هذه هي أسباب ضعف ذاكرة الأطفال: دليل شامل للفهم والعلاج

أسباب ضعف ذاكرة الأطفال

ما هي أسباب ضعف ذاكرة الأطفال، قد يعاني بعض الأطفال من مشكلات ضعف الذاكرة والتي تصيب بعضهم لأسباب وعوامل كثيرة، ومشكلة ضعف الذاكرة والتركيز عند الأطفال من أكثر المشكلات أهمية لأن الذاكرة هي التي تؤثر على نمو الطفل الأكاديمي والنفسي والاجتماعي، فالذاكرة هي أساس اكتساب المعرفة ورسوخها في الأذهان.

كما أن الذاكرة هي المطور الأول لمهارات اللغة عند الطفل، فبها يستطيع الطفل تذكر المفردات والتركيبات النحوية، فضلا عن دور الذاكرة في تعزيز العلاقات الاجتماعية مع الأخرين، فهي التي تساعده على تذكر وجوه وأسماء الأخرين والمواقف الاجتماعية التي تجمعهم.


كما يظهر الأطفال أصحاب الذاكرة القوية بمستوى عالي من الثقة بالنفس والعزيمة، وتجنبهم المشكلات التعليمية التي قد تحدث في التحصيل الدراسي.

وتمثل مشكلة ضعف الذاكرة القلق لدى الأهالي، فيكونوا خائفين على المستوى العقلي والمعرفي للطفل، فيبدأون في الشك نحو أمراض كثيرة ليبدأوا في معالجة الأمر، لكن أولا يجب التأكد أن الطفل لا يتعرض لأي سبب من أسباب ضعف الذاكرة.

وفي هذا المقال نستعرض معكم أسباب ضعف ذاكرة الأطفال التي يمكن أن تؤدي إلى ضعف الذاكرة عند الأطفال، مع تقديم نصائح عملية وفعالة تساعدك على التعامل مع ضعف الذاكرة عند طفلك بكل سهولة والتغلب عليها.

أسباب ضعف ذاكرة الأطفال

أسباب تتعلق بالنمو العصبي

يمكن أن تؤثر بعض الأسباب المتعلقة بالنمو العصبي على ضعف الذاكرة عند الأطفال، فمثلا يمكن أن يرتبط ضعف الذاكرة عند الأطفال بإصابته ببعض الاضطرابات التي تؤثر على الذاكرة طويلة المدى، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطراب التوحد ومتلازمة ريت واضطراب اللغة التنموي.

وهذه الاضطرابات تؤثر على الذاكرة التي تكون مسؤولة عن حفظ المعلومات والانتباه، وبدونها يكون الطفل غير قادر على إنجاز المهام أو حتى اتخاذ أي قرارت، وسيعاني من صعوبة التعلم وتنظيم الوقت وسيجد صعوبة في تنفيذ أسهل المهام مثل الواجبات المنزلية.

كما يمكن أن تؤثر صعوبات التعلم على الذاكرة والانتباه والإدراك، فيمكن أن يؤدي عسر الكتابة أو صعوبة القراءة على صعوبة تذكر المعلومات وتخزينها في الذاكرة مما يؤدي لظهور مشكلات تعلم كثيرة مثل مشكلات لغوية وكتابية ورياضية أيضا.

يمكن أن يكون سبب ضعف الذاكرة عند الطفل هو عدم اكتمال نمو الذاكرة لديه، فمثلا عند تلقي الشخص العاقل الكبير أي معلومة تضاف تلقائيا إلى بنك الذاكرة لديه ولا يضطرون لإنشاء وحدة تخزين جديدة، وعلى العكس الأطفال فهم يمتلكون معلومات قليلة في بنك الذاكرة وعندما يتلقون معلومات جديدة ينشوا وحدات تخزين جديدة لكل معلومة فيزدحم دماغهم ويتعرضوا للنسيان وضعف الذاكرة.

أسباب صحية وجسدية

يمكن أن يؤدي نقص الفيتامينات في جسم الطفل إلى ضعف الذاكرة عنده، فيمكن أن يسبب نقص فيتامين B 12 على الذاكرة فضلا عن شعور الطفل بالأرق وعدم الحصول على نوم جيد والارتباك أثناء النوم، ويمكنك أن تجدي فيتامين B12 في القمح والأسماك واللحوم الحمراء والبيض ومنتجات الألبان.

