إيجابيات وسلبيات تربية الطفل في بيت العائلة
هل تسائلت يومًا عن كيفية تربية الطفل في بيت العائلة؟
يلجأ الكثير من الأشخاص للعيش في منزل مشترك يجمع بين الأم والأب والأطفال والجد والجدة وبعض الأقارب، ويتشاركون في العيش تحت كنف بيئة اجتماعية واحدة.
وعلى الرغم من تعدد إيجابيات العيش في بين العائلة في طريقة تربية الأطفال إلا أنه يوجد أيضًا الكثير من السلبيات التي عليك أن تحذر منها.
وفي هذا المقال سنسلط الضوء على كيفية تربية الأطفال في بيت العائلة وكيفية مواجهة التحديات والتعامل معها بطريقة مناسبة.
ما أهمية تربية الطفل في بيت العائلة؟
تتأثر تربية الطفل في بيت العائلة بشكل كبير حيث يتمكن الأطفال من تنمية قدراتهم والعيش في بيئة اجتماعية مغلقة لها نفس التقاليد والعادات والقيم ما يسهل على الأبوين من زرع أسس القيم الدينية والأخلاقية والتقاليد الثقافية عند الأطفال فضلًا على كيفية تكوين علاقات اجتماعية مميزة، فيتعلم الأطفال التحمل والتعاون والصبر والاحترام في بيت العائلة إضافة إلى اكتساب الخبرات الحياتية التي يرثونها من أجدادهم.
ما هي إيجابيات تربية الطفل في بيت العائلة؟
تتعدد إيجابيات تربية الطفل في بيت العائلة فكلما ازداد عدد أفراد البيت كلما ازداد الطفل نموًا وتطورًا ذهنيًا واجتماعيًا، وحينما تكون الأسرة بعيدة عن الصراعات والمشكلات يكون لها تأثير فعال على الحالة العاطفية والنفسية للطفل، وإليك إيجابيات تربية الأطفال في بيت العائلة:
تعزيز العلاقات العائلية
تحظى تربية الأطفال في بيت العائلة بأهمية بالغة لما لها من تأثير قوي على شخصية الطفل ونفسيته، حيث أن البيت الذي يعيش فيه الأبوين والجدين والأعمام والعمات تقوي من الروابط الأصيلة بين أفراد العائلة فيعتاد الطفل على وجود العائلة وقضاء أغلب الأوقات معهم بدلًا من الأجهزة الإلكترونية وبالتالي يقدرون أهمية وجود العائلة.
توفير الدعم النفسي والعاطفي
عادة يشعر الطفل بالأمان النفسي والعاطفي بسبب وجود الجد والجدة الذين يبثان العاطفة والحنان لأحفادهم طيلة العيش معهم فضلًا على تقديم التشجيع والدعم والثناء الذي يقوي من شخصيتهم.
تنمية القيم الإيجابية
تعتبر تربية الأطفال في بيت العائلة من الأمور المهمة التي تؤثر بشكل إيجابي على شخصية طفل وعلى رأسها تنمية القيم الأخلاقية في نفوس الأطفال، حيث أن بيت العائلة يعتبر مصدرًا رئيسيًا لغرس الأخلاق والقيم الإيجابية والحميدة عند الطفل مثل احترام الآخرين والتعاون وتحمل المسؤولية.
تعزيز الصحة النفسية والجسدية
فيما تلعب العلاقات الأسرية دورًا كبيرًا تتعلق بالصحة العقلية والنفسية للطفل حيث تساعد تربية الأطفال في بيت العائلة على تقوية العلاقات الأسرية وتحسينها ما ينعكس على سلوك الطفل وصحته الجسدية والعقلية.
وجود الأقران في المنزل
من المعروف أن الطفل عادة يحتاج إلى أقرانه في مراحل مبكرة من حياتهم وهذا ما يوفره بين العائلة للأطفال حيث أن تلك البيئة لا تقتصر على وجود الوالدين والأجداد والأعمام والعمات فقط بل يوجد الأبناء أيضًا من أعمار مختلفة ما يتيح للطفل التواصل مع أقرانه وتعلم مهارات جديدة.

تنمية مهارات التواصل
يلعب بيت العائلة دورًا كبيرًا في تنمية مهارات التواصل عند الأطفال من خلال التعامل مع أجيال في أعمار مختلفة بطرق متنوعة ما يجعله قادرًا على التفاعل والتواصل مع الآخرين.
