ما هي طرق قياس ذكاء الأطفال
هل لاحظت أن طفلك لديه موهبة أو قدرات فائقة؟
أوهل تشعر بالإحباط من مستوى طفلك الأكاديمي الضعيف وعدم تأقلمه مع البرامج التعليمية؟
فأول ما ينصح بالتوجه إليه في هذه الحالات هو إجراء اختبار الذكاء لطفلك.
نقدم لكم في كوكب الأطفال دليل شامل عن طرق قياس الذكاء عند الأطفال
الفوائد والأنواع وأشهر اختبارات الذكاء للأطفال ونصائح للوالدين لتنمية ذكاء أطفالهم، فلنتابع
ماهي اختبارات الذكاء للأطفال ؟
اختبارات الذكاء للأطفال هي وسيلة يتم بها قياس مستوى الذكاء عند الأطفال وتقييم مدى إدراكهم للبرامج التعليمية،
حيث يطلب من الأطفال الإجابة على مجموعة من الأسئلة قد تكون شفهية أو ورقية أو حاسوبية مناسبة لعمر الطفل لتحديد مقياس نسبي للقدرات الذهنية والمعرفية والمهارات اللفظية والقدرات البصرية والإدراكية ومعرفة الاحتياجات التعليمية الخاصة لكل طفل
هناك العديد من طرق قياس الذكاء عند الأطفال والتي تقيس مهارات الذكاء المتنوعة على أن يتم إجراء اختبارات الذكاء للأطفال من قبل طبيب نفساني مرخص أو أخصائي تربوي نفسي.
طرق قياس الذكاء عند الأطفال
تشمل طرق قياس الذكاء عند الأطفال مجموعة من أدوات القياس النفسي الموحدة من قبل علماء النفس ذوي الخبرة والمعتمدين.
يمكن لهذه الأدوات تقييم مجالات مختلفة من القدرات المعرفية والذهنية وتنقسم أدوات قياس الذكاء عند الأطفال إلى قسمين رئيسيين:-
الذكاء اللفظي :
يقصد بالذكاء اللفظي القدرة على فهم المشكلات المرتبطة باستخدام اللغة والقدرة على التعبير بالألفاظ.
الذكاء غير اللفظي
يشير الذكاء غير اللفظي أو ما يعرف بالذكاء المنطقي إلى القدرة على فهم المشكلات المتسلسلة والمكانية وإيجاد حلول منطقية.
تعمل هذه الأدوات على تقييم مجالات مختلفة من القدرات المعرفية والذهنية للطفل بما في ذلك:
الاستيعاب اللفظي:
هو القدرة على استخدام مجموعة من الألفاظ اللغوية والمفردات وفهمها واستخدامها للتعبير عن المعرفة العامة وشرح المفاهيم.
القدرات المكانية البصرية:
قدرة الطفل على تقييم التفاصيل البصرية وفهم العلاقات المكانية البصرية
الاستدلال:
القدرة على استخدام المعلومات من التفاصيل البصرية وتطبيق تلك المعرفة
الذاكرة العاملة:
القدرة على استيعاب المعلومات ومعالجتها والاحتفاظ بها لفترة طويلة.
سرعة المعالجة: القدرة على معالجة المعلومات المرئية والتحليل واتخاذ القرارات بسرعة.
ما أهمية قياس الذكاء لدى الأطفال؟
تلعب اختبارات الذكاء تلعب دور مهم في تقييم القدرات العقلية والتعرف على الاحتياجات التعليمية للأطفال كما يساعد في التقديم للبرامج دراسية وتحديد مستوى القدرات المعرفية لاختيار البرنامج المناسب للطفل.
تحديد نقاط القوة والضعف
يساعد اختبار الذكاء في تحديد مجالات قوة وضعف الطفل، سواء كانت لديك مخاوف بشأن تأخر نمو طفلك أو في حالة كان مستوى طفلك الأكاديمي ضعيف فقد يكون بسبب وجود مشكلة إدراكية وصعوبات في التعلم
فإن تطبيق طرق قياس الذكاء عند الأطفال هو الحل المناسب لتحديد المشكلة ويساهم بشكل كبير في البحث عن حلول مناسبة وتنمية مهارات الطفل ومعالجة أي مشكلات إن وجدت.
اكتشاف المواهب والقدرات الخاصة
وعلى الجانب الآخر لو كنت تعتقد أن طفلك قد يكون موهوب أو لديه قدرات عالية
فإن اختبار الذكاء يعد مصدر مفيد في هذه الحالة لاكتشاف الموهوبين.
كما يساعد اختبار الذكاء في تحديد القدرات المعرفية للأطفال في مجموعة متنوعة من المجالات مثل الرياضيات واللغة والعلوم.
