كيف نبني أطفالاً اجتماعيين؟ دليل شامل لتعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال
التفاعل الاجتماعي هو واحد من أهم الأنشطة لنمو الأطفال وتطور مهاراتهم، وأحد أشهر أشكال التفاعل عند الأطفال هو اللعب.
وبالرغم من أنه يمدهم بالترفيه والسعادة إلا أنه له العديد من الفوائد الحقيقية التي تعود بالنفع على الأطفال في حياتهم الاجتماعية.
فيتعلم الأطفال من اللعب التفاعل مع الآخرين ويصبحوا قادرين على التواصل بشكل فعال من الآخرين وتكوين العلاقات الاجتماعية، فضلا عن احترام وجهات النظر المختلفة وتعلم كيفية العمل في فريق، مما يكسبهم روح التعاون والعمل الجماعي.
ويواجه العديد من الآباء مشكلة في تعزيز المهارات الاجتماعية لأطفالهم، لأسباب كثيرة ترجع للطفل وميوله للعزلة والانطواء، أو أسباب تتعلق بالآباء نفسهم كانشغالهم عن أطفالهم طوال الوقت، وغيرها من الأسباب التي سنكتشفها معا في هذا المقال.
فسيكون هذا المقال دليلك الأول والشامل لتعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي عند طفلك، فنسير معا خطوة خطوة للتعرف على أهمية مهارات التفاعل الاجتماعي للأطفال وكل التحديات التي تواجهك وتواجه طفلك في تطوير هذه المهارات، وسنقدم لك حلول عملية ومبتكرة لتطوير مهارات التفاعل الاجتماعي عند طفلك.
لابد أولا أن تفهم أهمية مهارات التفاعل الاجتماعي للأطفال، فتلعب هذه المهارات دورا محوريا في بناء شخصية الطفل بشكل عام وتعزز مهارات التواصل مع الآخرين بشكل خاص، فضلا عن اكتسابه العديد من المهارات المعرفية واللغوية والحركية.
التفاعل الاجتماعي كمهارة أساسية للأطفال
يلعب التفاعل الاجتماعي ومهاراته دورا محوريا في نمو الطفل الشامل، فيتعلم الطفل كيفية التفاعل مع الآخرين ويطور من مهاراته الاجتماعية كالتواصل وحب الغير واحترام مشاعر الآخرين، مما يكسبه القدرة على التكيف مع البيئة المحيطة به، فضلا عن تطوير المهارات العاطفية عند الطفل عندما يتفاعل مع الآخرين يفهم مشاعرهم واحتياجاتهم.
كما يؤثر التفاعل الاجتماعي على تطور المهارات المعرفية عند الأطفال، فعند التفاعل مع الآخرين أو اللعب معهم يمكن أن ياقبله بعض التحديات والصراعات التي تطلب حلها، فبها يستطيع الطفل أن يفكر بطريقة نقدية ويحل المشكلات عن طريق التفاض وإيجاد حلول ابتكارية مناسبة للموقف.
بالإضافة إلى تطور المهارات الحركية التي تنتج عن اللعب مع الآخرين والتفاعل معهم، فمثلا الركض والقفز والألعاب البدنية التي تنسق حركات الطفل وتكسبه التوازن، فتطور المهارات الحركية الكبرى والدقيقة عند الأطفال.
النجاح الأكاديمي وبناء علاقات صحية
ويؤثر التفاعل الاجتماعي مع الآخرين على عملية التعلم عند الأطفال، فيتعلم الطفل مهارات التواصل الجيد مع أقرانه ومشاركة الأفكار والاستماع الجيد، والتي تعد كلها أساسية في العملية التعليمية فكل هذه المهارات يحتاجها الطفل في التعامل مع معلميه وزملائه.
وأثبتت الدراسات، أن الأطفال المشاركين في الأنشطة الجماعية ويتفاعلوا مع الآخرين، يظهر عليهم تقدم ملحوظ في مهاراتهم اللغوية وقدرتهم على التعبير عن أنفسهم.
