مع اقتراب بداية العام الدراسي، يبدأ الكثير من الأهل في البحث عن طرق فعالة لتحضير أطفالهم للالتحاق بالمدرسة.
يتطلب هذا التحضير أكثر من مجرد شراء اللوازم المدرسية، فهو يشمل أيضاً التحضير النفسي والعاطفي للطفل، وتطوير مهاراته الأكاديمية والاجتماعية.
في هذا المقال سنتناول جوانب متعددة تتعلق بالاستعداد للمدرسة وكيف يمكن للأهل دعم أطفالهم في هذه المرحلة المهمة.
بداية الاستعداد للالتحاق بالمدرسة غالبًا ما تكون مصحوبة بالكثير من البكاء والخوف والتردد
إذ لا يملك الأطفال أي فكرة عما يمكن توقعه في المدرسة، لقد أمضوا السنوات الأولى من حياتهم في تعلم القواعد والروتين الأسري وهم غير معتادين على القواعد والروتين الجديد الذي يواجهونه في المدرسة.
لذا دعنا نبدأ عزيزي المربي سوياً في التعرف على الاستعدادات المختلفة لإعدادهم لهذا الانتقال الهام من خلال سطور المقال معاً.
ماذا يعني الاستعداد للالتحاق بالمدرسة، وأهميته ؟
تهيئة الأطفال للمدرسة هـي عمليـة تحضيرهــم وتجهيزهــم للانتقـال مــن بيئة البيـت إلى بيئة المدرسة، والتى تهدف إلى توفيـر الاستعداد النفسي والاجتماعي والعقلي والجسدي اللازم للطفـل للتأقلم والنجاح في المدرسة.
تهيئة الطفل للمدرسة مهمة لأننا نساعده لبنـاء مهـارات التواصـل والتعاون والتعايش مع الآخرين.
وبذلك نهدف إلى توفير الحماية اللازمة والاستعداد الكامـل له للتفاعل والازدهار فـي بيئـة التعلـم المدرســية.
ونظرًا لأن المدرسة تُعد تجربة جديدة، لذلك دعونا نبدأ في التعرف على الاستعدادات المختلفة لإعدادهم.
الاستعداد النفسي والعاطفي للالتحاق بالمدرسة
الاستعداد النفسي والعاطفي هو أحد أهم جوانب التحضير لدخول المدرسة، حيث يساعد الطفل على مواجهة التحديات الجديدة بطريقة إيجابية ويعزز شعوره بالراحة والثقة، وإليك بعض الخطوات لمساعدتك على تحقيقه:
1. التحدث عن المدرسة :
ابدأ بالحديث مع الطفل عن المدرسة قبل بداية العام الدراسي بوقت كافٍ، واستخدم لغة بسيطة وواضحة تناسب عمر الطفل لشرح ما يمكن أن يتوقعه.
2. زيارة المدرسة :
قم بزيارة المدرسة مع طفلك، وتعرف على الفصول الدراسية، والمرافق، وإذا أمكن قدم طفلك للمعلمين والموظفين.
3. توضيح القواعد والأنظمة المدرسية:
إذا كان لديك معلومات عن الأطفال الذين يذهبون لنفس المدرسة، حاول تنظيم لقاءات أو مواعيد لعب معهم قبل بداية العام الدراسي.
4. تعزيز الاستقلالية :
شجع طفلك على القيام ببعض الأنشطة بنفسه، مثل ترتيب حقيبته المدرسية وارتداء ملابسه، ودعه يتخذ بعض القرارات البسيطة بنفسه لتعزيز شعوره بالاستقلالية.
5. قراءة القصص :
اختر كتباً وقصصاً مصورة تتحدث عن اليوم الأول في المدرسة أو تجربة الدخول إلى المدرسة، وناقش القصص مع الطفل واستفسر عن مشاعره واستجاباته لما يحدث في القصة.
6. تطوير الروتين اليومي :
بدء الروتين اليومي قبل بداية المدرسة بفترة يساعد الطفل على التكيف مع أوقات النوم والاستيقاظ والنظام اليومي، مما يسهل عليه الانتقال إلى النظام المدرسي.
الاستعداد النفسي والعاطفي هو عنصر حاسم في ضمان تجربة مدرسية ناجحة وإيجابية للطفل، ويساهم بشكل كبير في تعزيز شعوره بالراحة والثقة في بيئته الجديدة.
