التربية الوقائية للأطفال.. وعي الطفل لحماية نفسه

التربية الوقائية

أسس التربية الوقائية للأطفال.. كيفية حماية البنات الصغار من التحرش

جميعنا نخاف على أبنائنا من أقل شيء لذلك هناك قواعد نضعها لهم حتي يحافظوا على أنفسهم من التعرض لأي خطر قد يطرأ لذلك أقدم لكم في هذا المقال عن طرق الوقايه وتعزيز الأمان الشخصي لدى الأطفال وأهمية ذلك في حياتهم اليومية، وما دور الوالدين أو دورك في تربية الأبناء بطريقة وقائية وآمنة.

ما هي التربية الوقائية؟

التربية الوقائية هي عملية تعليمية تهدف إلى تزويد الأفراد، وخاصة الأطفال، بالمعرفة والمهارات التي تمكنهم من حماية أنفسهم من الأخطار المحتملة، سواء كانت جسدية أو نفسية أو اجتماعية. إنها بمثابة درع واقية تحمي الطفل من الوقوع في مواقف ضارة وتساعده على اتخاذ قرارات صائبة.


 هدف التربية الوقائية في تعزيز الأمان الشخصي

يهدف هذا النوع من التربية إلى:

  • زيادة الوعي: مساعدة الطفل على فهم جسده وحقوقه، وتعريفه بالمواقف التي قد تشكل خطراً عليه.
  • بناء الثقة بالنفس: تعزيز ثقة الطفل بنفسه وقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة.
  • تطوير مهارات التواصل: تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره ومخاوفه بطريقة واضحة وواثقة.
  • تعزيز القدرة على قول “لا”: مساعدة الطفل على تعلم كيفية رفض الطلبات التي تجعله غير مرتاح.
  • بناء علاقات صحية: تعليم الطفل كيفية بناء علاقات صحية مع الآخرين واحترام حدودهم.

أهمية بناء الثقة بالنفس لدى الأطفال:

تعد الثقة بالنفس بمثابة الأساس الذي يبنى عليه شخصية الطفل، فهي تمكنه من:

  • التعبير عن نفسه: يشعر الطفل واثقًا من نفسه للتعبير عن آرائه ومشاعره دون خوف.
  • التعامل مع التحديات: يواجه الطفل التحديات بجرأة وثقة في قدرته على تجاوزها.
  • بناء علاقات صحية: يسهل على الطفل بناء علاقات اجتماعية قوية وصحية.
  • تحقيق النجاح: يدفعه الشعور بالثقة إلى تحقيق أهدافه وطموحاته.
  • الحماية من المخاطر: الطفل الواثق من نفسه أقل عرضة للتأثر بالضغوط الاجتماعية السلبية.
كيف نبني الثقة بالنفس لدى الأطفال؟

1. البيئة الداعمة:

  •  شجع طفلك باستمرار على تجربة أشياء جديدة، واحتفظ بإنجازاته مهما كانت صغيرة.
  •    تجنب مقارنة طفلك بغيره، فكل طفل فريد من نوعه.
  •     أخبر طفلك بمدى حبك له وتقديرك له.

2. تعليم مهارات جديدة:

  •    شجع طفلك على تعلم مهارات جديدة، مثل ركوب الدراجة أو العزف على آلة موسيقية.
  •     احتفل بنجاحاته وتقدماته، حتى لو كانت صغيرة.

3. تعزيز الاستقلال:

  •     امنح طفلك مسؤوليات مناسبة لعمره، مثل ترتيب غرفته أو مساعدتك في الأعمال المنزلية.
  •    استمع إلى رأيه واحترمه، حتى لو اختلف عن رأيك.

4. التعامل مع الأخطاء:

  •    ساعد طفلك على التعلم من أخطائه وعدم الخوف من تكرارها.
  •     شجعه على التركيز على الجهد المبذول وليس النتيجة النهائية.

5. بناء علاقات اجتماعية:

  •    شجع طفلك على اللعب والتفاعل مع أقرانه.
  •     قم بتنظيم أنشطة اجتماعية لطفلك مع أصدقائه.
كيف يتصرف الطفل الواثق من نفسه؟
  • يتحدث بصوت ثابت وواضح.
  • ينظر إلى الآخرين في عينيه.
  • يعطي رأيه بحرية.
  • يتعامل مع النقد بصدر رحب.
  • يواجه التحديات بشجاعة.
  • يبني علاقات صحية مع الآخرين.

