مع دخولنا العصر الرقمي وسيطرة التكنولوجيا على حياتنا اليومية، وخصوصا الأطفال، وتضطر بعض الأمهات لتعريض أبنائها للشاشات لوقت كثير لانشغالها بأعمال المنزل، أو حتى لتقضي على وقت فراغهم.
ولكن يجب على الأباء والأمهات أن تنتقي البرامج والقنوات التي تشاهدها الأطفال جيدا، فيجب أن تختار قنوات الأطفال الآمنة، حتى لا يؤثر ذلك بالسلب عليهم.
حيث يمكنهم اكتساب بعض الصفات السيئة كتقليد الشخصيات الكارتوينة في جميع أفعالها، كالضرب والسب.
أهمية قنوات الأطفال الآمنة
وتؤدي مشاهدة برامج الأطفال إلى التخيل المبالغ فيه، أو تقمص الشخصيات الإجرامية.
وفي حال الأطفال أقل من عمر عامين، ينصح الأطباء والخبراء بعدم تعريضهم لأي نوع من الإلكترونيات والشاشات.
نصائح للأمهات في المعاملة مع المحتوى المرئي
وعلى الأمهات أن تراقب ما تقدمه القنوات والبرامج التي يتابعها الأطفال، وتختار المحتوى المفيد والهادف الذي يعزز من مهارات الطفل المعرفية.
وعند تعريض أطفالك للشاشات أو برامج وقنوات اليوتيوب، يجب أن تحددي وقتا لمشاهدة تلك البرامج لمدة نصف ساعة في اليوم.
وعليكِ أن تتفقي مع الطفل على ذلك، ولا تأخذي منه الهاتف او تغلقي التلفاز عليه فجأة، ونبهيه بأن الوقت أوشك على النفاذ.
وكوني حازمة مع الطفل والتزمي بالوقت المحدد للمشاهدة مع طفلك، وناقشي طفلك بما كان يشاهده وهل أعجبه أم لا.
تأثير المحتوى المرئي على سلوك الطفل
مع كثرة تعرض الطفل للمحتوى المرئي من برامج وقنوات للأطفال سواء على التلفاز أو يوتيوب، يمكن أن تكسبه سلوكيات سيئة.
فمن الممكن أن يكتسب الطفل نموذج قدوة سيئة من الشخصيات الكارتونية التي تؤثر على سلوكه الاجتماعي.
فتشجع بعض الشخصيات الكارتونية على السلوك العدواني للطفل، من خلال عرض مشاهد العنف والضرب والقتل والإيذاء، ويكون ذلك بطريقة المزاح والتسلية.
لكن من المؤسف أن الطفل يكتسبها ويقلدها في حياته الاجتماعية، فالطفل كالإسفنجة يمتص كل ما يراه ويسمعه.
والشخصيات الخيالية التي تمتلك قوى خارقة مثل “سبايدر مان، وبات مان”، يسعى الأطفال لتقليدها وأن يكونوا مثلهم يطيروا ويقفزوا ويتنقلوا بكل سهولة.
وأشارت بعض الإحصائيات، إلى أن الأطفال المعرضين للمحتوى الذي يعرض العنف، هم عرضة للشعور بالتوتر وعصيان الأوامر والعدوان على أبائهم، وتجعلهم يروا العنف شيء عادي ولا يتضررون منه.
تأثير الإعلام الغربي على الأطفال
مع سيطرة الفكر الغربي على المحتوى المقدم للأطفال، تظهر خطورة تعرضهم لأنواع مختلفة غير متناسبة مع قيمنا وأخلاقنا، ويظهر التقصير في دور إعلام الطفل العربي، والذي يفتح مجالا أمام الثقافة الغربية لتؤثر على الطفل العربي في تشكيل شخصيته وقيمه وعقيدته.
وذلك الذي يحتم على المجتمع النهوض بإعلام الأطفال، لخلق بيئة هادفة تقوم على أساس تربية الأطفال بالطريقة الصحيحة وبما يتناسب مع المجتمع.
دور الإعلام في تربية الأطفال
وهنا يتجلى دور وسائل الإعلام في اقتحام المجال بالمادة التربوية الصحيحة، ليقوم الإعلام الإسلامي بدوره، ومن الضروري إزالة الفجوة بين التربية والإعلام، وتوفير المكتبات والمنتديات التي تفيد في تربية الأطفال.
كما يجب الاهتمام بالقصص التربوية، والابتعاد عن البرامج التربوية الوصفية، والنهوض بأدب الطفل، وغرس الوازع الديني في نفوسهم.