الاستعداد الأكاديمي للالتحاق بالمدرسة
لا يقل أهمية عن الاستعداد النفسي والعاطفي، فهو جزء أساسي من تحضير الطفل لدخول المدرسة،
حيث يساهم في تهيئة الطفل ليكون مستعدًا للمناهج الدراسية والنشاطات التعليمية المختلفة، ويساهم في بناء قاعدة قوية من المهارات والمعرفة التي تسهل عليه التكيف مع المناهج الدراسية وتعزز من حبه للتعلم،
فيجعل الانتقال إلى المدرسة سلسًا ومريحًا، لأن الأطفال الذين يعرفون ما يتوقع منهم أكاديميًا يكونون أقل عرضة للشعور بالقلق أو التوتر من التجارب الجديدة،
وإليك بعض الخطوات لمساعدتك على تحقيقه:
1. تطور مهارات طفلك الأساسية.
ابدأ بتعليمه الحروف الأبجدية، الأرقام، وكيفية كتابة اسمه، علم طفلك الأرقام وكيفية العد حتى 10 على الأقل، ويمكنك استخدام الألعاب التعليمية والأنشطة التفاعلية لتعزيز هذه المهارات.
2. تنمية مهارات الاستماع والانتباه للطفل.
قم بأنشطة تتطلب الاستماع والتركيز مثل قراءة القصص وسؤاله عن تفاصيلها.
3. نمي لدى طفلك مهارات التفكير النقدي.
شجع طفلك على طرح الأسئلة واستكشاف الإجابات بنفسه.
الاستعداد الاجتماعي للالتحاق بالمدرسة
يُعد عنصر أساسي في تحضير الطفل للالتحاق بالمدرسة، حيث يساعده على التكيف بسرعة مع البيئة الجديدة وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين، مما يعزز من تجربته المدرسية بشكل عام، وإليك بعض الخطوات لمساعدتك على تحقيقه:
1. شجع طفلك على اللعب الجماعي.
شجع طفلك على المشاركة في الأنشطة الجماعية مع الأطفال الآخرين، سواء كانوا أصدقاء العائلة أو الجيران.
2. علم طفلك المهارات الاجتماعية الأساسية.
علم طفلك كيفية التحية واستخدام العبارات المهذبة مثل “شكراً” و”من فضلك”، وناقش معه أهمية احترام الآخرين والانتظار في الدور.
3. علم طفلك مهارات حل المشكلات.
علم طفلك كيفية التعامل مع المشكلات بشكل بناء من خلال التحدث بهدوء والبحث عن حلول وسط، واستخدم اللعب التمثيلي لتعليم الطفل كيفية التعامل مع المواقف الصعبة.
4. تنمية مهارات التواصل لدى طفلك.
قم بأنشطة تتطلب التحدث والاستماع، مثل قراءة القصص مع مناقشة الأحداث بعدها لتدريبه على التعبير الصحيح عن مشاعره.
التحضير العملي واليومي:
تجهيز مستلزمات المدرسة وإنشاء روتين يومي يساعد في الاستعداد للالتحاق بالمدرسة:
يمكنك تحضير طفلك عملياً وبشكل يومي للالتحاق بالمدرسة بشكل سلس ومنظم، مما يعزز من تجربته الدراسية ويساعده على التكيف بسرعة مع البيئة الجديدة.
تجهيز مستلزمات المدرسة:
1. ضع الملابس في مكان سهل الوصول إليه لتسهيل اختيار الطفل للملابس كل صباح، يمكنك تجهيز الملابس للأسبوع بالكامل في نهاية الأسبوع.
2. قم بإعداد قائمة كاملة بالأدوات المدرسية المطلوبة مثل الحقائب، الأقلام، الدفاتر، والمستلزمات الفنية، واصطحب الطفل معك عند شراء الأدوات المدرسية، دعه يشارك في اختيار ما يحب، لأن هذا يزيد من حماسه للدراسة.
3. بعد الشراء، قم بترتيب الأدوات المدرسية في الحقيبة المدرسية بشكل منظم، تأكد من أن كل شيء جاهز لليوم الأول.
4. ابدأ بالتخطيط مع طفلك للوجبات الخفيفة التي يمكن وضعها في حقيبته، اختر أطعمة صحية ومغذية.