كما يمكن استخدام نتائج الاختبار لتوجيه طفلك نحو البرامج التعليمية التي تناسب موهبته وقدراته .
التقديم للبرامج الخاصة
بعض البرامج الدراسية تتطلب اجتياز اختبار الذكاء كشرط للقبول.
يمكن أن يكون لنتائج الاختبار تأثير إيجابي على فرص القبول في البرامج المتخصصة وبرامج التعليم الذكي
توجيه الأطفال نحو المسارات المناسبة:
يمكن تطبيق نتائج اختبار الذكاء لتوجيه الأطفال نحو المسارات الدراسية المناسبة لهم.
على سبيل المثال، إذا كان لدى طفلك مستوى ذكاء عال في العلوم أو الرياضيات يمكن تشجيعه على اختيار تخصص علمي
تحديد احتياجات التعليم الخاصة:
تستخدم نتائج اختبار الذكاء لتحديد احتياجات التعليم الخاصة لبعض الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.
وبهذه الطريقة يسهل توفير دعم إضافي للطلاب الذين يحتاجون إلى تعديلات أو تكيفات في البرامج الدراسية.
في النهاية تعتبر طرق قياس الذكاء عند الأطفال أداة قيمة لتقدير قدرات الطلاب العقلية والمعرفية وتوجيههم نحو مسارات تعليمية مناسبة
أشهر اختبارات قياس الذكاء عند الأطفال
توجد أنواع متعددة من اختبارات الذكاء لكن ليست كلها مناسبة للأطفال،
إليك أشهر الاختبارات الذكائية استخداما بالنسبة للأطفال أو ما تسمى بالاختبارات الشعبية والتي تشمل الفئات العمرية للأطفال، كما تغطي أكبر نطاق من القدرات المعرفية والذهنية والاحتياجات التعليمية من المجالات مختلفة من مستويات الذكاء
مقياس ستانفورد بينيه للذكاء (Stanford-Binet)
يعد مقياس ستانفورد بينيه أحد أشهر طرق قياس الذكاء عند الأطفال وأكثرها استخداما
تم تطويره على يد العالم الفرنسي ألفريد بينيه وزميله ثيودور سيمون عام 1905 بهدف إيجاد وسيلة موضوعية لتصنيف الأطفال الموهوبين والأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم
ومر بتعديلات عديدة حتى أحتل أهمية كبيرة كأفضل وسيلة قياس الذكاء والقدرات العقلية.
يقدَم مقياس ستانفورد بينيه في شكل مجموعة من اللعب والبطاقات المطبوعة وتقسم الأسئلة إلى 15 اختبار فرعي
يتميز مقياس ستانفورد بينيه بالدقة في تقييم نسبة ذكاء الأطفال وتحديد العمر العقلي للطفل بالمقارنة مع متوسط مستوى الذكاء لجميع الفئات العمرية للأطفال.،
تطبيقات مقياس ستانفورد بينيه
- يقيس مقياس ستانفورد بينيه مجموعة متنوعة من القدرات العقلية مثل التمييز الحسي والذاكرة والفهم اللفظي
- مصمم لتقييم فقدان الذاكرة على المدى القصير والاستدلال اللفظي والاستدلال البصري والاستدلال الكمي
- مناسب لقياس نسبة الذكاء لفئة واسعة من الأفراد بداية من الأطفال بعمر السنتين إلى بعد البلوغ وحتى إلى 85 سنة.
- يستخدم في اكتشاف الأطفال الموهوبين في سن مبكر وتشخيص صعوبات التعلم لأطفال المدرسة وما قبلها
- كما يدخل في تشخيص حالات الإعاقة العقلية في جميع الأعمار.
مقياس وكسلر لذكاء الأطفال
يعد اختبار يعد اختبار وكسلر طرق قياس الذكاء عند الأطفال استخداما ويعرف باسم (Wechsler Intelligence Scale)
مقياس ويسكلر هو أداة تقييم معرفي شاملة تم تطويرها لقياس الذكاء الأشخاص وخاصة الأطفال يشار باسم WISC
تم تطويره اختبار وكسلر بواسطة عالم نفس أمريكي يسمى ديفيد ويتشر Wechsler ليصبح من أهم مقاييس الذكاء
بالإضافة إلى أنه قدم مساهمات كبيرة في تحسين اختبارات الذكاء الأخرى.
بشكل عام يستخدم مقياس Wechsler Intelligence Scale على نطاق واسع في التقييمات السريرية والتعليمية للحصول على فهم شامل للقدرات الفكرية والعقلية وتطوير أساليب التعلم
يشمل الاختبار عدة مستويات فرعية ويحصل المرشحون على درجة الذكاء الكاملة عند الانتهاء من الاختبار، بالإضافة إلى خمس درجات للعوامل.