وترسيخ القيم التربوية الإسلامية، وتحصين الأطفال ضد الشهوات الثقافية التي يعرضها الإعلام الغربي، وبناء كوادر إعلامية متخصصة في علم الطفل.
وعلى الدول المطالبة بالمشاركة في المؤتمرات الدولية من خلال الهيئات التي تهتم بشؤون الطفل العربي، والتشجيع على استعمال التقنيات الحديثة بشكل مفيد لتعم على المجتمع.
معايير اختيار قنوات الأطفال الآمنة
عند اختيار قنوات الأطفال الآمنة يجب اتباع بعض المعايير التي من الضروري توافرها في تلك القنوات، لتعود على الطفل بالنفع، ومن تلك المعايير:
- أن تقدم القنوات لغة سهلة محببة عند الأطفال مثل اللغة العربية الفصحى.
- لابد أن تعرض محتوى علمي مبسط للأطفال.
- كما يجب أن تشرح قنوات الأطفال الآمنة العلاقات الاجتماعية وآداب الحديث والمرور والطعام، كمهارات أساسية لابد أن يتعلمها الطفل.
- تقديم الحكايات ذات الطابع العلمي، لتعزيز مهارات الطفل في التكنولوجيا التي أصبحت جزءا رئيسيا من حياتنا.
- لابد من أن تقدم تلك القنوات، محتوى معرفي وعلمي جيد يثقل من مهارات الطفل، وتساعده على اكتشاف هواياته.
- لابد من انتقاء نوعا هاما من قنوات الأطفال الآمنة، وهي القنوات التي تقدم محتوى ديني وثقافي مميز.
قنوات عربية وإسلامية للأطفال
قناة أناشيد الروضة
تعد من أفضل قنوات الأطفال الآمنة، على التلفاز، فتقدم برامجها باللغة العربية الفصحى، وتقدم الكثير من المحتوى التعليمي بطريقة إبداعية مميزة.
وبشكل أساس، تركز القناة على تقديم محتوى إسلامي جيد للطفل، وتعرض القصص الهادفة عن آداب الطفل المسلم التي ينبغي أن يتحلى بها الأطفال.
قناة سمسم
من أفضل قنوات الأطفال الآمنة تعليمية على يوتيوب، فتقدم محتوى هادف وممتع ومميز وإبداعي.
وتركز بالدرجة الأولى على تعليم المسلم دينه بطريقة مميزة وسهلة، من خلال بث مقاطع الفيديو لتعليم القرآن والأحاديث والقصص والمعلومات عن الصحابة.
كما تقدم قصص عن القيم والأخلاق الفاضلة، وتهتم أيضا بالمرح عن طريق مقاطع فيديو كرتونية ممتعة تجذب الأطفال.
قناة روضة
تعد من أفضل القنوات الهادفة للأطفال بالعربية، فتهتم بالجانب التربوي وتعرض محتوى تعليمي سلس لتعليم الأطفال الأرقام والحروف والألوان وأسماء الخضراوات والفواكه.
وتهتم قناة روضة، بالجانب الديني فتعرض حفظ السور من القرآن والأحاديث الشريفة.
كما تقدم الأناشيد الممتعة للأطفال في موضوعات مختلفة.
قناة عمر وهناء بالعربية
تعد قناة عمر وهناء من أبرز التي تغرس العقيدة في الطفل وتعلمه أصول وأساسيات الدين كالصلاة والصيام، في حلقات خاصة بأركان الإسلام، كما تهتم بتعليم الطفل السلوكيات الصحيحة مثل النظافة، واحترام الكبير.
قناة براعم الإسلامية
تعرض تلك القناة، قصص القرآن الممتعة، وكارتون أحكام القرآن، وتعليم الطفل العبادات والأذكار.
قناة كرتون أطفال – حكايات إسلامية
تضم هذه القناة مجموعة مميزة من المحتوى الهادف، فتقدم قصص الأنبياء للأطفال، وقصص القرآن، والسيرة النبوية للأطفال، وقصص التابعين والصالحين.
كما تعرض أفلام كارتونية إسلامية هادفة بدون موسيقى.
فوائد مشاهدة قنوات الأطفال الآمنة
تعزز قنوات الأطفال الآمنة من مهارات الطفل المعرفية والسلوكية والاجتماعية، فهي تعود عليه ببعض من الإيجابيات ومنها:
- تطوير اللغة عند الطفل وإثراء قاموسه اللغوي، فعند تعريض الطفل للغة سهلة ومحببة لديهم، فيصحح ذلك من النطق لديهم وتقويهم ألسنة الصغار.