تعلم القدرة على الحياة المشتركة
ومن إيجابيات تربية الأطفال في بيت العائلة هو تعويد الطفل على الحياة المشتركة وتقديم التنازلات في بعض الأوقات للعيش في سلام وأمان، وبالتالي يكتسب تلك العادة لتصبح ملازمة له في إنشاء العلاقات والزواج.
التحديات الشائعة أثناء تربية الأطفال في بيت العائلة؟
وعلى الرغم من تعدد إيجابيات تربية الأطفال في بيت العائلة إلا أنه يوجد الكثير من التحديات والسلبيات التي تعرقل تربية الأطفال في بيت العائلة بطريقة سليمة وفعالة، إليك أبرز سلبيات تربية الأطفال في بيت العائلة:
التعرض للعنف الأسري
أحيانًا يتعرض الطفل للعنف الأسري من قبل بعض الأشخاص في البيت مثل تعرض الأعمام أو زوجاتهم للطفل أو العراك والمشاكل مع أقرانه ما يؤثر بشكل كبير على شخصية الطفل وتربيته جراء ما يتعرض له من أذى نفسي وجسدي.
اختلاف طرق التربية بين الآباء والأجداد
كما تختلف طرق تربية الأطفال من جيل إلى جيل آخر فمن الصعب أن يربي الأبناء أطفالهم بنفس الطريقة التي يربي بها الآباء وخاصة مع العالم الرقمي والتطور التكنولوجي وأسلوب التربية الحديث ما يؤدي إلى حدوث خلافات كبيرة ومستمرة بين الآباء والأجداد حول طريقة تربية الأطفال ومن الممكن أيضًا أن يكون الأجداد شديدي الدلال الأحفاد بشكل يفسد تربيتهم.
غياب خصوصية الأسرة
تتمنى كل أسرة أن يكون لها خصوصيتها الخاصة بها في تربية الأطفال والتعامل معهم بعيدًا عن الأجداد، فمن سلبيات تربية الأطفال في بيت العائلة أنه لا يوجد أي مجال يحافظ على الخصوصية مهما محاولة الآباء كما أن أي خلاف أو مشكلة يتعرض لها الطفل سوف يعرفها أفراد العائلة.
أثر تمييز الأجداد بين الأحفاد
عادة يزداد اهتمام الأجداد بالحفيد الأكبر وبالتالي لم يتمكنوا من العدل بين الأحفاد في الدعم والاهتمام والدعم النفسي والعاطفي وتقديم المشاعر ما يؤثر بالسلب على نفس باقي الأحفاد وبالتالي يصعّب من تربيتهم.
صعوبة في التعليم
ومن السلبيات التي قد تتعرض لها عند تربية طفلك في بيت العائلة هي عدم قدرة طفلك على التركيز وتشتت انتباهه بسبب كثرة المشاكل بين أفراد العائلة أو عدم اهتمام أحد أفراد الأسرة بالتعليم ما يؤثر على الأهل بعدم اتباعهم الطريقة الصحيحة لتربية الأبناء.
الإهمال وقلة الاهتمام
أحيانًا ينشغل الأهل عم تقديم الاهتمام لأطفالهم في بيت العائلة ما يزيد من اعتمادهم على الجدين في التربية متجاهلين دور الأبوة والأمومة تجاهه ما يؤثر على العلاقة بين الأطفال والأبوين.
التقييد الثقافي والاجتماعي
عندما ينشأ الطفل في بيت العائلة فإنه ينمو ويترعرع في تلك البيئة الصغيرة بين أفراد عائلته فقط ما يقيد عنده تكوين علاقات اجتماعية جديدة حيث تدور حياته حول محور العائلة ما يمنعه من الاطلاع على ثقافات أخرى وبالتالي لم يتمكن الطفل من مواجهة الحياة بمفرده.
اكتساب سلوكيات سلبية
يعتبر بيت العائلة بمثابة البيئة الاجتماعية للطفل ومن الممكن أن تضم تلك البيئة أفراد يتمتعون بصفات سلبية مثل الوقاحة أو عدم احترام الآخرين وعدم الاستماع إلى الأوامر وبالتالي من الممكن أن يكتسبها الطفل لذا تعتبر تربية الأطفال في بيت العائلة تحديًا كبيرًا للأبوين.