نصائح عامة لإنشاء روتين يومي:
– قم بإعداد جدول يومي يشمل الأنشطة الرئيسية مثل وقت الاستيقاظ ، الفطور، الدراسة، اللعب، والوجبات.
– علّق الجدول في مكان واضح في المنزل مثل المطبخ أو غرفة الطفل.
– حدد أوقاتاً محددة للأنشطة المختلفة مثل الواجبات المنزلية، اللعب، وممارسة الهوايات.
– وازن بين الأنشطة الأكاديمية والترفيهية لضمان تنمية متكاملة لطفلك.
– اجعل الطفل جزءاً من عملية التخطيط للروتين اليومي، اسأله عن الأنشطة التي يرغب في القيام بها والوقت الذي يفضله لها.
– إشراك الطفل في اتخاذ القرارات يعزز من شعوره بالمسؤولية ويجعله أكثر استعداداً للالتزام بالروتين.
– كن مرناً واستعد لتعديل الروتين حسب الحاجة، قد تتطلب الظروف الخاصة مثل المرض أو العطلات بعض التعديلات.
– تأكد من أن الطفل يشعر بالراحة والقدرة على التكيف مع أي تغييرات تطرأ على الروتين.
روتين يومي للنوم والاستيقاظ:
الروتين الليلي:
1. حدد وقت النوم ليكون ثابت يتناسب مع عمر الطفل واحتياجاته من النوم، حاول الالتزام بهذا الوقت يومياً.
2. قم بإنشاء روتين استرخاء قبل النوم مثل قراءة قصة، أو الاستماع للقرآن، أو أخذ حمام دافئ.
3. جهز الملابس والأدوات المدرسية لليوم التالي قبل النوم، ضع الحقيبة المدرسية بالقرب من الباب لتسهيل الخروج في الصباح.
الروتين الصباحي:
1. حدد وقت استيقاظ ثابت يتيح للطفل وقتاً كافياً للتحضير قبل الذهاب إلى المدرسة. الالتزام بهذا الوقت يساعد في تنظيم يوم الطفل.
2. تأكد من تناول الطفل لوجبة فطور مغذية، يمكنك إعداد جزء من الفطور في الليلة السابقة لتوفير الوقت.
3. قم بمراجعة محتويات الحقيبة المدرسية مع الطفل للتأكد من وجود كل ما يحتاجه لليوم الدراسي.
الأمان العاطفي والدعم النفسي للأطفال للاستعداد للالتحاق بالمدرسة
يشمل الأمان العاطفي توفير بيئة يشعر فيها الطفل بالحب والقبول والتقدير، بينما يتعلق الدعم النفسي بتقديم المساندة اللازمة لتعزيز صحة الطفل النفسية وقدرته على التعامل مع التحديات، وإليك بعض الخطوات لمساعدتك على تحقيقه:
الأطفال الذين يشعرون بالأمان العاطفي ويُقدم لهم الدعم النفسي يكونون أكثر ثقة بقدراتهم على مواجهة التحديات، مما يساهم في تحسين الأداء الأكاديمي والاجتماعي، وتقليل مستويات القلق والتوتر لدى الطفل، مما يجعله أكثر استعدادًا للاستمتاع بتجربته المدرسية، ويكونون أكثر قدرة على التعامل مع المواقف الضاغطة بطريقة صحية، مما يعزز من رفاهيته النفسية والعاطفية، ويجعله أكثر استعدادًا للنجاح في المدرسة وفي الحياة بشكل عام.
الاستعداد للالتحاق بالمدرسة يعتبر خطوة مهمة في حياة الطفل والأبوين على حد سواء، إليك بعض النصائح للآباء الذين يتعاملون مع قلق الانفصال في مرحلة ما قبل المدرسة:
- لا تقلل من أهمية تخفيف مخاوفك وكذلك مخاوف طفلك، إذا كنت تشعر بالذنب أو القلق بشأن تركهم في المدرسة، فمن المحتمل أن يشعر طفلك بذلك فكلما كنت هادئاً وواثقاً، كلما زادت ثقة طفلك.