- القنوات التي تقدم محتوى علمي، تساعد الطفل على تكوين خلفية علمية مناسبة.
- تطوير المهارات التخيلية ومدركاته الحسية، وتوسيع أفق الطفل.
- إكساب الطفل مهارات اجتماعية كآداب الحديث، ومهارات حياتية كالنظافة الشخصية.
- تلبية الاحتياجات النفسية للطفل، وإشباع حب الاستطلاع لديه، وتشجيعه على النجاح والمنافسة.
- تكوين اهتمامات جديدة عند الطفل، واكتساب معارف وخبرات تفيده في حياته.
- وبالتأكيد، توفر جانبا من الترفيه والضحك والتسلية.
علامات تدل على أن قناة الأطفال غير مناسبة لطفلك
لابد من أن تأخذي حذرك في انتقاء القنوات التي يتعرض لها طفلك، فإن رأيتِ تلك العلامات فوقفي الطفل فورا من رؤيتها مثل:
- تعرض القناة مشاهد العنف كأمر طبيعي في الحياة اليومية، لأن ذلك يكسب طفلك سلوك عدواني يستمر معه طويلا.
- أن تعرض القناة القيم والأخلاقيات التي تنافي أعراف المجتمع وعاداته وتقاليده.
- عرض الألفاظ السيئة والأصوات المزعجة، والتنابز بالألقاب.
- عرض سلوك التنمر كأمر عادي، والاستهزاء بالأخرين.
- عرض السلوكيات غير المحببة لكِ وللأسرة.
مخاطر تعرض الطفل للقنوات الضارة
تعود القنوات ذات المحتوى السيء والضار للأطفال، على سلوكيات الأطفال بالضرر، فيكتسب الطفل بعض السلوكيات الضارة، منها:
- التقليد لما يراه من محتوى سيء، فيقوم الأطفال بتمثيل كل ما يروه من مشاهد ومواقف كأسلوب للعب بينهم وبين بعض، مما يجعلهم يعتادوا على ذلك السلوك ويتبنوه.
- الإثارة والانفعال، أكدت الأبحاث أن مشاهدة الأطفال لمشاهد العنف، يزيد من التوتر العاطفي لديهم، وهو الذي يؤدي إلى عدم سيطرة الطفل على عواطفه وانفعالاته.
- تشكيل سلوك سئ، فعندما يتعرض الطفل باستمرار لمشاهد العنف، يقتنع اقتناعا تاما بأن العنف هو الوسيلة الفعالة للتصدي للمشكلات.
- الخوف والرعب، عند تعرض الطفل لمشاهد العنف من الممكن أن يؤثر ذلك عليه بالعكس، من خلال إثارة مشاعر الخوف الزائد لديه.
- ضعف وتبلد الإحساس، فتضعف كثرة التعرض لمشاهد العنف الإحساس في الحياة الواقعية، فلا يستجيب الطفل للمحرضات والدوافع البيئية.
حماية الأطفال من المحتوى المرئي
يتعرض الأطفال لبرامج المحتوى المرئي، وأكثر البرامج المستخدمة هي يوتيوب، ولحماية طفلك من المحتوى المرئي وضرره، عليك اتباع بعض الخطوات لتزيد من حماية طفلك، وتتمثل تلك الخطوات في:
Youtube kids
استخدام يوتيوب Kids بدلا من يوتيوب العادي، لأن اليوتيوب لا يحظر المحتوى غير المرغوب للأطفال، وتتيح الرقابة الأبوية في يوتيوب كيدز التعرف على جميع المقاطع الذي شاهدها طفلك.
ويتيح يوتيوب كيدز، انتقاء بعض القنوات فقط التي يمكنها الظهور للطفل، وتحديد المحتوى المناسب.
المراقبة الأبوية
عليك الإشراف الدقيق على المقاطع التي يشاهدها الطفل، لأن ذلك المحتوى لا يعتمد على الرقابة والقوانين واللوائح مثل التلفاز.
تقييد المحتوى
عليك اختيار المحتوى الذي سيظهر لطفلك حتى في إطار الإعلانات الممولة، من خلال خاصية تقييد المحتوى الموجودة في يوتيوب.
التحدث مع الطفل بشكل مستمر
إذا أردت أن تحذر طفلك من مشاهدة مقاطع الفيديو ذات المحتوى السئ أيا كان، فلا تحذره بالعنف والغضب لأن هذا يعود عليه بنتائج عكسية.
لكن عليك أن تتحدث مع طفلك عن لماذا هذا المحتوى مرفوض وما تأثيره عليه، وتشجيعه على مناقشتك في أي أسئلة تدور في باله.