يمكنك الاطلاع على المزيد عن إيجابيات وسلبيات تربية الطفل في بيت العائلة.
كيفية تربية الأطفال في بيت العائلة
يضطر الأشخاص إلى العيش في بيت العائلة ما يشكل تحديًا كبيرًا للأبوين في تربية أطفالهم في منزل مشترك، لذا نوضح لك كيفية تربية طفلة في منزل العائلة:
وضع حدود لتدخل الآخرين
إذا كنت تعيش في بيت العائلة فعليك أن تضع حدودًا للآخرين أثناء تربية طفلك، فيعتاد الأهل على وضع قواعد وخطط لتربية الأطفال بطريقة سليمة لكن يفسدها تدخلات الأقارب بحسن نية، لذا إذا عاقبت الأم مثلًا طفلها بحرمانه من أي شيء يحبه فلا بد أن يحترم الآخرون تلك العقوبة، وإذا أرادوا معاتبة الأب أو الأم على القسوة فلا يجب أن يكون أمام الطفل.
تعليم الأطفال الخصوصية
إن من أهم قواعد تربية الأطفال في بيت العائلة هو تعليم الأطفال الخصوصية في وقت مبكر فليس فقط خصوصيته هو وأسرته الصغيرة بل أيضًا خصوصية باقي أفراد العائلة، فلا بد أن يتعلم ألا يدخل غرفة جده أو عمه بدون استئذان وألا يأخذ شيئًا بدون طلب الإذن أولًا.
تجنب الأطفال خلافات الكبار
يجب عليك أن تجنب طفلك المشاكل التي تحدث بين أفراد العائلة، فإذا حدثت مشكلة مثلًا فيفضل أن يجلس الكبار في مكان بعيد عن أعين ومسامع الأطفال فضلًا على التحدث بأسلوب حضاري لعدم التأثير بشكل سلبي على تربية الطفل.

تعليم المشاركة واحترام الآخرين
كما يجب أن تعلم طفلك كيفية العيش في حياة تشاركية فضلًا على تعليمه احترام الآخرين والانصياع في بعض الأوقات إلى رغبات الأكثرية في المنزل فضلًا على احترام رغباتهم والتعاون في كافة مجالات الحياة وتقبل العيوب.
توفير بيئة مخصصة للطفل مع الأبوين
يجب تأمين بيئة مخصصة للطفل مع الوالدين للتحدث والنقاش بدون وجود أحد فمسؤولية التربية ومراقبة الأطفال تقع على عاتق الأبوين، لذا يجب أن يستوعب الطفل الفرق بين اهتمام العائلة ورعاية والديه.
تعزيز ثقة الطفل بنفسه
إن تربية الأطفال في بيت العائلة يعني وجود تنافسية كبيرة من الممكن أن تضر بثقة الطفل في نفسه لذا من المهم أن يسعى الأهل على إعطاء الاهتمام المناسب للطفل وتعزيز ثقته في نفسه مهما كانت التحديات التي تواجهه في منزل العائلة.
تعزيز القيم الإيجابية
إن العيش في بيت العائلة يتطلب منظومة معقدة من المبادئ والقيم التي يجب أن يتحلى بها الأطفال حيث يفتقر الطفل إلى تعليم بعض القيم الأساسية في وقت مبكر فضلًا على اكتساب الأدوات التي تجعله قادرًا على الموازنة بين القيم الخاصة بأفراد عائلته الصغيرة والقيم المتوفرة في العائلة الكبيرة.

نصائح لتربية الأطفال في بيت العائلة بشكل سليم
ولكي تتمكن من تربية طفلك بشكل سليم في بيت العائلة فعليك أن تتبع النصائح الآتية:
- الحفاظ على التواصل الفعال مع الطفل
يجب عليك ألا تعمل طفلك وألا تعتمد على وجود الآخرين في سماع وحل مشاكل طفلك بل يجب عليك أن تحافظ على التواصل والاتصال مع الأطفال بشكل مستقل والاستماع لمشاكلهم والنقاش معهم حول مواضيع مختلفة.
- مشاركة الأطفال في أنشطة اجتماعية بعيدة عن العائلة
يجب عليك أن تصطحب طفلك في رحلات برفقة الوالدين والانخراط في الأنشطة الاجتماعية المختلفة البعيدة عن بيت العائلة، مثل الخروج في رحلة مع عائلته الصغيرة أو تنظيم حفلات في المدرسة.