ومن خلال التفاعلات اليومية للطفل في البيئة المدرسية أو عائلته أو أقاربه، يستطيع أن يبني روابط اجتماعية مع الآخرين تقوم على التعاون والاحترام، فيبني الطفل علاقات صحية قوية مع الآخرين، تساعدهم في مواجهة أي تحديات اجتماعية مستقبلية قد تواجههم.
فمثلا عند العمل على مشروع جماعي في المدرسة، يبني الطفل صداقات تقوم على الثقة والاحترام والتعاون، فيصبحوا قادرين على التكيف مع الآخرين وبناء علاقات حقيقية معهم.
الثقة بالنفس وتطوير الذكاء العاطفي
يساهم التفاعل الاجتماعي في تكوين شخصية الطفل، فيدرك اهتمامته ويطور ثقته بنفسه، والتفاعل مع الآخرين بفاعلية يعطيه الشعور بالاستقلالية والراحة ومشاركة أفكاره بحرية دون خوف، مما يكسبه ثقة بالنفس، فيرى نفسه ناجحا في التواصل في الآخرين والتأثير بهم.
وعندما يشعر الطفل بالثقة في نفسه، ينعكس ذلك إيجابيا على أدائه الدراسي، فيكون مستعدا للمشاركة في الأنشطة والمناقشات، فاثبتت الدراسات أن الطفل الذي يتمتع بعلاقات اجتماعية قوية يكون أكثر استعدادا للتعلم.
كما يؤثر التفاعل الاجتماعي على تطوير مهارة الذكاء العاطفي عند الأطفال، فعند التعامل مع الآخرين وتكوين العلاقات القوية معهم، يصبح الطفل قادر على فهم مشاعر الآخرين والتعامل معها واحتوائها، وفي المقام الأول يفهم مشاعره تجاههم وكيف يتعامل معها، والتي تعتبر من أساسيات الذكاء العاطفي الذي يساعد على تسهيل التعامل مع الآخرين والتفاعل معهم.
ومع كل هذه الفوائد والمميزات التي تعود على الطفل من التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، عليكم يا آباء أن تشجعوا أطفالكم على التفاعل مع الآخرين واللعب معهم، لأنه جزء أساسي من تطور شخصية الطفل اجتماعيا وشخصيا وأكاديميا.
علامات تدل على وجود صعوبات في التفاعل الاجتماعي للطفل
هناك العديد من الأسباب التي تخلق صعوبة لدى الطفل في التفاعل الاجتماعي، ومن هذه الأسباب:
العوامل البيولوجية
فقد تؤثر الإعاقة الجسدية أو العقلية على قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين، فيكون غير قادر على التواصل اللفظي وغير اللفظي، يجد صعوبة في فهم مشاعر الآخرين وبناء علاقات اجتماعية.
اضطرابات نفسية وعصبية
ويمكن أن تؤثر الإصابة باضطرابات نفسية مثل اضطراب القلق الاجتماعي على التفاعل الاجتماعي للطفل، فيكون لدى الطفل خوف شديد من أي موقف اجتماعي، بالإضافة إلى وجود اضطرابات النمو العصبي مثل إصابته بمتلازمة داون أو اضطراب التوحد أو فرط الحركة ونقص الانتباه.
العوامل البيئية
من الممكن أن يكون الطفل قد تعرض لبعض العوامل البيئية والمواقف التي تؤثر على مستوى التفاعل الاجتماعي لديه، فمثلا تعرضه للإيذاء أو الإساءة والتي قد تصيبه باضطراب القلق الاجتماعي وتؤثر على قدرته على التفاعل مع الآخرين.
أو نشأة الطفل في بيئة غير اجتماعية، والتي تؤثر على اكتسابه المهارات الاجتماعية اللازمة للتفاعل مع الآخرين، فضلا عن عدم تلقيه تعزيز إيجابي وتشجيعه على تفاعله مع الآخرين، والتي تؤدي إلى غياب المهارات الاجتماعية عند الطفل.