وتلك المحادثة المفتوحة تجعل الطفل أكثر راحة في التحدث معك في أي أمر من الأمور.
مقاطع الفيديو المقترحة
يمكنك تفعيل خاصية الفيديوهات المقترحة في يوتيوب كيدز، لتسمح للتطبيق باقتراح المحتوى بناء على ما يشاهده الطفل بالفعل.
الابتعاد عن سماعات الرأس
لحماية الأطفال مما يمكن أن يتعرضوا له من محتوى سب وشتائم وعنف، لابد من منع استخدام سماعات الرأس، حتى تكون مدرك لكل ما يسمعه الطفل ويتعرض له.
حدد وقت معين لمشاهدة المحتوى المرئي في اليوم.
القنوات الضارة للأطفال
تنتشر القنوات ذات المحتوى الضار والتي يجب إبعادها عن الطفل، مثل:
قنوات الأغاني والأناشيد مثل طيور الجنة وكراميش وغيرها، فيركز الطفل فيها على سرعة المشاهد المعروضة، وأصوات النغمات المرتفعة، والتي أثبتت الدراسات أنها تشتت من تركيز وانتباه الطفل.
كارتون ماشا والدب
هو من أشهر أفلام الكارتون في الفترة الأخيرة، لكنه بالرغم من عرض الذكاء الذي يتمثل في الطفلة ماشا، فهو يعرض أيضا تصرفات الدب الخاطئة التي من الممكن أن يقلدها الأطفال كنوع من الدعابة.
لكن على الآباء أن يشرحوا للأطفال أن تلك السلوكيات غير مرغوبة وغير مقبولة على أرض الواقع.
كارتون توم وجيري
نشأت الكثير من الأجيال على مسلسل توم وجيري، الذي يروي مغامرات القط الغاضب والفأر الذكي. وأثبتت الدراسات أن ذلك الكارتون يعزز من صفة القسوة عند الأطفال، متمثلة في أفعال الفأر جيري، وهو يدبر المكائد والمقالب للقط كنوع من أنواع الدعابة، لكن على الأباء أن يوضحوا للأطفال أن تلك السلوكيات تسبب الأذى للأخرين وأنها غير مقبولة.
تعزيز القيم والتقاليد الثقافية والدينية للأطفال
عند اختيارك قنوات الأطفال الآمنة بعناية، وخصوصا القنوات التي تعرض الجوانب الدينية والثقافية بأسلوب سلس كما ذكرنا أمثلتها في المقال، فعليكِ أن تعرفي كأم أن ذلك سوف يبني لدى طفلك القيم الدينية والثقافية الأساسية، كاحترام وحب الأخرين.
كما يمكن لتلك القنوات أن تعلم طفلك من بداية حياته واجباته الدينية من صلاة وصوم وذكر، وتعليم القيم الثقافية المحببة في المجتمع.
فللقنوات العربية الإسلامية دورا كبيرا في حياة الأطفال، فعند تعرضهم لها بشكل كبير، سيعتادوا على ذلك المحتوى، وينشأ لديهم حب الاستطلاع في المجال الديني بكثرة، وتجعل منه أسلوب حياة لهم.
دور المجتمع في تربية الأطفال
يقع على المجتمع دورا هاما في خلق بيئة مهيئة ومثمرة بالموارد التي تكسب الطفل المهارات والمعارف، فعلي المجتمع أن يتبنى إنشاء مواد من الرسوم المتحركة بجودة عالية تقوي البعد الديني والأخلاقي لدى الطفل.
مع مراعاة عنصر التشويق والتسلية والمرح.
وتوفير البدائل للأطفال، من خلال إقامة العروض المسرحية الجماعية، التي يحبها الأطفال ويشاركون فيها، وتعرض القيم والأخلاقيات.
تفعيل برامج مسرح العرائس بالمدارس والحضانات التربوية.
العروض السينمائية الجماعية، كاختيار فيلم كارتون هادف يعلم القيم التي يرغبها المجتمع، وعرضها على جموع الأطفال.
وختاما، علينا انتقاء قنوات الأطفال الآمنة، لتعزيز مهارات ومعارف أطفالنا، والحد من القنوات الضارة التي تقدم محتوى ضار لما لها من تأثير سلبي على الطفل.
وبعد كل ما ذكر حول المحتوى المرئي للأطفال، حدثنا عن أفضل القنوات التي يتعرض لها طفلك ذات قيمة حقيقية، والقنوات الضارة السيئة التي لاحظت أن طفلك يتابعها.