كما تؤثر اضطرابات النوم على الذاكرة عند الطفل، فعندما لا يحصل الطفل على قسط كافي من النوم لن يرتاح دماغ الطفل ولن يأخذ قسط من الراحة لاستعادة النشاط والتركيز الجيد، وهذا يؤثر على الذاكرة سلبا فيكون الطفل غير منتبه معظم الوقت ولا يمتلك القدرة على حفظ المعلومات في ذاكرته.

يمكن أن تؤثر بعض الأمراض على ذاكرة الطفل، فمثلا يمكن لمرض فقر الدم إضعاف ذاكرة الطفل لأنه يؤثر على طافته ووظائفه العقلية لأن فقر الدم أو الأنيميا تؤثر سلبا على الصحة العامة بما فيها الدماغ المسؤولة عن التركيز والانتباه وحفظ المعلومات، فيشعر الطفل بالهبوط الدائم المصاحب لعدم التركيز والانتباه.

إذا كان طفلك يأخذ بعض الأدوية ولاحظتي بعض أعراض ضعف الذاكرة عليه، تأكدي أولا من الآثار الجانبية للأدوية التي يأخذها الطفل لأن هناك بعض الأدوية التي لها آثار جانبية خطيرة مثل التأثير على درجة الذاكرة عند الأطفال.

أسباب بيئية ونفسية

يمكن للعوامل النفسية والبيئية أن تؤثر على ذاكرة الطفل، فمثلا:

إذا كان الطفل يعاني من مشكلات التوتر والقلق الزائد دائما، فهو بالتأكيد سيكون غير منتبها لأي معلومة تقال أمامه حتى لو كانت بسيطة، فإذا كان الطفل في حالة من التوتر أو القلق أو يفكر في شئ يقلقه فبالتأكيد سيتأثر مستوى تركيزه وانتباهه وستتأثر ذاكرته على التوالي.

يتأثر الطفل بكل ما حوله، فإذا كانت البيئة من حوله خالية من المحفزات والوسائل التي تشجعه على التركيز والانتباه فإنه بالتأكيد لن ينتبه وسيبقى سرحان وغير منتبه وسيركز مع ما يحفزه مثل الألعاب والأنشطة الحركية، لذا من الضروري توفير بيئة محفزة للطفل عند تلقيه المعلومات عبر الأنشطة التفاعيلة والأنشطة التحفيزية التي يحبها الأطفال.

وعلى عكس النقطة السابقة، إذا كانت البيئة حول الطفل مليئة بالمشتات الكثيرة التي ستقل من انتباهه وتركيزه فبالتأكيد سيعاني من ضعف الذاكرة والنسيان، وهنا المشتتات تشير إلى الأجهزة الإلكترونية والتلفاز.

إذا تعرض الطفل إلى صدمة عصبية أو نفسية، فهي بالتأكيد  ستؤثر على مستوى ذاكرته، فهو يتعرض لصدمة كبيرة ينسى أسبابها وأحداثها ولا يستطيع تذكر منها أي شئ سوى أنها صدمة بالنسبة له، ومن هنا تبدأ المشكلة وتقل مستوى ذاكرته.

عادات التعلم الخاطئة

من الممكن أن كل ما ذكرناه أعلاه ليس السبب الرئيسي لمعاناة الطفل من ضعف الذاكرة، ولكن يمكن أن يكون السبب بسيطا للغاية وهو التعلم الخاطئ الذي لا يرسخ المعلومات بشكل صحيح في ذهن الأطفال.

فمثلا الحفظ السطحي ينتج عنه نسيان سريع للمعلومات بالتأكيد، فإذا فهم الطفل المعلومة المقدمة له جيدا فهم عميق وبطريقة مبسطة فهي ستترسخ بذاكرته دون أن يشعر فالمعلومات المخزنة المبنية على الفهم تكون أكثر ثباتا من تلك المبنية على الحفظ السطحي والحفظ المبني على مجرد حفظ كلام بدون فهمه.

الكثير منا يجهل استراتيجيات التذكر الفعالة التي تساعد على تذكر المعلومات بشكل أفضل، فمظمنا يلجأ للجفظ السطحي الغير قائم على استراتيجيات منهجية سليمة، فمثلا يمكننا الاعتماد على تقنية التكرار المتباعد أو استخدام تقنية ربط النص بالصور أو الاستعانة بالانفوجراف الذي يسهل علينا تذكر المعلومات.

