استراتيجيات تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
تعد تربية ذوي الاحتياجات الخاصة من الأمور التي ليس بالسهل تطبيقها وتنفيذها بطريقة صحيحة، وفي هذا المقال نرصد لك كيفية تربية ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال الطرق الفعالة، لتحقيق أكبر قدر من النجاح في حياة الطفل صاحب الإعاقة الذي من حقه أن يعيش في المجتمع كطفل طبيعي يتمتع بحقوقه كاملة.
من هم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؟
ولفهم أساليب تربية ذوي الاحتياجات الخاصة، علينا أولا أن نعرف من هم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومتطلباتهم، وما يعانون منه، حتى نتمكن من تربيتهم بشكل سليم.
الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هو مصطلح يطلق على الأطفال أصحاب العجز الكلي أو الجزئي، في القدرات الجسمية أو القدرات العقلية.
والأطفال أصحاب الاختلافات الملحوظة في القدرات الحسية والخصائص اللغوية أو السلوكية أو التعليمية يتميزوا عن غيرهم من الأطفال العاديين، ويتطلب وضع إضافات خاصة لتلك الأطفال، حتى يستطيعوا التعايش مع الواقع والمجتمع، مثل البرامج والأجهزة والأدوات والخدمات التربوية والمساندة.
ويكون طفل ذوي الاحتياجات الخاصة غير قادرا على ممارسة بعض الأنشطة بشكل طبيعي، ويكون غير قادر على اكتساب المهارات والخبرات مثل الشخص العادي، ويُعتمد مصطلح “ذوي الاحتياجات الخاصة” بين الناس لما فيه من رقة تعبير وبعده عن المصطلحات السلبية التي تشير للعجز والإعاقة والمفاهيم الأخرى المنفرة.
أنواع ذوي الاحتياجات الخاصة
تتنوع وتختلف نوع الإعاقات لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، وتختلف معهم بذلك احتياجاتهم وطرق رعايتهم، فمن أنواع الاحتياجات الخاصة:
الإعاقة البصرية
وهي عبارة عن ضعف بصري شديد يلازم الشخص حتى بعد التدخلات الجراحية ووضع العدسات، ومن مظاهرها حالات قصر النظر وطوله، وصعوبة تركيز النظر، والذي يجعل الشخص غير قادر على التعلم عبر البصر بالأساليب العادية.
وتصنف الإعاقة البصرية إلى عدد من الفئات وهي:
الكفيف، وهو الشخص الذي تقل حدة بصره بأقوى العينين بعد التصحيح 6/60 مترا، ويقل مجاله البصري عن زاوية مقدارها 20 درجة.
ضعيف البصر، وهو الذي تتراوح حدة بصره من 6/24 و 6/60 مترا بأقوى العينين بعد التصحيحات.
الإعاقة السمعية
وهي مستوى من فقدان السمع، يجعل الفرد غير قادر على استخدام حاسة السمع للتواصل مع الأخرين أو التعلم بالأساليب العادية، ويوجد فئات وتصنيفات من الإعاقة السمعية، بسيطة ومتوسطة وشديدة وشديدة جدا، ويمك أن تقسم الإعاقة السمعية إلى:
الأصم، وهو الذي يعاني من فقدان سمع يبدأ ب 70 ديسبل فأكثر، بعد استخدام المعينات السمعية، مما يحول بينه وبين فهم الكلام.
ضعيف السمع، وهو شخص يعاني من فقدان سمعي يتراوح ما بين 30 و60 ديسيبل بعد استخدام المعينات السمعية.
اضطرابات الكلام واللغة
وهي عبارة عن اضطرابات ملحوظة في النطق أو الطلاقة الكلامية أو عدم تطور اللغة التعبيرية والاستقبالية، والذي يجعل الطفل بحاجة لبرامج علاجية وتربوية، ويمكن تقسيم اضطرابات الكلام واللغة إلى نوعين:
اضطرابات الكلام، وهي الخلل المصاحب للصوت ولفظ الكلمات والطلاقة الكلامية، مما يصاحبه من خلل في إرسال الرموز اللفظية واستخدامها.
اضطرابات اللغة، وهي عبارة عن خلل في نمو وتطور استخدام الرموز المنطوقة والحروف المكتوبة في اللغة، وهو يؤثر على معنى اللغة المنطوقة، استخدام غير صحيح للغة ومفاهيمها، الأصوات والتراكيب الخاطئة.
