لماذا يجب فهم الطفل للعالم المحيط؟
فهم الطفل للعالم المحيط به من أساسيات وأولى خطوات معرفته في سن مبكرة، فيعي الطفل لكل ما يحيط به من أشياء وأشخاص وألعاب منذ فترة الرضاعة.
وعلى الآباء أن يهتموا بتفهيم أطفالهم عن ما يحيط بهم في سن مبكر لتوسيع إدراكهم، فيستخدم الطفل حواسه في التعرف على ما يحيط به، لذلك يجب أن تكون البيئة المحيطة محفزة له على فهم كل شئ.
فمثلا يمكن أن نوفر لأطفالنا الألعاب التي تصدر أصواتا ليدركها الطفل، وتشجيعهم على لمس الأشياء المختلفة للتفريق بين ملمسها ومعرفة الاختلاف.
وفي هذا المقال، سنعرض عليكم أهمية فهم الطفل للعالم المحيط به وما يعود عليه من ذلك في حياته المستقبلية.
أهمية فهم الطفل للعالم المحيط
يعد فهم الطفل للعالم المحيط به بمثابة لبنة الأساس التي تُبنى عليها شخصيته وتطوره المعرفي والعاطفي والاجتماعي، فتتكون عملية تفاعلية بين الطفل والبيئة المحيطة التي تؤثر على نموه وتشكل هويته.
عندما يفهم الطفل العالم المحيط به تتفتح مداركه ومعارفه بالأشياء، فتطور شخصيته من جميع الجوانب، فينمو الجانب المعرفي للطفل فيفهم ما يدور حوله ويصبح قادر على التفكير المنطقي والتحليلي، ويستطيع حل المشكلات اليومية التي تواجهه.
وعندما تقدم لطفلك أي معلومة أو معرفة جديدة عما يدور حوله، يثير ذلك في نفسه حب الفضول والاستكشاف عن المزيد من الأمور، ليبدأ في طرح الأسئلة ويبحث عن إجابات لها، ويصبح منفتحا أكثر على التعلم راغبا فيه.
يفهم الطفل ما يدور من حوله ليصبح قادرا على التعامل مع العالم خاصته، مما يكسبه ثقة في النفس والشعور بالكفاءة في التعامل مع كل الأمور التي تواجهه.
ساعد طفلك لفهم العالم المحيط
يمكنك أن تساعد طفلك في فهم عالمه المحيط بكثير من الطرق، أولها:
- اللعب الحر واللعب الموجه، أقرب طريق لقلوب الأطفال اللعب، يمكنك إيصال أي معلومة تريدها لطفلك عن طريق اللعب لتنمية مهاراته المعرفية والاجتماعية.
- القراءة بصوت عالي، وحكي القصص عن الموضوعات المختلفة والتي تنمي خيال الطفل أيضا، وإشراك الطفل في القصص وجعله يحكي هو من وحي خياله.
- شجع طفلك على طرح الأسئلة بحرية حتى ولو كانت بسيطة، وجاوب عليه بطرق تناسب عمره.
- وفر لطفلك فرصة لاستخدام حواسه في الاكتشاف، كسماع الأصوات وشم الروائح ورؤية الأشياء.
- نظم رحلات لأماكن جديدة ومختلفة تكسب الطفل معارف جديدة عن ما هو معتاد عليه، ووسع أفقه بزيارة الأماكن الأثرية والاجتماعية.
دور الأسرة في فهم الطفل العالم المحيط به
- يجب على الآباء في المقام الأول توفير البيئة المناسبة والمحفزة للطفل، على أن تكون مليئة بالمؤثرات والمحفزات التي تثير الفضول وحب الاستكشاف عند الطفل.
- إنشاء علاقة إيجابية بين الطفل وأبويه، ليكون التواصل بينهم بشكل إيجابي يسوده الاحترام والهدوء والتفهم وعدم التعنيف، فضلا عن تشجيعهم للطفل على التعلم ومعرفة كل ما يدور في ذهنه.
- يمكن للآباء أن يخصصوا وقتا في اليوم للقيام ببعض الأنشطة التعليمية البسيطة مع الطفل وقضاء بعض الوقت الممتع الذي يعزز من روابطه مع أسرته ويعزز من مهاراته المعرفية لما حوله بنفس الوقت.
- على الأسرة أن تقدم الدعم العاطفي لطفلها، وإعطاؤه شعور الأمان والراحة في وجودهم، حتى لا يترددوا في طرح الأسئلة عليهم، ليصبحوا مصدر الأمان والمعرفة بالنسبة لهم.
وبعد اعتماد الطفل على المنزل والأسرة كأول أداة تعليمية له، تعرفه ما يحيط به وأصول الأشياء، تأتي دور المدرسة في المرحلة التالية لتكمل الطريق مع الأسرة.
