تعليم الاتيكيت للأطفال.. دليلك الشامل لتربية طفلك

علمي طفلك قواعد الاتيكيت.. بأبسط الطرق

تعليم الاتيكيت للأطفال من أهم أدوار الأسرة في تربية أطفالها، فهو من أهم أساليب الحياة التي يجب أن يتعلمها الطفل في بداية حياته.

كلمة إتيكيت تشير إلى آداب السلوك العامة التي تتوافق مع تقاليد المجتمع وعاداته، ولابد أن يقيد السلوك المتعارف عليه في المجتمع للتعامل في المناسبات الرسمية والمجتمعية، والاحتفالات، وحتى في الحياة اليومية.

ويعد الاتيكيت هو القواعد التي تشير إلى الطريقة المهذبة واللبقة في التصرف، ويعد الاتيكيت علم الحياة لأنه يشمل كل السلوكيات في جميع المواقف، فهو يعد منبع للأخلاق والتهذيب والتربية الحديثة.

أهمية الإتيكيت في حياتنا اليومية

الإتيكيت هو المعنى الأول للباقة واللطف والنزاهة والأخلاق والرقة، فهو يساعد الفرد على معرفة كيفية التعامل مع الآخرين، وكيفية التصرف في جميع المواقف.

فهو يضفي شعورا من الراحة والطمأنينة عند الفرد، ويعزز من تقديره للآخرين واحترامهم، فهو يبني قواعد ومبادئ الاحترام المتبادل.

كما يمنح الإتيكيت الفرد الثقة بالنفس في التعامل مع المواقف والظروف المختلفة، وينمي مهارات جديدة لديه.

كما يقضي الإتيكيت على السلوكيات غير المهذبة وغير اللائقة في المجتمع، ويعزز من الصورة الفردية لنفسه.

ويقدم الإتيكيت لصاحبه إدراك مشاعر الآخرين وحقوقهم، والتفكير بنفسه والآخرين، فهو يعزز من احترام الفرد لثقافات الغير والتعامل معهم.

أهمية تعليم الاتيكيت للأطفال في سن مبكر

من الضروري تعليم الاتيكيت للأطفال من عمر مبكر، وفي السنوات الأولى من حياته، حتي يعتادوا على السلوكيات الحسنة واللبقة والمهذبة في التعامل مع الآخرين.

ويبدأ تعليم الاتيكيت للأطفال من المرحلة الأولى من إدارك الطفل والوعي بالمحيط الخارجي، فيكون تعليم الاتيكيت للأطفال ضمن خطة تعليمهم قواعد السلوكيات العامة.

فمثلا سلوكيات التعامل مع الآخرين وآداب الطعام والحركة، لابد من تعليمها للأطفال في سن مبكر حتى يعتادوا عليها ولا تكون صعبة بالنسبة له عندما يكبر.

ويعد العمر ما بين السادسة والسابعة هو المناسب لتعليم الاتيكيت للأطفال.

وأكدت خبيرة في علم الإتيكيت، أن المشاركة والعطاء من أحد قواعد الإتيكيت المبكرة التي يجب تعليمها للأطفال.

قواعد إتيكيت أساسية للأطفال

وبإدراك أهمية تعليم الاتيكيت للأطفال، هيا بنا لنعرض أهم وأساس قواعد الإتيكيت للأطفال التي يجب أن تعلمها لطفلك.

آداب المائدة

في البداية، يجب أن يدرك الطفل أهمية غسل يديه ووجهه والتأكد من حسن مظهره على المائدة، وأن يسمي قبل الأكل.

• عودي طفلك على ألا يبدأ الطعام إلا في وجود جميع الحاضرين.
• يجب أن يعرف الطفل أنه لابد من غلق فمه، وعدم التحدث أثناء مضغ الطعام.
• وأن يأكل القضمات الصغيرة ولا يأكل بشراهة.
• من الضروري أن يستخدم الطفل كلمات ” من فضلك وشكرا” عند تمرير الطعام.
• وعدم انتقاد الطعام بأي شكل من الأشكال على المائدة، والجلوس بالقرب من الطعام وعدم التجول أثناء الأكل.
• على الطفل أن يعرف عدم وضع يده في فمه أثناء تناول الطعام، والمضغ بطريقة مهذبة.
• لابد من أن يتناول الطفل من الأكل الذي أمامه ولا يمد يده كثيرا للأطباق البعيدة.
• كما من المهم تعليم الطفل كيفية الأكل “بالشوكة والسكينة” وعدم تعويده على الأكل بالمعلقة فقط.
• ومن الضروري أن يتعلم الطفل كيفية استخدام المناديل والمناشف على مائدة الطعام.