الإعاقة العقلية النفسية
وهي التي تنتج من الأمراض النفسية التي قد تكون وراثية، أو أمراض شلل الدماغ التي تحدث نتيجة نقص الأوكسجين أو الأمراض الجينية، أو أي أمراض تعيق العقل عن تأدية وظائفه الطبيعية بشكل عادي، مما يؤدي لاضطرابات في السلوك وانحرافه، مثل الانفصام والانطواء والقلق.
الإعاقة المزدوجة
يمكن أن يصاب الطفل بإعاقتين مختلفتين في نفس الوقت.
الإعاقة المركبة
وهي عبارة عن مجموعة من الإعاقات المختلفة التي تصيب الطفل، ويمكن أن يصاحب الإعاقة الواحدة بعض القصور، فمثلا يعاني الطفل صاحب الخلل العقلي نوعا من أنواع القصور في السمع أو الحركة أو الكلام.
التحديات التي تواجه عائلة ذوي الاحتياجات الخاصة
تتعرض أسرة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى العديد من التحديات والمشكلات التي تواجهم عند تربية أطفالهم ودمجهم في المجتمع، أو حتى التعايش مع ظروفهم، ومن تلك التحديات:
المشاكل النفسية
يمكن أن تتعرض عائلة الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى حالة من الصدمة والنكران لحالة طفلهم، أو أن يشعروا بالخوف والقلق الزائد على حياة طفلهم ومستقبله باعتباره مختلفا عن باقي الناس.
مشكلات اجتماعية
تواجه أسرة ذوي الاحتياجات الخاصة تحديات اجتماعية كثيرة، منها الخوف من مواجهة المجتمع والأخرين بظروف طفلهم والظهور في المناسبات، أو أن يشعروا بالحرج من التحدث مع الأخرين في ظروف طفلهم، فيلجأوا للعزلة والانطواء.
مشكلات اقتصادية
يتطلب طفل ذوي الاحتياجات الخاصة العديد من البرامج التأهيلية التي تجعل حياته تسير بشكل أفضل وتدمجه في المجتمع، كما يحتاج إلى زيارات الطبيب باستمرار والاخصائيين النفسيين والاجتماعيين، مما يقع ذلك على عاتق الأسرة من مشكلات مالية واقتصادية.
مشكلات مع الطفل نفسه
مع طبيعة وشدة الإعاقة عند الطفل ذوي الاحتياجات في الأسرة، فتواجه الأسرة مشكلات مثل كيفية التعامل مع السلوك اللاإرادي الذي يصدر من الطفل، أسلوب العناد الذي يصاحب الطفل صاحب الإعاقة، وضعف التركيز والانتباه، وتعليمه كيفية الاعتناء بنفسه وخدمة ذاته.
استراتيجيات التربية الفعالة
يكون للأسرة دورا كبيرا في تربية الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، فتعمل التربية والتنشئة منذ الصغر على شخصية الطفل وتحسين حالته من خلال تقديم الدعم وغيره من استراتيجيات التربية الفعال.
الدعم الأسري
على الأسرة أن تظهر نقاط القوة الأسرية، من خلال العلاقات التي تدعم الأسرة وأفرادها في وقت الشدائد والحفاظ على تماسك الأسرة وتطويرها.
لابد من إظهار الدعم الأسري الذي يعزز من القوة الأسرية، من خلال تقديم الدعم الوجداني والعلاجي والملموس، مع تفعيل استراتيجيات لتعزيز التعليم والتنمية للطفل.
إكساب الطفل مهارات حياتية
على الأسرة أن تؤدي دورها في حياة طفل صاحب الاحتياجات الخاصة، فلابد من تعزيز مهارات الثقة بالنفس لديه، من خلال تعوديه على الاعتماد على نفسه في أبسط الأمور، حتى يصبح قادرا على إدارة حياته مستقبلا.
على الأسرة أن تدعم مهارات التواصل عند طفل ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنها تعتبر من أهم المهارات العملية، مع تعليم الطفل الثبات الانفعالي في حال تعرضه للنقد أو التنمر، وإكسابه الثقة في نفسه من خلال قول الكلمات التشجيعية له مثلا ” أنت قادر على فعل ما تريد”.
وعلى الأسرة أن تساعد طفلها على إثبات نفسه أمام نفسه وأمام الأخرين، حتى لا يصبح ضعيفا أو مهزوزا لا يقدر على التعايش في المجتمع.