تعليم الأطفال حدود الأمان الشخصي

أولاً ما المقصود بحدود الأمان الشخصي؟

حدود الأمان الشخصي هي تلك الخطوط التي تحدد المساحة الشخصية للفرد، والتي يحق له حمايتها والسيطرة عليها. بالنسبة للأطفال، فإن فهم هذه الحدود يساعدهم على حماية أنفسهم من أي شكل من أشكال الاستغلال أو الاعتداء والخطر.

لماذا يجب تعليم الأطفال حدود الأمان الشخصي؟

تعليم الطفل حدوده الشخصية التي لا يجب أن يتعدي عليها أي شخص بمثابة أمان له وعدم تعرضه لأي خطر لذلك هناك 

  • الحماية من الأخطار: يساعدهم على التعرف على المواقف الخطرة واتخاذ القرارات الصحيحة لحماية أنفسهم.
  • بناء الثقة بالنفس: يشعر الطفل بالثقة بنفسه وقدرته على اتخاذ قرارات مستقلة.
  • التعبير عن المشاعر: يعلمهم كيفية التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم بشكل صريح وواضح.
  • بناء علاقات صحية: يساعدهم على بناء علاقات صحية مبنية على الاحترام المتبادل.
كيف نعلم الأطفال حدود الأمان الشخصي؟

1. الحوار المفتوح والصريح:

 استخدم لغة بسيطة وواضحة لشرح مفهوم حدود الجسم.

 وشجع طفلك على طرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفه واجب على أسئلته بكل صراحة وشفافية.

2. تعليم أسماء أجزاء الجسم:

   علم طفلك أسماء جميع أجزاء جسمه، بما في ذلك الأجزاء الحساسة ، واشرح له أن هذه الأجزاء خاصة به وأن لا أحد يحق له لمسها دون إذنه.

3. التحدث عن اللمسات الآمنة وغير الآمنة:

   اشرح لطفلك الفرق بين اللمسة المحبة واللمسة المؤذية، علمه أنه من حقه أن يقول “لا” لأي لمسة تجعله غير مرتاح.

4. تعزيز الثقة بالنفس:

 شجع طفلك على الثقة بنفسه وقدرته على اتخاذ القرارات ،  وامنح له  الفرص لاتخاذ قرارات بسيطة ، واحتفل معه بإنجازاته الصغيرة والكبيرة.

5. تعليم كيفية طلب المساعدة:

   علم طفلك أن يطلب المساعدة من شخص بالغ موثوق به إذا شعر بالخطر أو عدم الارتياح. ، وحدد له الأشخاص الذين يمكنه اللجوء إليهم في حالة الطوارئ.

6. اللعب التمثيلي:

    استخدم الألعاب التمثيلية لشرح المواقف المختلفة التي قد يواجهها الطفل ، وشجعه على التعبير عن مشاعره وردود أفعاله في هذه المواقف والتحدث معك عند التعرض لتلك المواقف.

7. القدوة الحسنة:

    كن قدوة لطفلك في احترام حدود الآخرين ،وعبر عن مشاعرك بطريقة صحية.

فتح قنوات التواصل مع الأطفال

إن بناء علاقة قوية مبنية على الثقة والاحترام مع طفلك هو الأساس لفتح قنوات تواصل فعالة والشعور بالأمان تجاهك. وعندما يشعر طفلك بالأمان والراحة في التحدث إليك، سيكون أكثر استعدادًا لمشاركة أي موقف أو شعور يزعجه. إليك بعض النصائح التي تساعدك على تحقيق ذلك:

 1. الإنصات (الاستماع) الجيد :

عندما يتحدث طفلك، خصص له كل انتباهك. تجنب الانشغال بالهاتف أو بأي شيء آخر، و استخدم لغة جسد تشجعه على الاستمرار في الحديث، مثل الإيماء بالرأس والمحافظة على التواصل البصري ، إذا لم تفهم شيئًا ما، اطلب منه التوضيح بلطف، وايضا عليك تجنب الحكم على أفكاره أو مشاعره، حتى لو كانت مختلفة عن رأيك.

 2. خلق جو من الأمان:

اختر وقتًا هادئًا ومكانا مريحًا للتحدث مع طفلك، بعيدًا عن أي ضغوط أو انشغالات ، وتواصل معه  بلغة بسيطة وواضحة تناسب عمره ،و شجعه على التعبير عن مشاعره وأفكاره، حتى لو كانت صغيرة أو تافهة.