تطبيقات اختبار وكسلر
- يستخدم عامل وكسلر لتقييم القدرات العقلية للطفل وتحسين أسلوب التعلم العام
- مناسب للأطفال ذوي الأعمار بين 6 سنوات إلى 16 سنة
- تعكس درجة اختبار وكسلر أداء الطفل في المجالات الوظيفية المختلفة مثل الفهم اللفظي والتفكير المرن والقدرة البصرية المكانية وأداء الذاكرة العاملة وسرعة المعالجة
- يدخل في تشخيص الإعاقات الذهنية وتحديد اضطرابات التعلم، للمساعدة في اتخاذ قرارات مستنيرة فيما يتعلق بخطة العلاج والتدخل اللازم
- يساهم في تحديد الطلاب الموهوبين عند الالتحاق بالبرامج الأكاديمية المتقدمة
Woodcock-Johnson مقياس وودكوك-جونسون
مجموعة اختبارات وودكوك-جونسون من طرق قياس الذكاء عند الأطفال تم تطويرها في السبعينيات بهدف تقييم القدرات المعرفية للأطفال المؤهلين للانضمام إلى برنامج تعليم الموهوبين أو البرامج المتخصصة.
على الرغم من أنه يمكن استخدامها كجزء من المسار التعليمي لتحديد صعوبات التعلم وتطوير مهارات الطفل.
تطبيق اختبارات وودكوك-جونسون
- اختبارات وودكوك-جونسون مصممة خصيصا لتقييم القدرات المعرفية للأطفال
- يمكن استخدامها في تحديد صعوبات التعلم
- اختبارات وودكوك-جونسون مناسبة للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم العامين فما فوق
- يغطي مقياس وودكوك جونسون أوسع نطاق من القدرات المعرفية مقارنة مع الاختبارات الذكائية القياسية الأخرى.
- الدرجات العالية لاختبارات وودكوك-جونسون تعكس مستوى نجاح الطفل الأكاديمي
- يساعد في اختيار البرامج التعليمية المثالية لقدرات الطفل.
فهم مستوى ذكاء الطفل من درجات اختبار الذكاء
تتراوح نسبة الذكاء الطبيعي للأطفال بحسب مقياس الذكاء (IQ) وفقًا للرابطة الوطنية للأطفال الموهوبين يمكن تفسير نتائج اختبارات الذكاء للاطفال كالآتي:
- حصول الطفل على أقل من 70 درجة يشير إلى تأخر في الإدراك أو إمكانية وجود إعاقة ذهنية.
- نتيجة اختبار الذكاء بين 70 و80 درجة يشير إلى أن الطفل يعاني من صعوبات في التعلم.
- إذا كانت النتيجة بين 80 و110 درجة يعتبر الطفل متوسط الذكاء.
- إذا حقق الطفل 130 درجة في اختبار الذكاء فهو طفل ذكي جدا.
- إذا حصل على 140 درجة يعتبر الطفل عبقري
- الوصول إلى 145 درجة فهذه نتيجة استثنائية ويعتبر الطفل فائق الذكاء
فهم مستوى ذكاء الطفل يمكن أن يساعد في تعزيز قدراته وتوجيهه نحو مجالات تناسب مواهبه
ما العمر المناسب لإجراء اختبار الذكاء للأطفال؟
من الناحية النظرية، يمكن إجراء اختبار الذكاء للأطفال الذين يتكلمون اللغة والذين تتراوح أعمارهم بين 2 أو 3 سنوات، ولكن على الأغلب أنك لا تحتاج إلى ذلك.
بالإضافة إلى أن النتائج في هذا العمر المبكر من المحتمل أن تكون غير دقيقة .
كما أن نسبة الذكاء ليست مستقرة بين الأطفال الصغار جدا؛ بمعنى أن النتيجة التي يحصل عليها طفلك في عمر الثانية تختلف عن النتيجة التي يحصل عليها في عمر السادسة .
ولهذا فإن العمر المثالي لإجراء اختبار الذكاء لطفلك هو من عمر 5 سنوات، حيث قد يكون لنتائج الاختبار مفيدة في التعرف على القدرات المعرفية واحتياجات التعليم مع بداية دخول المدرسة.
ويمكن القول بأن أفضل وقت لاختبار معدل الذكاء لدى الأطفال هو ما بين سن 5 و8 سنوات.