الانخراط في المجتمع
من الضروري أن تشجع الأسرة طفلها على الاندماج في المجتمع وأن يتجنب الانطوائية، فيجب عدم تهميشه ومعاملته بعطف وشفقة، لكن على الأسرة أن تشركه مشاركة فعالة في كل الأمور، وتركه يأخذ قراراته بنفسه.
كما يجب على الأسرة أن تشجع طفلها على اللعب مع الأخرين حتى يتقبلوه ويتقبلهم، مما ينعكس على مشاركته في المجتمع.
استراتيجيات تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
تكثر الاستراتيجيات والطرق لتربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تكون الأسرة عاملا رئيسيا فيها، ونستكمل بعض الاستراتيجيات العامة لتربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومنها:
التشجيع على التعليم
على الأسرة أن تهتم بتعليم طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيكون من الصعب التحاقه بالمدرسة، وبذلك يمكن إدخال الطفل مدرسة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، كما يمكن تعزيز الموضوعات التي يتعلمها الطفل بالمدرسة وتطبيقها في المنزل، لنمو مهارات الطفل وتعزيز شخصيته.
اختيار المهارات المناسبة لطفلك
قبل الدخول في تعلم مهارة معينة، يجب التأكد ما إذا كانت تلك المهارة تتناسب مع صحة الطفل صاحب الاحتياجات الخاصة الجسدية، أو قياس مدى تقبله لتلك المهارة وتعلمها، فعند التعرف على ذلك، تستطيع الأسرة أن تقرر المهارات التي سيتعلمها الطفل واستراتيجيتها وطرق التعلم المناسبة لقدرات الطفل وحالته.
التركيز على شئ واحد فقط
يجد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة صعوبة في تأدية الأنشطة اليومية البسيطة، لذا يجب تعليم الطفل مهارة واحدة في كل مرة على حدى حتى لا يصاب بالتشتت، فمثلا الطفل المصاب بالشلل الدماغي يستخدم الطاقة الجسدية والعقلية حتى يجلس فقط، فيكون من الصعب عليه فعل أي شئ أخر أثناء جلوسه.
توجيه الطفل بطريقة صحيحة
عند توجيه الطفل صاحب الإعاقة لأداء مهمة معينة، استخدم أسلوب التوجيه الصحيح، وهو كأن تقدم له خطة بسيطة لما سيقوم به، فقول له ” اغسل أسنانك ثم ارتدي الملابس”، بدلا من ” استعد للمدرسة”، ويجب البدء في توجيه الإرشادات الواضحة والمحددة وزيادتها بالتدريج.
والطفل الذي يعاني من صعوبة فهم الكلمات، لابد استخدام مع الأساليب الأخرى غير التوجيه اللفظي، مثلا استخدام الصور الإرشادية والملصقات، وتجنب إعطاء الكثير من الملاحظات السلبية في حال لم يفهم طفلك ما تريد بشكل صحيح، ويمكنك أن تنتظر أياما ثم تكرر المحاولة مرة أخرى حتى يستجيب الطفل.
دمج الطفل في المجتمع
يجب على كل أسرة تشما طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة، أن تعوده على الاندماج في المجتمع، من خلال المشاركة في الأنشطة الجماعية، مما يمنحه فرصة للتواصل الاجتماعي مع عالمه الخارجي، وتكوين الصداقات، ويمكن أخذ الطفل للأماكن المزدحمة مما يساعده على التأقلم السريع مع الأخرين وتقبل وجود الأخرين في محيطه.
ويمكن إشراك الطفل بأبسط الطرق حتى في حدود مجتمع أسرته، كأن تبين له احتياجك له ولمساعدته، فمثلا إذا كان الطفل مصابا بالشلل ولا يستطيع فعل الأشياء مثلا تقطيع الخيار، اطلب منه أن يساعدك في قراءة كيفية تقطيعه، حتى يترسخ في ذهن الطفل أنه حتى بالرغم من مرضه لكنه يساهم في الأعمال حتى البسيطة.
التركيز على نقاط قوته
من الأمور التي تعزز من نقاط قوة الطفل صاحب الإعاقة، التركيز على نقاط القوة لديه وليس نقاط ضعفه، واكتشاف مواهبه وإصقالها، ومن الضروري أن تقدر جهده المبذول في أي نشاط حتى لو كان ضئيلا، لأن التركيز يكون على الجهد وليس النتيجة.