التحدث بأدب

كما لا يمكن إغفال أهمية التحدث بأدب مع الأخرين، وقول كلمات “شكرا ومن فضلك وعذرا”.

ومن أهم قواعد التحدث بأدب عند الأطفال:

• عدم رفع الصوت، من الواجب أن تنصح الأم طفلها عدم رفع صوته عند الحديث مع الأخرين، والتحدث بهدوء وبصوت منخفض.
• ألا يتدخل في أحاديث الأكبر سنا، فعليه أن يحترم الحوار ولا يقطع الحديث، وينتظر حتى ينتهي المتحدث من كلامه.
• إدارة الحوار بهدوء، علمي طفلك أن يتحدث بهدوء ولا يتدخل في خصوصيات الأخرين.
• علمي طفلك عدم نقل حديث الأخرين، فمن الضروري أن يتحلى الطفل بالأمانة واحترام خصوصية الغير، وعدم نقل أي حديث يدور أمامه.
• عملي طفلك أساسيات آداب الحوار، كالاستماع والانصات أولا، ليساعده ذلك في حل مشكلاته ويكسبه الصبر ومعرفة المناقشة والحوار مع الأخرين.

احترام الآخرين

من الضروري أن يتعلم الطفل كيفية التعامل مع الكبير والصغير، وكيفية احترامهم، وهذا ما يقلده الطفل من والديه عند التعامل مع الآخرين.

لذا، كونوا نموذج وقدوة حسنة لأطفالكم في التعامل مع الآخرين.

• علمي طفلك أن يستخدم كلمات “من فضلك وشكرا وعذرا” باستمرار حتى في أبسط المواقف.
• كما يجب أن يتعلم الطفل عدم مقاطعة الكبار عند الحديث، وعدم إصدار تعليقات سلبية على الآخرين.
• من الضروري أن ينظر الطفل في عيون الأخرين عند التحدث إليهم والانتباه لما يقولون.
• علمي طفلك أن يبتسم للأخرين، وأن يبتعد عن وجه العبوس.
• من الضروري أن يتعلم الطفل عدم الإشارة بإصبعه على الآخرين والتحدث عنهم والتحديق بهم.
• وتعليم الطفل عدم التنمر على أقرانة والمحيطين به في أي حال من الأحوال.
• من الضروري أن يتعلم الطفل أهمية طرق الباب قبل الدخول لأي مكان.

فوائد تعليم الاتيكيت للأطفال

مع تعليم الاتيكيت للأطفال في سن مبكر، ينتقل ذلك معهم إلى مرحلة البلوغ، مما يجعلهم أكثر نجاحا في الحياة الأسرية والاجتماعية.

كما يعلم الاتيكيت الأطفال الالتزام بالوقت، ويفرق في طريقة تعامله مع الآخرين باحترام.

وتعليم الاتيكيت للأطفال، يكسبه المهارات الحياتية الأساسية، مثل كيفية التحدث مع الآخرين، والتواصل البصري، وكيفية التعبير عن رأيه في الاختلافات التي تنشأ بينه وبين الأخرين، والرد المناسب في المواقف المختلفة.

كما يكتسب الطفل أساسيات النظافة، وأساسيات تناول الطعام.

كما يجعل الإتيكيت الأطفال أكثر تحضرا ورقيا بين زملائهم.

طرق تعليم الاتيكيت للأطفال

عند تعليم طفلك أساسيات تناول الطعام وآداب المائدة، لابد من الجلوس معا على طاولة الطعام حتى يسهل عملية تعليم الطفل الأداب، فمراقبة الأطفال للأكبر وهم يأكلون يرسخ في عقله قواعد الإتيكيت وكيفية تناول الطعام بطريقة صحيحة.