ويمكنك الاطلاع على استراتيجيات بسيطة وسهلة تساعد طفلك على التذكر بصورة أفضل.

مراجعة المعلومات بشكل دوري تساعد على ترسيخ المعلومات أكثر في الذاكرة، فعندما تمرر المعلومة أكثر من مرة على دماغك فستكون مطلعا عليها من قبل تتذكرها بسهولة وتثبث في ذهنك فترة طويلة، طبقي هذه الطريقة مع طفلك لتحصلي على نتيجة فائقة.

كيف تساعد طفلك على تقوية ذاكرته؟

أيا كان السبب الذي يعاني منه طفلك ويؤدي إلى ضعف الذاكرة، فبالتأكيد أنت بحاجة إلى نصائح واستراتيجيات عملية تساعدك على تقوية ذاكرة طفلك، منها:

التغذية السليمة

يجب أن تقدم لطفلك الأطعمة الغنية بالأوميغا3، وهي موجودة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة وأيضا المكسرات، كما يجب أن تقدمي لطفلك الخضروات الورقية والفواكه خاصة الغنية بمضادات الأكسدة مثل التوت والبرتقال، فهي ترفع من مستوى تركيز الطفل.

يمكنك أن تقدمي لطفلك الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء والبقوليات، فهي تنقل الأكسجين إلى الدماغ، وتجنبي السكريات المفرطة لأنها تسبب تشتت الانتباه وتقلب المزاج.

النوم الكافي وجودته

احرصى أن يأخذ طفلك قسط من النوم الهادئ، فيحتاج الأطفال من 8- 12 إلى  ساعة من النوم، حاولي تنظيم وقت النوم وتوفير بيئة هادئة وابتعدي عن الشاشات قبل النوم بثلاث ساعات أو أربعة، وتجنبي الأنشطة المجهدة قبل النوم، مثل مشاهدة التلفاز أو الألعاب الإلكترونية، فالنوم الجيد يعزز من صحة الماغ ويقوي الذاكرة.

الألعاب البدنية والذهنية

احرصي أن يواظب طفلك على الرياضة فهي تعزز الدورة الدموية، فيتدفق الأكسجين إلى الدماغ فتتحسن الذاكرة.

شجعي الطفل على ممارسة الرياضة مثل ركوب الدراجة أو السباحة أو المشي، أو الممارسة على الألعاب التي تجمع بين الحركة والتفكير مثل كرة القدم لأنها تساعد في تحسين التركيز والذاكرة.

كما تعمل الألعاب الذهنية على تعزيز نشاط الدماغ، مثل البازل والشطرنج فتعزز التفكير المنطقي والتركيز، والألعاب الإلكترونية التعليمية، ولعبة حفظ الأرقام والكلمات كتمرين بسيط لتقوية الذاكرة قصيرة المدى.

التأمل وتمارين الاسترخاء

يعرف التأمل بأنه يساعد على زيادة التركيز والانتباه والنشاط، يمكنك أن تجعلي طفلك يمارس التأمل للتحكم في مشتتات الانتباه، من خلال تمارين التنفس العميق مثل الشهيق ببطء والزفير لتحسين التركيز، والتأمل لمدة 5أو10 دقائق يوميا لتعزيز الهدور العقلي، كما تعتبر اليوغا للأطفال وسيلة ممتعة تجمع بين الحركة والاسترخاء.

تنظيم الوقت والروتين

يساعد التنظيم على زيادة التركيز على المهام بدون إجهاد، فاحرصي على إنشاء جدول يومي محدد للنوم والدراسة واللعب، وقسمي المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة لتكون سهلة على الطفل، وخصصي وقت محدد لإنجاز الواجبات المدرسية بعيدا عن المشتتات.

الحد من الشاشات الإلكترونية

الإفراط في استخدام الشاشات يمكن أن يؤدي إلى تشتت الانتباه وضعف الذاكرة، لذا من الضروري تحديد وقت يومي لاستخدام الأجهزة الإلكترونية وتوفير أنشطة بديلة مثل الرسم لتنمية خيال الطفل.

قراءة الكتب والقصص

تعمل القراءة على تحسين الذاكرة وتعزيز التركيز، شجعي طفلك على قراءة الكتب القصيرة والممتعة يوميا، ويمكنك جعل وقت القراءة ممتعا من خلال المشاركة مع كل أفراد الأسرة، واحرصي على طرح الأسئلة البسيطة وسط القصة لتعزيز التركيز والانتباه.