الاحتفال بإنجازاته
لابد أن تحتفل الأسرة بإنجازات الطفل الصغيرة قبل الكبيرة، لأنها تمثل إنجازا كبيرا بالنسبة له، مثلا نطق أول كلمة، أو المشي لأول مرة، أو اجتياز أول امتحان، مما يساعد الطفل على التطور الملحوظ ويعطيه دفعة استمرارية.
اهتم بكل ما يتعلق بصحته
يجب على الأسرة أن تعي تمام لظروف مرض الطفل والقراءة عنها ومعرفة كيفية التعامل معها، فالأسرة ليست مربية فقط لكنها أيضا في المقام الأول معالجة لطفلها، فمثلا يجب معرفة كيفية التعامل مع نوبات الغضب التي تصيب الطفل، فضلا عن الاهتمام بأدوية الطفل وحقنه.
قضاء وقفت محدد وكافي مع الطفل
من الضروري تخصيص وقت للاستمتاع مع طفلك، مثلا الخروج سويًّا للعب، فيمكن لعب كرة القدم أو تعليمه الرماية وأخذ دروس في السباحة، فصنع مثل هذه الذكريات معه مهم جدًّا لصحته النفسية.
تقديم الإرشاد الروحي للطفل
من الضروري أن تجعل طفلك يستوعب أن الله يحب الأطفال كلهم، وأنه يصنع المعجزات من حيث لا ندري، فحاول أن تشعر طفلك بالراحة بأن الحياة ليست سيئة دائما، وأن الله يعوض بدلا من الابتلاء بمكان جميل في الجنة.
الحديث عن أشخاص تفوقوا رغم الإعاقة
عند الحديث مع طفلك عن النماذج الذي يمكن أن يقتدي بها بدون قول ذلك مباشرة، فتوضع الفكرة في ذاته ويصدقها ويزيد من ثقته بنفسه، فعلى الأسرة أن تحدث طفلها عن قرنائه أصحاب الإعاقة الذين تمكنوا من تحقيق الإنجازات رغم ظروفهم.
التعليم والتدخل المبكر
للتدخل المبكر أهمية كبيرة في حياة وتربية ذوي الاحتياجات الخاصة، فأكدت العديد من الدراسات النفسية والتربوية أن مراحل النمو الأولية ذات أهمية كبيرة في نمو الطفل وتكيفه، فيعمل التعلم المبكر والتدخل المبكر على تنمية قدرات الطفل المختلفة، فتتطور المهارات العقلية والحركية، مما يلمس الطفل تحسنا واضحا في سلوكياته الاجتماعية وتفاعله.
وعند اللجوء لبرامج التربية الخاصة في سن مبكر، يخفف الإعاقة ويمكن أن يمنعها، مما يقلل من الجهد المبذول في المراحل المتأخرة، وكذلك التكلفة المادية، وبالتالي فتقديم البرامج الغنية بالمثيرت في السنوات الأولى من حياة الطفل يساعد في نموه وإكسابه المهارات المبكرة.
التأهيل في تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
التأهيل هو محاولة تطوير الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بدنيا ونفسيا وعقليا قدر المستطاع، حتى يتمكنوا من التأثير في المجتمع والوصول بهم إلى أفضل مكانة من جميع النواحي النفسية والطبية والتربوية والمهنية.
كيف يتم تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة
يحتاج تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى العديد من الخطوات والاستراتيجيات حتى يتم التأهيل بطريقة فعالة وسليمة، ومن تلك الخطوات:
دمج ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم في الأنشطة المجتمعية
ويتم ذلك من خلال إدخال ذوي الاحتياجات الخاصة في الأنشطة والبرامج التنموية لتنمية مهاراتهم وإعادة الثقة في أنفسهم، وإزالة الصورة المرسومة عن ذوي الاحتياجات الخاصة التي تقضي بعدم فعاليتهم في المجتمع وضعف قدراتهم في التواصل وأنهم غير صالحين للعمل أو أداء أنشطة الحياة الطبيعية.
التأهيل النفسي
لابد من الاهتمام بالتأهيل النفسي للطفل صاحب الإعاقة، ويعمل التأهيل النفسي على إعادة تكييف ذوي الاحتياجات الخاصة تدريجيا على نمط الحياة الجديد والتعامل مع المجتمع بسهولة واتخاذ القرارات التي تطور إمكانياتهم وقدراتهم.