سلوكيات الطفل الذي يعاني من صعوبات التفاعل الاجتماعي
والطفل الذي يعاني من صعوبات في التفاعل الاجتماعي غالبا ما يتسم بسلوكيات معينة مختلفة عن الآخرين، ومن هذه السلوكيات:
أنه يفضل اللعب بمفرده ويبقى في غرفته بمفرده لفترات طويلة، ويتجنب الاختلاط بزملائه في المدرسة، ودائما لا يرغب في التحدث مع الآخرين أو يستخدم فقط كلمات بسيطة عند التواصل مع أحدهم، ويمكن أن تلاحظ عليه الصعوبة في مواجهة المواقف الاجتماعية والتصرف فيها بشكل مناسب، وتختلف تصرفاته وتفاعلاته الاجتماعية مع الآخرين مقارنة بأقرانه في نفس العمر.
ونجد الطفل الذي يعاني من صعوبات في التفاعل الاجتماعي، لا يكون صداقات ويجد صعوبة في هذا، ويفضل الانسحاب من التجمعات ويجد صعوبة في فهم الإشارات، ونلاحظ سلوكه العدواني والعنيف، كما نجد أن الطفل لا يقدر على التعاطف مع الآخرين ويصعب عليه التعبير عن مشاعره أو حتى التعرف عليها، ويجد صعوبة في متابعة الحديث والرد وأيضا يجد صعوبة في فهم النكات والفكاهة.
وكل هذه السلوكيات يمكن أن تلفت نظرك بأن طفلك يعاني من بعض الصعوبات في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
ويمكن أن يكون الطفل بطبيعته خجول، يخجل من التعامل مع الغرباء وحتى الأقرباء، ويتجلى هنا دور الآباء في تعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي لطفلهم، وهذا ما سنستفيض فيه في السطور القادمة حول دور الآباء في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي للأطفال.
متى يجب استشارة متخصص؟
إذا كنت تلاحظ أن طفلك لا يتفاعل مع الآخرين بالشكل الطبيعي، فمن الضروري أن تتواصل مع الخبراء والمتخصصين في صحة الأطفال والصحة والنفسية، ليضع له خطة علاجية مناسبة تساعده على التكيف مع الآخرين والتعامل معهم.
وفي البداية يجري الطبيب له الفحص البدني ليتأكد من عدم وجود إعاقة جسدية تمنع الطفل من التعامل مع الآخرين، والتقييم النفسي لتقييم مهاراته الاجتماعية ومهارات التواصل عنده، والاختبارات العصبية التي تكشف عن وجود أي اضطرابات عصبية تؤثر على التفاعل مع الآخرين.
ولتقي طفلك من الانسحاب الاجتماعي أو صعوبة التفاعل الاجتماعي، عليك أم توفر له بيئة اجتماعية داعمة، وتشجعه على التفاعل مع الآخرين والتواصل معهم وتحفزه بشكل إيجابي على كل سلوك يتخذه في هذا الشأن.
طرق فعالة لتعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي للأطفال في المنزل
لا يمكننا إغفال دور الآباء في تعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي للأطفال، من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات البسيطة والأنشطة في المنزل تحسن من مهارات الطفل الاجتماعية وتشجعه على التعامل مع الآخرين، ومن هذه الأنشطة:
- اللعب الجماعي، فعلينا أن ندرك أن اللعب ليس وسيلة تسلية فقك، بل إنه من الركائز الأساسية لتنمية مهارات الطفل الذهنية والجسدية والاجتماعية، فاللعب يدرب الطفل على التحدث واستخدام اللغة والتواصل مع الآخرين.
فعليك أن تسمح لطفلك باللعب الجماعي، وتعويضه في حال عدم وجود أطفال يلعبون معه، يمكنكم استخدام الدمى والعرائس وتسميتهم وتمثلوا الأدوار في قصة شيقة، مما يزيد من قدرة الطفل على التعامل مع الآخرين.
- حضور المناسبات الجماعية مثل الحفلات والأعياد والأفراح، ليلتقي مع عائلته وأقاربه وينخرط الطفل معهم ويكون الصداقات والعلاقات القوية مع الأخرين، أو الاشتراك في إحدى النوادي الرياضية والمشاركة في التمارين الرياضية التي تخلق علاقات اجتماعية عديدة بين الطفل وأقرانه ومدربيه.