- التركيز على تحمل المسؤولية
من الممكن أن يتأثر الطفل في قدرته على تحمل المسؤولية في منزل العائلة بسبب اعتماده الكبير على أفراد أسرته في جميع أمور الحياة، لذا يجب عليك أن تركز أثناء تربية طفلك على تعليمه تحمل المسؤولية فمثلًا يمكنك أن تصطحبه لجلب الأغراض المنزل أو طلب منه أشياء تتناسب مع عمره وأن يشارك في القرارات المتعلقة بالمنزل.
- تحفيز الطفل على المشاركة الاجتماعية
لكي تتمكن من تربيك ابنك بشكل سليم فيجب عليك أن تشجعه على الخروج من إطار العائلة للتعرف على ثقافات متنوعة فضلًا على الانخراط في المجتمع مثل بناء علاقات صداقة مع الآخرين بعيدًا عن العائلة إلى جانب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
- وضع قوانين للمنزل تسير على الجميع
ولكي تضمن تربية جميع الأطفال بشكل صحيح في بيت العائلة فيجب وضع أنظمة وقوانين صارمة تسير على جميع أفراد الأسرة سواء كانوا صغارًا أو كبارًا مثل تحديد وقت اللعب والدراسة فضلًا على مواعيد النوم والطعام.
- التركيز على التعليم
ولأن التعليم يعتبر الركيزة الأساسية في بناء مستقبل الأطفال فيجب عليك أن تهتم بتعليم طفلك، قد يكون بيت العائلة سببًا فعالًا في تشتيت انتباه الطفل وصعوبة تركيزه في الدراسة بسبب كثرة عدد الأشخاص في المنزل، لذا عليك أن تهيئ الجو المناسب ليتمكن طفلك من التطور في الدراسة.
- التفهم والصبر
تشكل تربية الأطفال في بيت العائلة تحديًا كبيرًا للأبوين لذا يتطلب المزيد من الصبر ومراعاة الطفل وخاصة إذا كان هناك خلافات مع أقرانه في العمر واللعب والوقت والوضع المادي، لذا سوف تحتاج إلى المزيد من الجهد لتربية طفلك بطريقة مناسبة.
ملحوظة: ولكي تتعمق في معرفة كيفية تربية الطفل في بيت العائلة فيمكنك أن تسمع هذا الفيديو
ومن هنا نكون انتهينا من شرح كيفية تربية الطفل في بيت العائلة، فيجب عليك أن توازن الأمور ما بين تربية الطفل في منزل مشترك واكتساب القيم والأخلاق من كبار العائلة وما بين كيفية الحفاظ على الخصوصية وتربيته بطريقة صحيحة بعيدًا عن الدلال الذي يفسد الأخلاق.
وختامًا، فإذا كنت عزيزي القارئ تريد أن تطرح سؤالًا أو تسرد لنا تجربتك الشخصية فعليك أن تخبرنا بذلك ولا تتردد!
أسئلة شائعة:
- كيف أربي ابني بطريقة صحيحة في بيت العائلة؟
عليك أن تراقب طفلك جيدًا وأن تعلمه القيم والأخلاق الأساسية ومراقبة سلوكه ولا تجعل من حولك يتدخلون في طريقة تربيتك لطفلك.
- كيف أعاقب طفلي بطريقة سليمة؟
عليك أن تقيم خطأ طفلك أولًا فلا تعاقبه على كل شيء، ناقش معه أسباب ارتكاب ذلك الخطأ وعن الأخطار التي قد تنجم عن ارتكابه ولكن إذا تكرر الخطأ مرة ثانية فيمكنك أن تمنعه من أي شيء يحبه مثل حرمانه من الألعاب الإلكترونية وغيرها إلى حين تأديبه.
- كيف أربي أطفال ناجحين في هذا الزمن؟
يجب عليك أن تكون حنونًا ومتفهمًا لمشاعر طفلك وأن تصاحبه وتجعله يشاركك أفكاره واتجاهاته، وأن تأخذ رأيه وتطلب منه أن يشاركك في اتخاذ القرارات.
- ماذا أفعل حينما يتدخل أهل زوجي في تربية طفلي؟
لكي تتمكن من معرفة الإجابة الدقيقة بشيء من التفصيل فيمكنك الاطلاع هنا.