برامج ومناهج ذوي الاحتياجات الخاصة
نموذج تدريب العمليات
يعتمد هذا الأسلوب على افتراض أن المشكلات الأكاديمية والسلوكية تنجم عن اضطرابات داخلية للطفل، ومن هنا على المعلم أن يصمم البرامج التربوية التصحيحية أو التعويضية القادرة على معالجة تلك الاضطرابات مثل الاضطرابات الإدراكية الحركية، الاضطرابات البصرية الإدراكية، الاضطرابات السمعية الإدراكية، الاضطرابات النفسية اللغوية.
وفي ذلك النموذج يتم تصميم خطة التدريس بهدف علاج وظائف العمليات التي تعاني من ضعف أو ضمور عند الطفل، فمثلا إن كان يعاني الطفل من مشكلة في القراءة نتيجة لضعف مهارات التمييز السمعي، فيمكن إعطاء الطفل تدريبا على التمييز بين أحد الأصوات وصوت آخر، لتستمر هذه المهارة في النمو والتطور ثم تسهيل التقويم في المهارات الكلية للاستماع والقراءة فيما بعد.
نموذج تدريب المهارات
ويعتمد هذا الأسلوب على التدريس المباشر على مهارات محددة ضرورية لأداء مهمة معينة متمثلة في،
- تحديد الأهداف\الهدف السلوكي، مع ضرورة أن تتوفر ثلاثة عناصر أساسية “السلوك – المعيار – الظروف.
- تجزئة المهمة التعليمية إلى وحدات وعناصر صغيرة.
- تحديد المهارات التي يستطيع الطفل أدائها، وتلك التي يعجز عن القيام بها.
- بدء التدريس بالمهارات الفرعية التي لم يتقنها الطفل ضمن المهارات المتسلسلة للمهارة التعليمية.
- وهذا الأسلوب يسمح للطفل إتقان عناصر المهمة وإتقان المهمة التعليمية بأكملها وفق تسلسل منتظم.
نموذج تحليل الواجب التعليمي
يتطلب أسلوب تحليل الواجب التعليمي تحديدا دقيقا وفهما واضحا لكل الخطوات الجزئية المطلوبة لتعلم أي واجب من الواجبات، باعتباره طريقة علاجية.
ويسمح هذا الأسلوب للمعلم أن يحدد تحديدا دقيقا الخطوة التي تصلح أن يبدأ منها تعليم الطفل، من خلال القياس والملاحظة التي تتم بعناية عندما يفشل الطفل في أداء واجب ما، فيحلل المعلم هذا الفشل في محاولة منه لتحديد ما إذا كان الفشل يرجع إلى طريقة في عرض وتقديم المادة التعليمية، أم أنه راجع إلى طريقة الطفل للاستجابة للموقف.
فمثلا قد يطلب المعلم من تلاميذه رسم دائرة حول إحدى الصور في الكتاب المدرسي، بحيث تتم عملية الرسم مع إيقاع كلمة يرددها المعلم شفويا، قد تتضمن الخطوات المطلوبة للقيام بهذا الواجب معرفة الطفل السابقة للصورة ومهارة التفكير السمعي والقدرة على المقارنة بين الكلمات وفهم كلمة (إيقاع) المهارات الحركية اللازمة لرسم الدائرة.
التدريس الفردي
التعليم الفردي يتضمن تحديد الأهداف طويلة المدى والأهداف قصيرة المدى على مستوى الطالب، ثم اختيار الوسائل وتنفيذ الجلسات التعليمية بحيث يتم تلبية الحاجات التعليمية الفردية الخاصة، ويراعي التعليم الفردي الفروق الفردية بين المتعلمين، ولا يعني التعليم الفردي بالضرورة تعليم طالب واحد في الوقت الواحد فهو قد ينفذ ضمن مجموعات صغيرة.
التوجيه اللفظي
تعتبر طريقة التوجيه اللفظي من الأساليب التدريسية المناسبة مع الطلاب المعاقين عقلياً، فهي تحفز الطالب على القيام باستجابات مناسبة، وهو يعتبر نوع من المساعدة المؤقتة تستخدم لتساعد الطالب على إكمال المهمة المطلوبة، من خلال لفظ الكلمة أو جزء منها بشكل يساعده على قول الإجابة الصحيحة.