 3. بناء الثقة تدريجيًا:

 كن صادقًا مع طفلك دائمًا، واجب على أسئلته بوضوح وشفافية ،وعامله باحترام وتقدير، واسمع رأيه ، ويجب أن تكون قدوة لطفلك في التواصل الصريح والشفاف.

 4. أنشطة ممتعة للتواصل:

  •  قم بقراءة القصص: اختر قصصًا تتناول مواضيع مثل المشاعر والعلاقات الاجتماعية، ثمناقشها مع طفلك.
  • قم باختيار الألعاب التي تتطلب المشاركه: العب ألعابًا تتطلب التعاون والتواصل، مثل لعبة الأسئلة والأجوبة.
  • *الأنشطة الفنية: شجع طفلك على التعبير عن مشاعره من خلال الرسم أو النحت.

 5. التحدث عن المواضيع الحساسة:

 استعد لتحدث عن مواضيع حساسة مثل الخوف، الغضب، أو الجسد ، و استخدم عبارات بسيطة وواضحة لتفسير هذه المواضيع.

 6. التعامل مع المواقف الصعبة:

حافظ على هدوئك حتى في المواقف الصعبة، واعطي فرصه للاستماع ما يقوله طفلك دون مقاطعته ،وحاول أن تفهم وجهة نظر طفلك ، و ابحثوا معًا عن حلول للمشاكل التي تواجهونها.

ويجب عليك التذكر عند بناء علاقة قوية مع طفلك يستغرق وقتًا وجهدًا. كن صبورًا ومثابرًا، وسترى نتائج إيجابية.

إجراء تدريبات وقائية عملية لتعزيز ثقة الأطفال وحمايتهم

 إن التدريب العملي له أهمية كبيرة فهو أداة قوية لتعزيز و فهم الأطفال لمفهوم الأمان الشخصي وتأهيلهم للتصرف بثقة في المواقف الصعبة. من خلال محاكاة سيناريوهات مختلفة، يتعلم الأطفال كيفية التعرف على الخطر، واتخاذ القرارات الصحيحة، وطلب المساعدة.

كيف يمكن إعداد هذه التدريبات؟

1. اختيار السيناريوهات المناسبة:

  •    سيناريوهات واقعية: اختر سيناريوهات قريبة من واقع الطفل، مثل التعامل مع شخص غريب أو الشعور بعدم الارتياح في مكان ما.
  •    مناسبة للعمر: تأكد من أن السيناريوهات مناسبة لعمر الطفل ومدى فهمه.
  •   أن تكون مرنة: كن مستعدًا لتعديل السيناريوهات لتناسب احتياجات طفلك.

2. اللعب التمثيلي:

  •    قم بتبادل الأدوار : قم بتبادل الأدوار مع طفلك، حيث تقوم بدور الشخص الغريب أو الشخص الذي يضع طفلك في موقف حرج.
  •    التشجيع على التعبير: شجع طفلك على التعبير عن مشاعره وكيفية تصرفه في هذا الموقف.
  •    الاقتراحات البناءة: قدم لطفلك اقتراحات حول كيفية التعامل مع الموقف بشكل أفضل.

3. تعليم عبارات مفيدة:

  •    عبارات واضحة وقوية: علم طفلك عبارات بسيطة وواضحة مثل “لا”، “أريد الذهاب إلى مكان آمن”، “سأخبر شخصًا بالغًا”.
  •    التدريب على النطق: تدرب مع طفلك على نطق هذه العبارات بصوت عالٍ وواثق.

4. تحديد الأشخاص الموثوق بهم:

  •    قائمة بالأشخاص الآمنين: ساعد طفلك على تحديد قائمة بالأشخاص الذين يمكنه اللجوء إليهم في حالة الطوارئ، مثل الوالدين، المعلمين، أو الجيران الموثوق بهم.
  •    تعليم كيفية طلب المساعدة: علم طفلك كيفية طلب المساعدة من هؤلاء الأشخاص بطريقة واضحة ومباشرة.

