كيفية تعزيز التسامح لدى الأطفال

علم إبنك قيمة التسامح

ما هي أهمية تعزيز التسامح لدى الأطفال؟


التسامح ليس مجرد قيمة أخلاقية فقط أو أوامر دينية نلتزم بها بل هو تحرير للروح من شر الثأر والانتقام التي تتأجج في القلوب والتحليق في فضاء الإنسانية السامية وعودة إلى الفطرة النقية، ولغة التسامح يجب أن يتعلمها الطفل منذ الصغر.

وكذلك يجب على الوالدين تعزيز التسامح لدى الأطفال حتي يشب جيلا نقيا متسامح مع بعضهم البعض، وفي هذا المقال سوف نتناول كل ما يخص التسامح وكذلك كيف اعلم ابني التسامح.

كيف يتم تعليم الطفل فن التسامح؟

وللإجابة علي هذا السؤال نهيب بالأباء والأمهات الاهتمام بالأمور التالية:

  • الاهتمام بلغة الحوار مع الطفل

لغة الحوار هي من أهم الركائز أو الأساسيات في تعليم الطفل فن التسامح وهي حجز الزاوية لتعزيز التسامح في قلوب الأطفال.

ولأن لغة الحوار هي بداية المعرفة واستخدام الألفاظ وكذلك توظيف المعاني حتي تتكون لدي المستمع فكرة جيدة.

  • تجنب التنافس البغيض

لابد أن تجنب الأطفال التنافس البغيض والمعايرة الكاذبة حيث أن إذا كان التنافس شريفا وموضوعي، فإنه يخلق جوا من الألفية وتبادل الخبرات ولكن إذا كان التنافس يعتمد علي البغض والكراهية وتحقيق المكاسب الفردية دون نظر الطفل إلى باقي زملائه ففي هذه الحالة يجب أن يتعلم الطفل فن التسامح، وهذا نجده واضحا في المدارس .

  • يجب على الوالدين تشجيع الطفل على الألعاب الجماعية

وذلك لأنها تساعد الطفل في الاختلاط مع باقي الأطفال ومحاولة ابعاد الطفل عن الألعاب التي تجعله مثل آلة الحاسوب أو الألعاب الإلكترونية وتلك الألعاب تربي في الأطفال العنف، والألعاب الجماعية تعزز عند الطفل روح الجماعة وتقبل الآخرين.

ومن أمثلة الألعاب الجماعية لدى الأطفال الألعاب القماشية، فنضع قطعة قماش كبيرة وكل طفل يمسك جزء منها أو نصنع صندوق من الورق المقوى ونضع من خلاله مجموعة من الأوراق الصغيرة ويكتب بها طلبات للأطفال وكل طفل يختار ورقة وينفذ الطلب المكتوب بها.

  • قراءة القصص

اختيار قصص للأطفال تحفز على التسامح وتعمل على تعزيز فكرة التسامح لدى الأطفال، تعلم الطفل أن يتقبل الآخر كما هو وأن الناس تختلف مع بعضها البعض وبهذه الطريقة يستطيع أن يتعلم لغة الحوار واحترام الآخرين وتقبل الرأي الآخر حتى لو كان معارضا له.

ويمكن كذلك قراءة قصة سامح المتسامح للأطفال، وكذلك يمكن قراءة قصص عن تسامح الرسول صلي الله عليه وسلم وغيرها من القصص التي تحفز الطفل على التسامح.

  • النشاطات الخيرية

يمكن للوالدين اصطحاب الأبناء معهم إلى الجمعيات الخيرية أو النشاطات الخيرية حتى نستطيع تعليم الطفل العطاء والمحبة والتسامح.

ويمكن أن اصطحبه إلى دار أيتام فيساعد الأطفال ويلعب معهم في الألعاب وهذا السلوك من السلوكيات التي تعمل على تعزيز التسامح لدى الأطفال.

  • اتباع أسلوب المكافأة أو التشجيع

يحب الطفل أسلوب المكافأة أو التشجيع، لذلك فيجب التعبير عن تصرفات الطفل تجاه استخدام أسلوب المسامحة بين أقرانه في المدرسة بأن اعطي الطفل جائزة أو مكافأة حتي احاول تعزيز أسلوب التسامح لدى الطفل.

فكثير منا يتعرض لموقف هو أن يأتي الطفل ويخبر والده بأنه قادر علي مسامحة زميله،  ففي هذه الحالة يجب على الوالد أن يتحدث عن التسامح وأن يخبر ابنه أن يتخيل كيف ستصبح علاقته بأصدقائه إذا لم يسامحهم، كيف أنه سوف يخسر أغلب أصدقائه، أحاول أن أكرر له أن الشخص المتسامح هو شخص محبوب ويستطيع تكوين علاقات مع الآخرين.

  • تعريف الطفل بقدراته

علي الآباء أن يعرفوا الطفل بقدراته وما هي مهاراته، وعليه أن يعرف كذلك عيوبه قبل مميزاته، وعلى الوالدين كذلك أن لا يكثروا من مدح الطفل حتي لا يصل الطفل إلى مرحلة الغرور، فقد يرى في نفسه أنه يمتلك كفاءة تعلو على الآخرين فيظن وهما أنه أفضل منهم ويعاملهم بقسوة لا تعرف المودة والرحمة.

  • تكوين علاقات

لابد أن نعلم الطفل كيف يصنع علاقات مع الآخرين وكيف يكون صداقات وأنه بدون التسامح لا يستطيع أن يحتفظ بالأصدقاء، ولابد بعد ذلك غرس فكرة العدالة في نفس الطفل لأن الحب والعدالة قيمتان فعليتان تؤدي كل منهما إلى غرس قيمة التسامح في نفس الطفل.