الحوار والنقاش
تعتبر طريقة الحوار والنقاش أساساً لمعظم طرق التدريس الحديثة، والتي تهتم بجوانب التواصل اللغوي بين المعلم والطالب.
وتساعد هذه الطريقة على نمو المهارات اللغوية للطالب المعاق عقلياً.فيتعرف المعلم على خبرات الطفل ومدى استيعابه للخبرات الجديدة، كما أنها تعتبر أداة للتفاعل الاجتماعي.
فالمعلم الماهر هو الذي يتقن مهارة الحوار والنقاش مع طلابه، مما يساعد على حل كثير من المشكلات اللغوية التي تعترض الطلاب المعاقين عقلياً كالتلعثم واللجلجة أو التأتأة.
التمثيل (الدراما)
وهي طريقة تتضمن تمثيل الطالب تمثيل تلقائي عن طريق الانخراط في الموقف والتفاعل مع الآخرين وتقمص الأدوار، فقد يكون التمثيل بواسطة طالبين أو أكثر بتوجيه من المعلم، وقد يكون التمثيل بتقمص أدوار لشخصيات اجتماعية مثل شخصية المعلم أو الأب أو الطبيب أو النجار، أو قد تركز على اتجاهات إيجابية كالنظافة والنظام والعمل الجماعي ومساعدة الآخرين وحب الوالدين وطاعتهم.
طريقة المحاكاة (التقليد)
وتسمى التعلم عن طريق التقليد، وهي من الأساليب المعروفة منذ زمن طويل في تعديل سلوك الأطفال المعاقين عقلياً وخاصة للفئات العمرية المبكرة، وتتم من خلال ملاحظة الطفل للمعلمين أو الوالدين أو التلفزيون أو أي نموذج آخر.
فتعتبر المحاكاة من طرق التدريس التي تعطي نموذجاً للطبيعة المعقدة للعلاقات سواء أكانت بشرية أم غير بشرية، والتي يعالجها المعلم عند مواجهته للطلاب في الفصل، فيعمل على تقريب الأفكار المجردة لأذهان الطلاب، فيمثل المعلم المهارة ويقدم توضيحاً عملياً لكيفية أداء المهمة من خلال عرض نماذج لكيفية أداء المهارة، ثم الطلب من الطفل تقليد النموذج وتأديته كما شاهده.
دور المعلم في دعم العملية التعليمية للطفل
لابد أن يتبع المعلم بعض الإرشادات عن تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فعليه:
- أن يستخدم التعليم المنظم والموجه.
- التركيز على التدريب الأكاديمي، بتوجيه الطلاب للعمل على الاستجابات للمهمة.
- تزويد الطلاب بالفرص الكافية للنجاح، من خلال تطبيق التعليم المستمر وتحديد الأهداف المناسبة وتوفير المثيرات اللازمة وتحليل المهارات للطفل.
- تزويد الطفل بالتغذية الراجعة الفورية.
- على المعلم أن يهيئ الظروف الإيجابية الممتعة والمنتجة للتعلم.
- استثارة دافعية الطلاب، بالتشجيع والدعم والتعزيز الإيجابي.
- على المعلم أن يضمن انتباه الطلاب من خلال المثيرات اللفظية والحسية والإيمائية المشجعة.
كيفية دعم العائلة
تحتاج عائلات ذوي الاحتياجات الخاصة الى احتياجات ضرورية في رحلتهم لدعم وتأهيل أطفالهم من ذوي الاحتياجات، وعلى المجتمع أن يدعمهم بصفتهم أصحاب الاحتياج الحقيقي في منظومة الرعاية، من خلال فتح المجال وقنوات التواصل لمصادر الرعاية المتخصصة لذويهم ، وتقديم الدعم والفرص لتلبية احتياجاتهم . وبذلك نضمن أن تقدم المساعدة للتأكد من الأطفال حصلوا على الرعاية الكاملة التي يستحقوها، فتحتاج العائلة إلى:
الوصول إلى الرعاية والدعم
تحتاج عائلات ذوي الهمم للوصول والتواصل المستمر بالأطراف المعنية، للحصول على الرعاية المثمرة ليتمكنوا من استكمال رحلة الرعاية من خلال مجموعات الدعم، المصادر التعليمية، والدعم المادي وخدمات الاستشارات.