دور التعليم الرسمي في تعلم الطفل بما حوله
لا يمكن إغفال دور المدرسة في حياة الطفل عموما، فتضع له الدرجة الثانية من سلم المعرفة، لتتوسع مدارك الطفل ويعرف أكثر عن العالم المحيط، فيتعرف على معلميه وأصدقاؤه والموضوعات الدراسية ويكتسب المهارات المختلفة.
دور المدرسة
يبدأ الطفل بالانفتاح على العالم الخارجي من المدرسة، ويتعرف على كيفية التعامل مع الأخرين لتنمى مهاراته الاجتماعية وتتكون لديه مشاعر جديدة ومختلفة.
يتعلم الطفل في المدرسة القراءة والكتابة لتتوسع المصادر أمامه لفهم ما يحدث حوله، ويمون فكرة جديدة عن العالم وتتوسع اهتماماته وأهدافه، ويعتمد على نفسه بعيدا عن أسرته.
وتعد المدرسة نقطة الانطلاق الأولية في حياة الطفل، فيمون لها دورا كبيرا في تكوين شخصيته ونمو مهاراته ومعارفه وهواياته، يتعلم فيها قواعد السلوك التي تعيش معاه باقي عمره، وتطور من مهاراته الاجتماعية والتعامل مع الأخرين.
توفر المدرسة للطالب فرصة ليصبح قادرا على التفكير النقدي والتغلب على المشكلات وتكسبه مهارات التعاون الجماعي والعمل في فريق، وتنمي حسه الفني وقدرته على اتخاذ القرارات السليمة.
أهمية اختيار الأنشطة التعليمية المناسبة لعمر الطفل
التعليم التفاعلي هو أفضل طريقة لاطلاع الطفل على ما يدور من حوله، واختيار الأنشطة التعليمية لابد وأن تعتمد على الكثير من المعايير منها عمر الطفل.
يجب أن يتم اختيار النشاط التعليمي المقدم للطفل حسب عمره، ليكون قادرا على استيعاب ما يقدم له ويفهمه ويترسخ في ذهنه، فلا يجب أن يتم تقديم الأنشطة عالية المستوى تتخطى عقل الطفل الصغير لأننا فقط نريد توسيع مداركه.
بل يجب أن تتم عملية التعليم خطوة خطوة، وتقديم المعلومات والمفاهيم حسب عمر الطفل ومدى استيعابه، حتى لا تحدث فجوة وتضعه في مأزق فيشعر بالفشل وأن عقله غير كافي لاستيعاب ما يقدم له، وينمو الطفل بعقد كثيرة في شخصيته.
بالإضافة إلى تحديد الهدف من النشاط المقدم للطفل ومدى حاجاته له، فمثلا يكون الهدف تنمية شخصية الطفل أو تنمية مهاراته الاجتماعية أو إنه فقط ملئ وقت فراغ.
كما يجب إشراك الطفل في نوع النشاط الذي سيقوم به، ليكون له مطلق الحرية في اختيار الموضوع الذي سيتعلمه، لتحقيق أفضل النتائج والهدف المرجو من النشاط.
دور المعلم في تحفيز الطفل على التعلم
يقع على عاتق المعلم مسؤولية كبيرة في تحفيز وتشجيع الأطفال على التعلم والاستمرار في ذلك بدون ملل، فيجب أن يتبع المعلم بعض القواعد والاستراتيجيات التي تحفز الطلاب على التعلم وفهم ما حوله.
- التنويع في استراتيجيات التعلم النشط، فينمن أت يستخدم المعلم أساليب التعليم التعاوني أو التعلم باللعب والتعلم بالتمثيل، مما يشجع الأطفال على العملية التعليمية وتيسيرها لهم وفهمها بسهولة، فيكون الطفل متفاعل في عملية التعلم وليس متلقي فقط.
- تقدير الطلاب ومنحهم مكافآت على مستواهم وتطورهم وسلوكهم، مما يشجعهم على حب التعلم والدراسة، ليؤدوا بطريقة أفضل في التحصيل الدراسي.
- مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب والتركيز مع كل واحد على تطوير مستواه ومهاراته.
- منح الطلاب خيارات “في حدود” في التعليم، فمثلا يمكنهم اختيار موضوع الدرس الذي سيتم شرحه، أو اختيار أسلوب التعلم أو الأنشطة التعليمية للتطبيق على الدرس، وذلك يشجعهم على التعليم والدراسة، ويكسبهم الاستقلالية والثقة بالنفس.
- توفير الدعم والمساعدة للطلاب في أي وقت عند حاجاتهم لذلك، وتوفير الإرشاد والتوجيه حتى في الأمور خارج الدراسة.
وختاما، يجب أن تؤدي الأسرة دورها في فهم الطفل للعالم المحيط به، وتوفر له البيئة المناسبة لذلك وتقدم له المؤثرات التحفيزية للتعلم.
واهتم عزيزي الأب وعزيزتي الأم بكل ما ذكرناه في هذا المقال، لتنمية مهارات أطفالكم المعرفية لفهم ما يحيط بهم من عالم خارجي.