه لطفلك لتلاحظ عليه أي سلوكيات مما ذكرناه.

وتتوجه إلى الطبيب المختص للكشف على طفلك وبدء العلاج معه، فمن الضروري معالجة المشكلة في سن مبكر وعدم الانتظار حتى تتفاقم المشكلة.

Scroll to Top