التدريب على المرونة
تحتاج تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مرونة كبيرة، فقد تحتاج بعض الآباء الى إعادة ترتيب يومهم وطريقة حياتهم وتعديل نمط حياتهم لتلبية احتياجات طفلهم. فمن الضروري لدى الآباء أن يكون لديهم نظام دعم يفهم ويحترم متطلبات المرونة الخاصة بهم .
الحصول على خدمات الرعاية الصحية المثالية
تحتاج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى خدمات طبية متخصصة، ومن الضروري أن يحصل الآباء على مقدمي خدمات الرعاية الصحية الذين يفهمون احتياجات طفلهم الفريدة. ويتضمن ذلك الدخول إلى الخبراء، الأخصائيين، ومقدمي خدمات الرعاية الصحية آخرين.
توفير المصادر التعليمية ودور الرعاية
يحتاج الأطفال ذوي الهمم إلى موارد تعليمية مخصصة لمساعدتهم في التعلم والنمو، فلابد أن يتم توفير الكتب، البرامج تعليمية ، بنوك الأنشطة، وخدمات تشخيص التعليم المخصصة للعائلة لمساعدة طفلهم في عملية التعلم، من خلال المؤسسات التعليمية والحكومية موارد
الاستقرار المالي والمادي
تعد رعاية الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عملية مكلفة، وهنا تأتي الحاجة للعائلة ر للحصول على مصدر تمويلي ثابت لتمويل تلك الرعاية، وذلك من خلال البرامج التي تقدمها الحكومات المليئة بالمزايا
التشافي والصفاء النفسي
عائلات الأطفال ذوي الهمم يعانون من الضغط والإجهاد من كثرة الجهد المبذول، ومن الضروري أن يصلوا إلى من يرعاهم ويدعمهم من مقدمي الرعاية للاعتناء بأبنائهم في الفترة التي يحصلوا فيها على قسط من الراحة، لمواصلة الرحلة لرعاية أطفالهم بشكل مثمر.
نصائح للآباء لتربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
نقدم نصائح للتعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لتربيتهم تربية صحيحة ومنها:
عدم عزل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو الخجل من حالتهم وإعاقتهم.
اجعل طفلك محور اهتمام العائلة.
لا تبالغ في إعاقة الطفل مهما كانت، وتعايش معها بحب وصبر واستيعاب مسؤوليتها.
وإذا كانت إعاقة الطفل سمعية أو بصرية، عليك توضيح ذلك للمحيطين به، لتفادي الكلمات أو السلوكيات التي قد تؤثر عليه بالسلب.
يجب متابعة حالة الطفل مع الأطباء والمتخصصين بصفة دورية لمتابعة مراحل نموه بشكل صحي.
اظهر الحب والاحتواء لطفلك بصفة مستمرة.
استعن بالبرامج التربوية المخصصة لذوي الهمم، حسي إعاقة الطفل.
عليك المتابعة الدائمة للأنشطة و البرامج التأهيلية المخصصة لهم، في جميع مراحل النمو.
اختر النشاط المناسب لطفلك مع التدرج في ممارسة النشاط من الأسهل إلى الأصعب.
قدم له تنوعا في الأنشطة، بأن لا تقتصر على نوع واحد لمساعدة طفلك على اكتساب مهارات متنوعة تحفز قدراته وتسيطر على إعاقته.
يجب أن تثني على الأعمال الناجحة التي ينفذها الطفل، حتى لو كانت صغيرة.
استخدم أساليب المدح والتحفيز لتعديل سلوك الطفل بطريقة غير مباشرة أو محرجة، لتنمية قدرات طفل ذوي الاحتياجات الخاصة.
تحدث مع الطفل المعاق بكلمات واضحة وصوت عادي خالي من العنف والعصبية والصراخ.
ساعد طفلك على ملامسة الأشياء بصفة مستمرة والتعرف عليها على حسب نوع الإعاقة المصاب بها، ليستطيع التعامل دون خوف أو تردد من المستقبل.
وختاما، إن كنت تريد تربية طفلك صاحب الإعاقة بطريقة سليمة وفعالة، لتضمن له حياة مستقبلية أفضل، اتبع ما تم ذكره في المقال وطبقه مع طفلك.
وأخبرنا بالنتائج التي توصلت لها. وأخبرنا بالتحديات التي واجهتك في تربية طفلك صاحب الإعاقة.