- تأليف القصص وحكايتها، فتلعب القصص والحكايات دورا هاما في تطوير مهارات الطفل الاجتماعية، فيستطيع الطفل من خلال القصص تنظيم أفكاره وتعلم التعبير عن أفكاره ومشاعره، ويمكن استخدام القصص الاجتماعية لتعليم الطفل التصرف في المواقف الاجتماعية المختلفة.
- تمرين الطفل على التعبير على أشكال العواطف المختلفة، كمواقف الفرح والحزن والغضب والخوف، فيمكنك رسم الوجوه المختلفة وتعليم الطفل معانيها، وتعلمه كيفية قراءة تعابير الوجه وحركات الجسد، وعلى الطفل أن يفهم التعاطف مع الآخرين وكيفية التعبير عن مشاعره، فشجعه على ذلك.
- التحدث الدائم مع الطفل، فيتعلم الطفل اللغة ومهارات التواصل من الممارسة والتقليد، فعند التحدث معه بطلاقة وبكثرة يأخذ الطفل منك مهارة الحديث ويتقنها بمهارة.
- حول الأنشطة اليومية إلى فرص لتعلم التفاعل الاجتماعي، علمه كيف يشتري من البائعين ويتحدث معهم بدون خوف وقلق.
دور الآباء والمعلمين في تعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي للأطفال
يقع على عاتق الآباء والمعلمين مسؤولية تعزيز وتحسين مهارات التفاعل الاجتماعي للأطفال، فكما للآباء دور في المنزل محور لتعليم الطفل التفاعل الاجتماعي يكون على المعلم دور كبير أيضا في تحسين مهارات الطفل الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.
دور الآباء
- يكون من السهل على الآباء أن يكسبوا أطفالهم مهارات التفاعل الاجتماعي بخطوات واستراتيجيات بسيطة في المنزل مثل:
- يمكنهم إشراك الأطفال في الحوار وحل المشكلات المنزلية والتي لابد أن تتناسب مع عمرهم.
- وتشجيعهم على ممارسة النشاطات الجماعية في النادي أو المدرسة والتفاعل مع الآخرين بفاعلية.
- مع ضرورة البقاء على تواصل مستمر معهم والتحدث إليهم في كل أمور الحياة ليكتسبوا الخبرات ويكونوا قادرين على التكيف مع البيئة.
- ومن الضروري أن يقدم الآباء لأطفالهم بيئة محفزة تشجعهم على التفاعل الاجتماعي، من خلال توفير الألعاب الجماعية والأنشطة المختلفة التي توفر المتعة للأطفال، ومن خلال تقديم الدعم الإيجابي والتشجيع عند إتمام خطوات متقدمة في تفاعلهم مع أصدقائهم وأقرانهم.
- فضلا عن تقديم قدوة حسنة لهم، بالتحدث بشكل إيجابي عن الآخرين والابتعاد عن التنمر أو الحديث السئ تجاه الآخرين ليتعلم حب الغير ويكتسب الثقة فيهم، والتفاعل مع الآخرين أمامه ليقلد ما يفعله والديه.
- استخدام القصص التي تحكي المواقف الاجتماعية ليكتسب منها الطفل بعض مهارات التفاعل الاجتماعي والتصرف في المواقف المختلفة.
- تعليم الطفل مهارة الاستماع الفعال للآخرين وفهم أفكارهم ومشاعرهم، والمشاركة في الحديث وتقديم الحلول والدعم للآخرين.
دور المعلم
وبجانب دور الآباء في المنزل، على المعلم أن يقوم بدوره في تعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي للأطفال في الفصل الدراسي، من خلال بعض الاستراتيجيات وهي:
- الإشراف على الأنشطة الاجتماعية وتشجيع الأطفال على المشاركة فيها.
- تنظيم الأنشطة التي تعتمد على التفاعل الاجتماعي وتشجع على التواصل مع الآخرين، مثل المسرحيات القصيرة أو جلسات التمثيل والتي يؤدي فيها الأطفال أدوارا مختلفة، وتشجعهم على فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معها، مما يعزز من قدراتهم الاجتماعية.
