لماذا يبكي الطفل فى وجود الغرباء؟ الخوف والذكاء الإجتماعي

تعامل الطفل مع الغرباء

أسباب بكاء طفلك في وجود الغرباء، وطرق العلاج

تلاحظ العديد من الأمهات أن أبناءهن يبكون عند وجود أشخاص غرباء في المنزل، أو بالأحرى، وجوه غير مألوفة بالنسبة لهم. وحتى عندما يخرجون للتسوق أو يجلسون في مطعم، قد يبدأ الطفل في البكاء بشكل غير طبيعي وربما يركل أي شيء أمامه.

وبدون معرفة السبب وراء هذا السلوك، نقدم في كوكب الأطفال الأسباب التي تجعل الطفل يبكي في وجود الغرباء، استنادًا إلى ما أفاد به المرشد التربوي عارف عبد الله في إحدى مقابلاته الصحفية.

أسباب بكاء الطفل في وجود الغرباء

هناك أسباب عديدة قد تؤدي إلى بكاء الأطفال عند مقابلة الغرباء، منها عدم الألفة بالوجوه الجديدة، والطفل بطبيعته يعتاد على الأشخاص الذين يتواجدون بشكل دائم في حياته ويفضلهم. يبدأ الطفل بتذكر وجوه والديه وترسيخها في ذاكرته، ثم إخوته والأشخاص الذين يراهم باستمرار، لذا عندما يواجه شخصًا جديدًا، قد يشعر بالنفور مما يؤدي إلى بكائه بشكل مفاجئ ومزعج.

طرق مواجهة بكاء طفلك في وجود الغرباء

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في علاج ومواجهة بكاء الطفل عند وجود الغرباء، منها:

لا تستجيبي لكل ما يريده الطفل

إذا كان يبكي لأنه يرى أشخاصًا غرباء في المنزل أو في الأماكن العامة، فقد يفعل ذلك لإحراجك وإجبارك على الموافقة على ما يريد بعد رفضك السابق له.

على سبيل المثال، قد يطلب منك إعادة جهاز الآي باد الذي أخذته منه ووضعته على الرف، معتقدًا أن هذا سيحرجك أمام الضيوف ويجبرك على الموافقة على طلبه. وإذا رفضتِ، سيستمر في البكاء كوسيلة للضغط عليك حتى توافقي.

لذلك، من المهم ألا تستجيبي له وتلبي رغباته تحت أي ظرف، لأنه إذا فعلتِ ذلك، سيفهم أن هذه الطريقة هي الوسيلة المناسبة للحصول على ما يريد.

لا تصرخي في ولدك بصوت عالٍ.

من الطرق التي تستخدمها بعض الأمهات لإيقاف بكاء الطفل أمام الغرباء هي الصراخ عليه بصوت عالٍ أو تهديده بحبسه في غرفته بمفرده. هذه الطرق لا تساعد في التعامل مع بكاء طفلك أمام الغرباء، بل يُفضل محاولة احتوائه وتهدئته بحبك واحتضانه.

تنفسي بعمق

حافظي على هدوئك إذا بدأ طفلك بالبكاء فجأة في السيارة، أو إذا انبطح على الأرض في المطعم وبكى بصوت مرتفع.

خذي نفسًا عميقًا وحاولي الاسترخاء. من المهم أن تفهمي أن طفلك قد يكون يعبر عن مشاعر سلبية يجب التعرف عليها ومعالجتها، وليس قصده إحراجك أمام الآخرين.

قد يكون طفلك يعاني من الانطوائية ولا يحب التواجد في الأماكن المزدحمة بالناس، ويمكن معالجة هذه المشكلة باللجوء إلى أحد الأطباء المتخصصين.

ضميه بحنان

إحدى الطرق الفعّالة لتهدئة الطفل عند البكاء أمام الغرباء هي أن تحتضني طفلك برفق وتتحدثي معه بهدوء، خصوصًا إذا كان دون الأربع سنوات. من المهم أن تُعلميه أن البكاء ليس حلاً للحصول على ما يريد، وأنه يمكنه التعبير عن رغباته بوضوح وهدوء.

اجلسي في مستوى طوله

من الطرق الفعالة لتهدئة الطفل عند البكاء أمام الغرباء هي الوقوف أمامه ليشعر بالفارق في الطول والمكانة، أو الجلوس على الركبتين لتكوني في مستوى نظره وتربتي على كتفه وتستفسري عن سبب بكائه، أو أخذه إلى مكان هادئ بعيداً عن غرفة الضيوف للتحدث معه ومعرفة سبب بكائه.

تجاهلي رفضه

إذا قمتِ بكل الخطوات التي ذكرناها سابقًا واستمر طفلك في البكاء، فتجاهليه لفترة. على سبيل المثال، استمري في طريقك واتركيه خلفك، ستجدينه يتوقف عن البكاء ويبدأ في الجري وراءك. من المهم أن تتحركي ببطء لضمان سلامته، فهذه مهمة لا يجب أن تتوقف تحت أي ظرف.

امتدحي هدوءه

إذا توقف طفلك عن البكاء بعد تطبيق إحدى الطرق التي ذكرناها، فمن المهم أن تثني على هدوءه أمام والده والحضور، وتتحدثي عن مدى طاعته واستماعه للكلام. الإشادة بالهدوء الذي حصل لفترة قصيرة ستساعد على استمراره لأطول فترة ممكنة.

يمكنك أيضًا أن تمسكي بيده وتطلبي منه المساعدة في تحضير العصير للضيوف، وبذلك تضمنين هدوءه، وفي الوقت نفسه لا تستسلمي لطلباته التي يريدها بالإصرار.

بهذا نكون قد تعرفنا على أهم أسباب بكاء الطفل عند وجود الغرباء، ومنها أن الوجوه الجديدة قد لا تكون مألوفة له، وتعلمنا كيفية التغلب على هذا البكاء، بما في ذلك احتضانه بحنان ومحبة إلى صدرك ومعرفة سبب بكائه.

سنكون سعداء في كوكب الأطفال إذا شاركتنا بتجربتك في كيفية التغلب على بكاء طفلك عند وجود الغرباء.


كتبت: شيماء عبدالباقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top