• لذلك، فعلى الأباء أن يحرصوا على تناول وجبة واحدة في الأسبوع على الأقل مع أطفالهم.
• كن لأطفالك القدوة والنموذج في تطبيق قواعد الإتيكيت عند تناول الطعام، حتى يحاكي الطفل ذلك.
• على الأباء أن يتوقعوا الأخطاء في السلوك من أطفالهم، لكن المهم أن يتم تصحيح ذلك باستمرار.
• يمكنك أن تقدم قواعد الاتيكيت لأطفالك، عن طريق حكي القصص المختلفة التي تكون محملة بالمواقف اليومية التي يتعرض لها الطفل، ولها مغزى، حتى يكتسبها الطفل بطريقة مسلية وجذابة.
• كما يمكن مناقشة الأطفال عن كيفية التصرف في المواقف المختلفة، عن طريق المواقف التمثيلية، وتصحيح الأخطاء والإشادة بالسلوك الصحيح للطفل.
• وعلى الأباء التحدث مع أطفالهم بصوت منخفض، وتجنب الصراخ على الطفل إن فعل سلوك خاطئ.
• ومن الضروري تعليم الطفل احترام زملائه وعدم الاستهزاء بهم.
• مع تجنب مقاطعة الطفل في حديثه، وتعوديه على عدم قول الكذب في أي حال من الأحوال.
• كما يمكن الطلب من الطفل الاهتمام بترتيب غرفته وتنظيفها وترتيب ملابسه بشكل دوري.

نصائح للآباء عند تعليم الاتيكيت للأطفال

حتى ينجح الطفل في اختيار ألفاظه والبعد عن الكلمات السيئة، لابد من مراجعة تصرفات الأباء لأنفسهم وألفاظهم التي يقولونها أمام أطفالهم.

• ولتعليم الأطفال الطرق على الباب والاستئذان قبل الدخول إلى أي غرفة بابها مغلق، على الآباء أن تطرق الباب وتستأذن قبل الدخول على الأطفال، ليعلموا أن ذلك واجبا على الكبير والصغير.
• ولتعليم الأطفال مهارات الحوار السليم، على الأباء أن تعامل أطفالها كأصدقائهم وتنبيههم أن نبرة الصوت العالية غير مقبولة.
• تعليم الأطفال أداب المائدة، من عمر السادسة وحتى التاسعة، حتى يستجيب الأطفال للتعليمات.
• ومن الضروري الإشارة إلى الأطفال لتناول جميع أصناف الطعام التي تقدم له ولا يرفض أيا منهم، والتناول يكون بأدوات المائدة.
• ويمكن الإشارة إلى إمكانية الأكل بأطراف الأصابع مع البطاطس والبيتزا والسندويتشات.
• من الضروري نصح الأطفال بعدم ملئ الفم بالكثير من الطعام، وأن يكون شرب الماء أو العصير والفم فارغ تماما من الطعام.
• وعند الحديث على المائدة، لابد من أن يكون الفم فارغ.
• يجب تنبيه الأطفال قبل حضور الضيوف، عدم قطع حديثهم والتدخل بحديث الأكبر سنا.
• وإن أحدث الطفل أي خطأ أمام الزائرين، لابد من النظر للطفل كمحاولة للتوجيه عن التوقف فورا، وإن كان ذلك لا يجدي فيتحدث الآباء بصوت خافت ولا يعنفوا الطفل أمام الضيوف.
• كما يجب الإشارة للطفل أنه في حين جاء له صديقه وأراد اللعب بأحد ألعابه، أن يعطيه له برضا وسماحة دون ضجر.
• وفي حال ذهب الطفل لأحد أصدقاؤه في منزله، فعليه الاستئذان أولا قبل اللعب بألعابه أو استخدام الحاسب الآلي أو التلفاز.
• لابد من لفت انتباه الطفل لضرورة تحية الأكبر سنا، واستخدام نبرة الصوت المعتدلة.
• وعند إعطاء الطفل الهدايا من أي شخص، لابد أن يتم تعوديه على قول شكرا وإبداء الإعجاب بها.

تحديات تعليم الاتيكيت للأطفال وكيفية التغلب عليها

عند تعليم الاتيكيت للأطفال، يمكن أن يواجه الأباء عددا من التحديات في استقبال الأطفال للمعلومات أو طريقة استجابتهم لقواعد الإتيكيت.

فمن الممكن أن تحدث عدم استجابة للأطفال تجاه قواعد الإتيكيت لكونها صعبة بالنسبة لهم، فعلى الأباء هنا أن يبسطوا طريقة تعليم الطفل، أو يستعينوا بالكتب والمراجع التي تساعدهم على تعليم الطفل الاتيكيت بطريقة صحيحه تجعله يستجيب لها.