- توفير وقت كافٍ للتفاعل الاجتماعي ضمن أوقات الحصص الدراسية، فيتاح للأطفال فرصة للتواصل والتفاعل مع بعضهم
- توجيه الأطفال للتعامل بشكل إيجابي مع نتائج اللعب، ليتعلموا قيم التعاون والتسامح، وحل المشكلات من خلال التعاون فيما بينهم للوصول إلى حلول.
- تشجيع التفاعل الاجتماعي في الفصل الدراسي عن طريق التفاعل الدائم مع الأطفال، وتشجيعهم على التواصل مع بعضهم في حل المسائل في مجموعات وفرق.
علامات تدل على تطور مهارات التفاعل الاجتماعي للأطفال
بعد اتباع كل الاستراتيجيات والأنشطة الفعالة لتحسين مهارات التفاعل الاجتماعي للأطفال في المنزل والمدرسة، يمكن للآباء ملاحظة تطور مستوى طفلهم في التفاعل الاجتماعي عندما يلاحظون بعض السلوكيات المتطورة على الطفل، ومنها:
- التواصل مع الآخرين وتكوين الصداقات بسهولة وتوسعها.
- التصرف السليم في المواقف الاجتماعية المختلفة التي يتعرض لها.
- المشاركة في المحادثات مع الآخرين والتحدث بحرية وتبادل الأفكار.
- التعاون مع الآخرين لحل المشكلات.
- المشاركة في الأنشطة الجماعية مثل العروض والمسرحيات.
- التفاعل مع مشاعر الآخرين، فعندما يجد صديق له حزين يجلس بجانبه ويواسيه ويلعب معه.
- التحدث عن أفكاره ومشاعره بثقة دون تردد أو خجل.
الأسئلة الشائعة
- كيف يمكنني تعزيز التفاعل الاجتماعي لطفلي في المنزل؟
يمكنك تعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي لطفلك بكل سهولة في المنزل من خلال خطوات بسيطة، أولها خلف بيئة محفزة له تشجعه على التعبير عن مشاعره وأفكاره دون خجل، وتقديم الدعم الإيجابي لأي سلوك اجتماعي يقوم به، وتشجيعه على تكوين الصداقات في المدرسة أو النادي، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة الجماعية والمناسبات العائلية، بالإضافة إلى ضرورة تقديم القدوة الحسنة لهم من خلال تفاعلك الاجتماعي مع الآخرين الذي يكسبه ثقة في نفسه ويصبح مستعدا للتعامل مع الآخرين كما أنت تتعامل معهم.
- ما هي علامات تدل على أن طفلي يحتاج إلى دعم في مهارات التفاعل الاجتماعي؟
إذا لاحظت أن طفلك منطوي ويحب الجلوس وحده في غرفته لفترات طويلة، فهذا يكون أو مؤشر بأن الطفل يواجه مشكلة في التفاعل الاجتماعي مع الأخرين، إذا وجدته لا يكون الصداقات في المدرسة ولا يبني العلاقات فإنه لديه مشكلة في مهارات التفاعل الاجتماعي.
وإذا لاحظت أن طفلك ينسحب من التجمعات العائلية أو أصدقائه في المدرسة ويذهب ليلعب وحده بعيدا، فيكون الطفل محتاج لدعم مهاراته الاجتماعية، وإذا رأيت أن طفلك يتجنب التحدث مع الأخرين ولا يجيد التصرف في مختلف المواقف الاجتماعية فهو بالتأكيد يحتاج مساعدتك.
- هل هناك ألعاب خاصة يمكن استخدامها لتحفيز تفاعل الأطفال الاجتماعي؟
بالطبع يوجد العديد من الألعاب التي يمكنك استخدامها مع طفلك لتعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي لديه، مثل:
- لعبة “صيد الكنز” والتي فيها تقوم بإخفاء أشياء صغيرة داخل المنزل أو في حديقة المنزل، واعطي طفلك وأصدقائه خريطة تساعدهم على البحث عن الكنوز المخفية في أرجاء المنزل، مما يعزز من قيم التعاون لديهم وحل المشكلات والبحث والاستكشاف.