5. التأكيد على أهمية الثقة بالنفس:

  •    التشجيع المستمر: شجع طفلك على الثقة بنفسه وقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة.
  •    الاحتفال بالإنجازات: احتفل بتقدم طفلك في تعلم مهارات الحماية الذاتية.
أمثلة على سيناريوهات للتدريب:
  • شخص غريب يعرض عليك الحلوى: كيف تتصرف؟
  • شخص يلمسك في مكان غير مريح: ماذا تفعل؟
  • شعورك بالضياع في مكان مزدحم: كيف تجد طريقك؟
  • شخص يتبعك في الشارع: ما هي الخطوات التي تتخذها؟

هذه هي الأسئلة التي تطرحها علي طفلك وانتظر إجابته ،وصحح له بطريقة هادئة حتى يسهل التعامل معك من منظور طفلك .

دور الأهل المحوري في التربية الوقائية

التربية الوقائية ليست مجرد مسؤولية المدارس أو المؤسسات، بل هي مهمة أساسية تقع على عاتق الأهل. فالأهل هم القادة الأول والأهم في حياة أطفالهم، وهم المسؤولون عن توفير بيئة آمنة ومحبة تساهم في نمو أطفالهم بشكل صحي وسليم.

كيف يمكن للأهل المشاركة في التربية الوقائية؟

1. بناء علاقة مبنية على الثقة:

خصص وقتًا للاستماع إلى طفلك دون مقاطعة، وعبِّر عن اهتمامك بمشاعره وأفكاره ، وشجعه على طرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفه بحرية، وكن صادقًا مع طفلك، واجب على أسئلته بكل شفافية وبسيط ، وكن الصديق المفضل له .

2. تعزيز الثقة بالنفس:

شجع طفلك على تجربة أشياء جديدة، واحتفظ بإنجازاته مهما كانت صغيرة ، و ركز على نقاط قوة طفلك وشجعه على تطويرها.

3. التعليم عن العلاقات الصحية:

   علم طفلك أهمية الاحترام المتبادل في العلاقات ، و اشرح لطفلك مفهوم الحدود الشخصية وحقه في حماية مساحته الخاصة ،و ساعده على التعرف على مشاعره المختلفة وكيفية التعبير عنها بطريقة صحية.

4. التحدث عن المواضيع الحساسة:

استخدم لغة بسيطة وواضحة لشرح المفاهيم الصعبة ، و كن صادقًا مع طفلك عند التحدث عن المواضيع الحساسة و  أجب على أسئلته بكل صراحة، وتجنب التهرب أو التسويف.

5. التدريب على المواقف المختلفة:

   استخدم الألعاب التمثيلية لشرح المواقف المختلفة التي قد يواجهها الطفل، وعلم طفلك استراتيجيات للتعامل مع المواقف الصعبة، مثل قول “لا” أو طلب المساعدة.

6. التعاون مع المدرسة:

  ابق على اطلاع دائم بما يحدث في مدرسة طفلك،والتحدث مع المعلمون حول أي مخاوف لديك ،ولا ننسي  المشاركه في الأنشطة المدرسية التي تهدف إلى تعزيز سلامة الأطفال.

سأقدم لكم بعض من الأمثلة على مواضيع يمكن للأهل التحدث مع أطفالهم عنها:

  • الاختلافات بين الناس في طريقه الفهم والاستيعاب أو فروق الطبقات الاجتماعية: احترام التنوع والاختلافات بين الأفراد.
  • الأمان على الإنترنت: كيفية استخدام الإنترنت بأمان وتجنب المخاطر.
  • الأسرار الضارة: ما هي الأسرار التي يجب مشاركتها مع شخص بالغ موثوق به والأسرار التي لا يجب مشاركتها.
  • المساعدة في حالة الطوارئ: كيفية طلب المساعدة في حالة الشعور بالخطر.

لماذا تعتبر التربية الوقائية مهمة؟

  • لحماية من الأخطار: تساعد التربية الوقائية الأطفال على حماية أنفسهم من أي شكل من أشكال الاستغلال أو الاعتداء.
  • بناء الثقة بالنفس: تساعد الأطفال على الشعور بالثقة بأنفسهم واتخاذ القرارات الصحيحة.
  • تطوير علاقات صحية: تساعد الأطفال على بناء علاقات صحية مبنية على الاحترام المتبادل.

وفي النهاية يا أصدقاء، علينا معرفة أن الهدف الأساسي هو تمكين الطفل من حماية نفسه واتخاذ القرارات الصحيحة، وليس تخويفه. من خلال الحوار المفتوح والثقة المتبادلة، يمكنك مساعدة طفلك على النمو بشكل صحي وآمن.

Scroll to Top