أمور يجب على الوالدين الاهتمام بها من أجل تعزيز التسامح عند أطفالهم

يوجد العديد من الأمور التي يجب على الوالدين اتباعها من أجل تعزيز التسامح لدى الأطفال، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  • محور يتعلق بحرية الطفل

تعد حرية الطفل واحدة من أهم المحاور التي تدعم سلوك التسامح، وإذا أعطى الوالدين الحرية للطفل بشرط أنه لا يضر غيره فبهذه الطريقة يستطيع الطفل تحقيق التسامح.

  • محور يتعلق بتوظيف إرادة الطفل

يحتاج الطفل أن يتعلم كيف يوظف إرادته في التقاط أهمية وضرورة التسامح في حياته.

  • محور يتعلق بمعنى الحياة

وعلينا أن ندعم الطفل بقيمة الحياة التي يعيشها من خلال التواصل الودود والمحبة المتبادلة، ونحاول أن محدثة علي أن الحياة تحتاج مجموعة من القيم والتسامح لكي تسير حياته ويكون صداقات.

ما هي أهمية تعليم الأطفال التسامح؟

أن أهمية تعليم الأطفال التسامح تكمن في تربية إنسان سوي لايهتم بأذى الآخرين له ولا يشغل عقله بالتفكير في الثأر والأذى والحقد والكراهية، فالتسامح لا يعني أن يتنازل الطفل عن حقوقة أو أن نربي جيل ضعيف الشخصية ولكن التسامح يحتاج إلى قوة أكبر من قوة الكراهية والثأر.

ومن أهم فوائد التسامح ما يلي:-

  • إنشاء إنسان رحيم بنفسه ومتعاطف مع الآخرين.
  • بناء شخصية قوية قادرة على ضبط نفسها في التصرفات التي تدفعها إلى الدونية والحقد والكراهية، وتزيد من مرونتها لتقبل الاختلافات بينها وبين الآخرين.
  • ولعل من أهم نقاط أهمية تعزيز التسامح لدى الأطفال هي التخلق بأخلاق الأنبياء السامية وهي حب التسامح والخير وضرورة سرد قصص الأنبياء عن التسامح وذكر العديد من المواقف التي تدل على اتباع قيمة التسامح.

فالرسول صلي الله علية وسلم عفا وسامح أهل قريش بعد كل الأذى الذي ناله منهم.

  • واذا تعلم الطفل قيمة التسامح يستطيع أن ينفع نفسه وينفع مجتمعه عندما يكون بالغا، ويستطيع أن يبني له مستقبلا باهرا.
  • يستطيع الطفل الذي يتمتع بقيمة التسامح تكوين علاقات قوية مع الآخرين ويكون صداقات ذات روابط قوية.

ما هو دور الأسرة في تعزيز قيم التسامح؟

الأسرة لها دور كبير في تعزيز قيمة التسامح وزرع قيم التسامح في نفس الطفل وهي:-

  • التربية الفكرية الصالحة للأبناء، من خلال ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال في معتقداتهم وفي أفكارهم وأقوالهم وكذلك تنمية روح الانتماء والمواطنة لديهم في مراحل نموهم المختلفة.
  • وكذلك تعد الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولى التي ينشأ بها الطفل ويتفاعل مع أفرادها، ويكتسب منها العديد من الصفات لذلك يجب على الأسرة الاهتمام بقيمة التسامح وضرورة تعليمها للأبناء.
  • تؤثر الأسرة علي بناء شخصية الطفل بفضل عاملين أساسيين هما النمو الكبير الذي يحققه الطفل خلال سنوات الأولى جسديا ونفسيا والثاني قضاء الطفل معظم وقته في التعليم.
  • يجب على الأسرة تحصين الأبناء ضد التأثر بدعاة الانحراف الفكري وأن تقف الأسرة سدا في مواجهة ما يبث من خلال وسائل الاتصال وأن تعمل الأسرة على مراقبة الأطفال على ما يشاهدونه.
  • التعاون مع المؤسسات الدينية والتعليمية والأمنية، لتحقيق الأمن الفكري وفق الأهداف التي تنسجم مع الثوابت الدينية والوطنية.
  • وكلما التزم الأبوان باحترام طفلهما توجه هو إلى حب واحترام الآخرين، لكن إذا وجد

عكس هذه الأفعال من الأبوين فبهذه الطريقة تنمو لديه نزعة الاحتقار لنفسه وللآخرين. فمثلا لا يجب أن يوبخ الأبوين الطفل على أسباب تافه.

وكذلك من واجب الأسرة تنشئة الطفل تنشئة سليمة ومحاولة تحقيق العوامل التي تعتمد على الحوافز والتشجيع والثناء، واتباع التشجيع المادي والمعنوي عند قيام الطفل بفعل إيجابي يعزز الثقة بنفسه ويجعله يتحمل المسؤولية.

وفي نهاية المقال نستطيع أن نقول أن صفة التسامح هي من أنقى الصفات والسمات البشرية، وهي السمة التي تتمتع وتتميز بها الأنبياء والرسل حيث أن الله سبحانه وتعالى حثنا على التسامح مع بعضنا البعض وضرورة غرس قيمة التسامح بين الأبناء حتى يشب جيل قوي البنية وذو شخصية قوية، وضرورة تعليم الأبناء أن التسامح هو مفتاح سجن الروح العالقة في أقفاص الغل والانتقام.


كتبت: شيماء الضوي
Scroll to Top