- لعبة “بدون كلام”، فتقسم فيها الطفل وأصدقائه إلى فريقين، فيخرج أحد الأطفال من الفريق ليستمع إلى كلمة، ويمثلها أمام فريقه دون أن ينطقها وعلى الفريق معرفة ما هي الكلمة من خلال الحركات والإشارات التي يؤديها الطفل الممثل، وذلك يخلق تواصل بين أعضاء الفريق.
- “لعبة الأدوار”، فيختار الطفل ومجموعته شخصياتهم المفضلة ويأدوها في قصة من تأليفهم، مثلا الأطباء والشرطيين والمعلمين وهكذا.
- لعبة “القصة الجماعية” فيبدأ المربي في سرد قصة ما، ويطلب من كل طفل في المجموعة إضافة جزء من حبكة القصة حتى تكتمل القصة.
- لعبة “اتبع الزعيم”، من خلال اختيار طفل واحد لسكون قائد المجموعة، فيقلد الأطفال الأخرين زعيمهم في حركاته وكلامه، ويمكن تغيير الزعيم بصفة دورية.
- لعبة “الألغاز والأحاجي” من خلال تقديم أحاجي وألغاز بسيطة للأطفال وتشجيعهم على حلها بمساعدة الأهل
- ألعاب البازل، والتي تعمل على تحسين القدرة على التفاعل والتعاون بشكل فعال، فيتعاون الأطفال في إيجاد حل للبازل مما يكسبهم قبول آراء الآخرين والتفاعل معهم.
- لعبة “العمود المتوازن”، فيتعاون الأطفال معا لوضع الأكواب في نهاية العمود وإيصال الكرة إليها.
- لعبة “القلعة البشرية”، فيقوم الأطفال ببناء قلعة باستخدام الكرات وعصي، والتعاون فيما بينهم لإنشاء منظر القلعة الخلاب.
- كيف يمكن للمعلمين التعامل مع الأطفال الذين يواجهون صعوبة في التفاعل مع الآخرين؟
لابد أن يدرك المعلم أهمية دوره في إغماس الأطفال الذي يعانون من صعوبات في التفاعل مع الآخرين في الأنشطة الجماعية والألعاب التعاونية، فيجب أن يركز المعلم مع الطفل الذي يعاني من فقر مهارات التفاعل الاجتماعي ويشركه في المناقشات والأسئلة التفاعلية، وأن يطبق المعلم في جزء من الحصص الدراسية للأسئلة التعاونية التي تطلب من الأطفال عمل فرق والتعاون معا لحل مسألة أو سؤال.
فضلا عن إشراك الطفل في المسابقات الجماعية والعروض المسرحية التي تطلب من الطفل التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم.
- ما هي أسباب صعوبات التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال؟
يمكن أن يواجه الأطفال مشاكل في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، للعديد من الأسباب منها، عوامل بيولوجية فيكون لدى الطفل إعاقة جسدية أو عقلية تمنعه من التفاعل مع الأخرين بشكل فعال، أو يكون الطفل صاحب اضطرابات نفسية وعصبية مثل اضطراب القلق الاجتماعي فيكون خائفا من المجتمع أو يكون صاحب اضطراب النمو العصبي مثل التوحد أو فرط الحركة.
كما يمكن أن تكون العوامل البيئية سببا في وجود مشكلة لدى الطفل في التفاعل الاجتماعي، فمثلا عندما يتعرض الطفل لموقف تنمر أو إيذاء نفسي في أي موقف اجتماعي يفقده ثقته في نفسه ويصبح لا يريد التعامل مع الآخرين، أو عدم وجود بيئة محيطة تدعمه في تفاعلاته الاجتماعية وتشجعه على تكوين الصدقات.
- كيف يمكنني مساعدة طفلي على تكوين صداقات جديدة؟
يمكنك مساعدة طفلك في تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي لديه وتكوين صداقات، من خلال طرق غير مباشرة، مثلا يجب أن تكون له الصديق الأول ليعتاد عليك ويحكي لك أسراره يشاركك أفكاره، وعليك أن تقدره وتحترمه حتى يريد أن يحصل على أصدقاء كثيرة يشاركهم أفكاره ومشاعره.