تشجيع التعلم باللعب

كما ذكرنا سابقا، إذا كانت البيئة حول الطفل محفزة سيتعلم أفضل ويتذكر أفضل، لذا حاولي استخدام الألعاب التعليمية التفاعلية مثل بطاقات الحروف والأرقام، واجعلي التعلم في نشاط جماعي بمشاركة الأصدقاء أو الأسرة، وأضيفي عنصر المنافسة الإيجابية لتحفيز الطفل وتشجيعه على المشاركة والانتباه.

التواصل والتفاعل الاجتماعي

يعزز التفاعل مع الآخرين مهارات التركيز والانتباه، فشجعي طفلك على اللعب الجماعي مع الأقران، وأشركيه في أنشطة مثل المسرح أو الموسيقى التي تتطلب تركيز، وعززي مهارات الاستماع والتحدث لديه من خلال محادثات يومية مع الأسرة.

التشجيع الإيجابي والمكافآت

يؤثر الدعم النفسي بشكل كبير على تحسين أداء الطفل، فيجب أن تمدحي جهود الطفل بدلا من التركيز فقط على النتائج، وقدمي مكافآت صغيرة عند إنجاز المهام بنجاح، واجعلي التشجيع جزء من الروتين اليومي لتعزيز ثقته بنفسه.

حل الألغاز واستكشاف الطبيعة

اصطحبي الطفل في نزهات لاستكشاف البيئة المحيطة والتعرف على الطبيعة، وشجعيه على طرح الأسئلة حول ما يراه،فهذا كله يحفز عقله على التفكير وتحليل المعلومات.

وختاما، وبعد أن طرحنا عليك أهم الاستراتيجيات الفعالة والنصائح العملية لتقوية ذاكرة طفلك، احرصى على تطبيقها معه بالنتظام ولا تملي وتحلي بالصبر والمثابرة وستجدي النتائج التي ترضيك.

شاركينا بتجربتك مع طفلك في تقوية الذاكرة واقترحي علينا نصائح عملية لنطبقها مع أطفالنا.


الأسئلة الشائعة (FAQ)

متى يعتبر ضعف الذاكرة عند الطفل مشكلة تستدعي القلق؟ 

يمكنك اعتبار ضعف الذاكرة عند طفلك مثير للقلق عندما يتكرر الأمر أمامك أكثر من مرة ويؤثر بشكل ملحوظ على تعلمه وأنشطته اليومية.


ما هي العلامات التي تدل على أن طفلي يعاني من ضعف في الذاكرة؟ 

تتمثل أعراض ضعف الذاكرة في صعوبة تذكر التعليمات ونسيان الأحداث القريبة وصعوبة في تتبع القصص وفقدان الأشياء بشكل متكرر.


هل يمكن تحسين ذاكرة الأطفال؟ وما هي الطرق المتاحة؟

نعم يمكنك تحسن ذاكرة طفلك بكل سهولة مع بعض الاستراتيجيات الفعالة مثل الألعاب والأنشطة المحفزة للذاكرة وتحديد روتين منتظم وتقسيم المعلومات وتقديم التغذية السليمة المليئة بالعناصر الغذائية.


ما هو دور التغذية في تقوية ذاكرة الأطفال؟

التغذية المتوازنة الغنية بالعناصر الغذائية مثل الأوميغا 3 وفيتامين B12 تدعم نمو الدماغ ووظائفه المعرفية، بما في ذلك الذاكرة.


هل الألعاب الإلكترونية تؤثر سلباً على ذاكرة الأطفال؟

بعضها من الألعاب الإلكترونية من أسباب ضعف ذاكرة الأطفال وتؤثر سلبا على التركيز والذاكرة قصيرة المدى إذا كانت غير مناسبة، على النقيض الألعاب الإلكترونية التعليمية المفيدة يمكنها أن تعزز من ذاكرة الطفل وتثير تركيزه.


متى يجب علي استشارة طبيب متخصص بشأن ضعف ذاكرة طفلي؟

لابد من استشارة الطبيب إذا لاحظتي على طفلك صعوبات كبيرة في الذاكرة تؤثر على حياته اليومية أو إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مقلقة.

Scroll to Top