ويمكن أن تؤثر طبيعة شخصية الطفل على استقباله لقواعد الإتيكيت وتطبيقها، فالطفل العنيد يفعل عكس كل ما يتم توجيهه به لمجرد العناد فقط، وفي تلك الحالة يجب اتباع القواعد العلمية في التعامل مع الأطفال، وأخذ أراء الخبراء والدكاترة المتخصصين في علم الأطفال.

صعوبة التعلم، يمكن أن تأخذ قواعد الاتيكيت وقتا كبيرا حتى يتعلمها الطفل، لذلك فعلى الأباء أن يتحلوا بالصبر وأن يستمروا في تعليم الاتيكيت للأطفال بالأساليب السلسة.

ألعاب وأنشطة تساعد في تعليم الاتيكيت للأطفال

يمكن أن يستعين الأباء بالتطبيقات والألعاب الذكية على الهواتف المحمولة، لتسهيل عملية تعليم الاتيكيت على الأطفال، ومن تلك الألعاب:

• لعبة Mind your Manners

تعلم الطفل كيفية التصرف بشكل صحيح، وتحذرهم من التصرفات الخاطئة، عن طريق عرض البطاقات المصورة.

• لعبة Blunders

تعلم الطفل آداب المائدة، وأداب التحدث في الهاتف، واتيكيت استقبال الضيوف، واحترام الأخرين، والبعد عن النميمة.

كما يمكن أن للأباء صنع النشاطات التعليمية المختلفة لترسيخ قواعد الاتيكيت لدى طفله، مثلا:

ألف القصص مع طفلك، اطرح عليه قصة مثلا عن الآداب الحسنة واطلب منه أن يكملها بطريقته الخاصة، وفي حالة حديثه عن التصرف بطريقة حسنة فلابد من الإشادة به وبذلك التصرف.

وفي حال قال الطفل سلوك غير صحيح، فصححه له ووجهه إلى السلوك الصحيح.

كتب ومواقع

برنامج Be Unique

يعد برنامج بي يونيك مجموعة من الكتب التي تهدف إلى تعليم الطفل المهارات الأساسية والاجتماعية والتعليمية المختلفة عن طريق الأنشطة التي تجمع بين المعلم والطفل في إطار تفاعلي، واكتشاف وتعلم ذاتي وإثارة الفضول للطفل. 

ويتناول محور من محاور البرنامج كيفية تعويد الأطفال على مراعاة الذوق والاهتمام لمشاعر الأخرين.

كما يعرض كيفية التحلي بالأدب والسلوكيات الصحيحة مع المحيطين به.

والهدف من ذلك المحور، ربط الطفل بعالمه الخارجي، ومعرفة ثقافات الشعوب الأخرى.

كتاب الاتيكيت للأطفال دليل لتعليم السلوك الجيد

تغطي تلك السلسلة من الكتب، السلوكيات الصحيحة للتعامل في المنزل والمدرسة والمواصلات العامة والمناسبات والرحلات، من خلال رسومات جذابة تجذب الأطفال وتسهل عليهم عملية تعلم الإتيكيت.

دورة فن الإتيكيت للأطفال من المركز الترفيهي rainbow town

وتهدف تلك الدورة لتعريف الطفل بالإتيكيت وأهميته عن طريق أنشطة ذهنية وحركية، وتقدم فيلما وثائقيا عن فن الإتيكيت.

وتعلم الدورة الأطفال أساسيات الإتيكيت من نظافة شخصية، وأداب الطعام، وفن التعامل مع الأخرين، وأداب الزيارة وإتيكيت الجلوس والمشي والوقوف.

دورة الإتيكيت وسلوك الطفل من موقع مسك

وتهدف الدورة إلى تعليم كيفية تعليم الأطفال الإتيكيت، وخطوات تعليمهم، وطرق تعليم الطفل، وإتيكيت التعامل مع الأباء، وتحسين سلوك الطفل العنيد، وضبط سلوك الطفل.

كما تعرض كيفية الحد من السلوك العدواني، والتعامل مع العند والعصبية عند الأطفال دون تعنيف.

وفي الختام، وبعد معرفة أهمية تعليم الاتيكيت للأطفال، ابدأي مع طفلك قواعد الاتيكيت ليكون شخص متحضر وواثقا من نفسه وسط الآخرين.

كتبت: ندى علاء