- تعرف على المعلم مسبقا، فطفلك يستفيد من مقابلة معلمة قبل الذهاب إلى المدرسة، ولكن يمكنك أنت أيضًا الاستفادة من ذلك، اسأل معلم طفلك عن الإجراء الذي يتبعه عندما يبكي الأطفال على والديهم.
- مقاومة الزيارات المفاجئة بمجرد ترك طفلك، قاوم إغراء العودة والاطمئنان عليه، ولا تتصل بالمدرسة هاتفيًا كل ساعة.
- امنح نفسك حديثًا حماسيًا، ابتكر شعارًا مثل، “هذا هو أفضل مكان لـ (اسم طفلك)” أو “إحضار (اسم طفلك) هنا هو القرار الصحيح” للتذكير بأن الانفصال مفيد لك ولطفلك، ثم استمر في تكرار ذلك كلما احتجت إليه.
مصادر إضافية للمساعدة في الاستعداد للالتحاق بالمدرسة
– قناة كرتون عربي للاطفال: تقدم فيديوهات تعليمية وترفيهية تساعد الأطفال على التعرف على المشاعر وكيفية التعامل معها.
– أنا وأخي – أغاني الأطفال : قناة تقدم أغاني تعليمية تساعد الأطفال على فهم المشاعر والتعامل مع التحديات اليومية.
– برنامج افتح يا سمسم : برنامج تعليمي ترفيهي يعرض مواقف حياتية تساعد الأطفال على تعلم المهارات الاجتماعية والعاطفية.
– برنامج عالم سمسم : يعرض قصصاً ومواقف تعليمية تركز على تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال.
كتب للأطفال
– “لماذا أنا غاضب؟” للكاتبة رانيا شعبان: كتاب مصور يساعد الأطفال على التعرف على مشاعر الغضب وكيفية التعامل معها.
– “أنا زعلان” للكاتبة نهى زيدان: كتاب يعزز الأمان العاطفي من خلال قصة تساعد الأطفال على التعبير عن مشاعرهم.
– “أحب نفسي كما أنا” للكاتبة صفاء زيدان: كتاب يعزز من ثقة الأطفال بأنفسهم ويعلمهم كيفية تقدير ذواتهم.
كتب للأباء والمربين
– “تربية الأطفال في العصر الحديث” للدكتور عبد الكريم بكار: يقدم نصائح حول كيفية تربية الأطفال وتقديم الدعم النفسي والعاطفي لهم.
– “التربية الايجابية” للدكتور مصطفى أبو سعد: يقدم استراتيجيات لتربية الأطفال بشكل إيجابي ودعم نموهم العاطفي والاجتماعي.
بودكاست
– بودكاست “تربية بأمان”: يناقش قضايا التربية والأمان العاطفي للأطفال ويقدم نصائح عملية للآباء.
– بودكاست “أبجديات التربية”: يقدم حلقات تتناول مواضيع مختلفة حول تربية الأطفال ودعمهم نفسياً وعاطفياً.
نصائح إضافية لاستخدام المصادر والاستفادة منها
1. التفاعل مع الطفل : عند استخدام المصادر المرئية أو المسموعة، شارك طفلك في المشاهدة أو الاستماع وناقش معه المحتوى لتعزيز الفهم والتطبيق العملي.
2. القراءة المشتركة : أقرأ الكتب مع طفلك واسأله عن مشاعره وتجربته الخاصة، مما يساعد على تعزيز التعلم العاطفي.
3. التطبيق العملي : استخدم الأفكار والنصائح من المصادر المكتوبة والمسموعة لتطبيقها في الحياة اليومية مع طفلك، مثل تنظيم أنشطة تعزز المهارات الاجتماعية والعاطفية.
4. استخدام هذه المصادر المتنوعة يساعد في تقديم الدعم النفسي والعاطفي اللازم لطفلك، مما يعزز من رفاهيته النفسية ويساعدهم على النمو بشكل صحي ومتوازن.
و في الختام تعلمنا سوياً أن استعداد الأطفال للدخول المدرسي للعام الجديد عملية متعددة الأوجه تتطلب تفهم ودعم من جانبنا ومن جانب المدرسة والمعلمين، باتباع هذه الخطوات وتوفير البيئة المناسبة، يمكن أن يكون لديهم بداية ناجحة ومثمرة في مسار التعلم والتطور الشخصي، ونود مشاركة تجاربكم في الاستعداد للالتحاق بالمدرسة.