العوامل المؤثرة في معدل الذكاء عند الأطفال
وطرق تنمية الذكاء عند الأطفال
سواء كان طفلك موهوب أو يعاني من صعوبات التعلم فإن البيئة حوله تعتبر العوامل المؤثرة على إدراكه وقدراته بجانب موهبته الربانية أو تأخر نموه الفسيولوجي.
لذلك إن أردت أن يكون طفلك ذكي وموهوب فمن الألولويات الاهتمام بصحة الطفل البدنية والنفسية والاجتماعية ومتابعة نموه والتعرف على قدراته وتطوير مهاراته
ويكون ذلك باتباع نمط حياة صحي شامل من خلال:-
نظام غذائي صحي ومتوازن
الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن يعزز من صحة الطفل البدنية والعقلية، لذلك
- اهتم بتقديم وجبات الغذاء الغنية بالبروتين والفيتامينات المغذية
- الإكثار من الخضروات الورقية والفواكه
- تقليل الدهون المشبعة
- تقليل استهلاك السكريات والحلويات
- الابتعاد عن الوجبات السريعة الضارة
- تجنب الأطعمة المصنعة
- شرب الكثير من الماء
ممارسة الرياضة
ترتبط ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على الكثير من النوم بتحسين القدرات الإدراكية والذهنية
يجب أن يتعرض الأطفال إلى ساعة واحدة على الأقل من النشاط البدني يوميا، سواء كان ذلك ممارسة رياضة أو المشي أو الجري أو حتى اللعب مع الأصدقاء.
يمكن لجميع أنواع النشاط البدني أن تكون مفيدة في التطوير العقلي وتحسين القدرة الإدراكية لطفلك
تشجيع القراءة
القراءة للأطفال في عمر مبكر من أفضل الأنشطة التي تساهم في تحسين المهارات اللفظية والقدرات المعرفية وينتج عنها زيادة معدل الذكاء اللفظي بشكل كبير.
لذلك شجع طفلك على القراءة ووفر الكتب والقصص المناسبة لعمره وشاركه جلسات القراءة.
تقليل وقت الشاشات
تعرض الأطفال المفرط للشاشات يؤثر على نمو الدماغ بشكل سلبي وغير مفيد لصحة الطفل وإدراكه بالإضافة إلى تأثيره على القدرات البصرية نتيجة الضوء الأزرق.
لذلك من المهم إدارة وقت الشاشة بما لا يزيد عن ساعتين يوميا على حسب عمر الطفل.
تشمل الشاشات استخدام الهواتف الذكية وألعاب الفيديو وأجهزة التلفزيون الكمبيوتر.
المشاركة في الأنشطة الاجتماعية
لا تنسى الاهتمام بتنمية الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي لطفلك فهو من أهم المهارات الحياتية
لذا شجع طفلك على المشاركة في الأنشطة المدرسية والأنشطة التطوعية والمشاركة المجتمعية
تساهم المشاركة المجتمعية للأطفال في تنمية مهارات الذكاء العاطفي ومهارات التواصل بالإضافة إلى تحسين مستوى الذكاء اللفظي.
الحصول على النوم الكافي
تأكد من حصول طفلك على قسط كافي من النوم الجيد، فالنوم الصحي ضروري لراحة العين والتطور العقلي وتنشيط الدماغ وتحسين القدرات الذهنية وتجديد الطاقة.
الترابط بين تناول الأطعمة الصحية والتقليل من وقت الشاشة وممارسة الرياضة يساعد طفلك على النوم المبكر
وأخيرا يمكن أن تكون اختبارات الذكاء للأطفال موضوع مثير للجدل فالبعض يعتبرها رفاهية أو ليست ضرورية
بغض النظر عن الآراء المختلفة فإن اختبارات الذكاء يمكن أن تكون مفيدة في اكتشاف الأطفال الموهوبين بشكل غير عادي وضرورية للأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو.
كما يمكن الاستفادة منها لتسليط الضوء على المجالات التي يتفوق فيها طفلك وأي مجالات يحتاج إلى دعم إضافي فيها.
لذا إن شعرت أن طفلك يحتاج إلى دعم تعليمي إضافي أو احتمالية أن يكون ضمن فئة الموهوبين فلا تتردد في إخضاع الطفل لاختبار الذكاء.
مع الأخذ في الاعتبار أن النتيجة التي يحققها طفلك في اختبار الذكاء لا تغطي سوى بعض من المهارات وهي الذكاء المنطقي واللفظي.
في حين لا تقيس اختبارات الذكاء المهارات الإبداعية أو الذكاء العاطفي
ولهذا السبب لا ينبغي استخدام اختبار الذكاء لتحديد إمكانياتهم الإجمالية أو التأثير على مكانتهم الاجتماعية.
كتبت: خديجة الحداد