وفر له بيئة اجتماعية مناسبة، من خلال توفير الفرص له للتعرف على أصدقاء جدد أو إشراكه في نشاطات جماعية وأنشطة رياضية تحفز من مهاراته الاجتماعية.
لا تنتقد أصدقائه، ولا تجبره على الابتعاد عن طفل معين أو التقرب من أخر، لكن دعه أن يأخذ التجربة ويكتسب الخبرات ويعرف الصديق الجيد من الصديق السئ.
لا تقارنه بأي طفل أخر، فكل طفل يختلف عن الآخر في مستوى اجتماعيته، فأيا كان مستوى طفلك عليك أن تدعمه ببعض الكلمات التشجيعية والابتعاد النقد الهدام.
ويمكنك اللجوء لمساعدة معلم المدرسة، ليكون له معين في تكوين صداقات في الفصل وتجنب العزلة، فيشركه في الأنشطة الجماعية والألعاب لتكوين الأصدقاء.
وأخيرا، لابد أن تكون قدوة حسنة لطفلك، من خلال إظهار علاقاتك مع أصدقائك على أن تكون علاقات مبنية على الاحترام والثقة المتبادلة.
- ما هي أفضل الألعاب التي تساعد على تنمية المهارات الاجتماعية؟
- لعبة “صيد الكنز” والتي فيها تقوم بإخفاء أشياء صغيرة داخل المنزل أو في حديقة المنزل، واعطي طفلك وأصدقائه خريطة تساعدهم على البحث عن الكنوز المخفية في أرجاء المنزل، مما يعزز من قيم التعاون لديهم وحل المشكلات والبحث والاستكشاف.
- “لعبة الأدوار”، فيختار الطفل ومجموعته شخصياتهم المفضلة ويأدوها في قصة من تأليفهم، مثلا الأطباء والشرطيين والمعلمين وهكذا.
- لعبة “القصة الجماعية” فيبدأ المربي في سرد قصة ما، ويطلب من كل طفل في المجموعة إضافة جزء من حبكة القصة حتى تكتمل القصة.
- لعبة “الألغاز والأحاجي” من خلال تقديم أحاجي وألغاز بسيطة للأطفال وتشجيعهم على حلها بمساعدة الأهل
- ألعاب البازل، والتي تعمل على تحسين القدرة على التفاعل والتعاون بشكل فعال، فيتعاون الأطفال في إيجاد حل للبازل مما يكسبهم قبول آراء الآخرين والتفاعل معهم.
- لعبة “العمود المتوازن”، فيتعاون الأطفال معا لوضع الأكواب في نهاية العمود وإيصال الكرة إليها.
- لعبة “القلعة البشرية”، فيقوم الأطفال ببناء قلعة باستخدام الكرات وعصي، والتعاون فيما بينهم لإنشاء منظر القلعة الخلاب.
- متى يجب أن أقلق بشأن مهارات التفاعل الاجتماعي لطفلي؟
يمكنك أن تقلق بشأن مهارات التفاعل الاجتماعي لدى طفلك إذا وجدته لا يتصرف في المواقف الاجتماعية مثلما يتصرف الأطفال في نفس عمره، أو إذا وجدته ينسحب من التجمعات العائلية ويجلس وحده، أو يتجنب التحدث إلى الأخرين ويلعب بمفرده.
وإذا لاحظت أن طفلك لا يستطيع أن يعبر عن مشاعره وأفكاره بطلاقة وحرية، فهو يواجه مشكلة في التفاعل الاجتماعي مع الأخرين، وعليك تقديم الدعم الفوري له من خلال إشراكه في النشاطات الجماعية وثقل مهاراته الاجتماعية.
وفي الختام، قدمنا لكم استراتيجيات كثيرة وبسيطة للتعامل مع مهارات التفاعل الاجتماعي للأطفال.
وبعد إدراك أهمية مهارات التفاعل الاجتماعي للأطفال، يمكنك تطبيق الاستراتيجيات المذكورة في المقال مع أطفالك لتجد نتيجة وتقدم ملحوظ في مهارات التفاعل الاجتماعي لديهم.