كيف يمكن زيادة تركيز الطفل؟.. نصائح فعالة للأمهات والمعلمين والمربين

زيادة تركيز الطفل

التركيز هي مهارة حيوية مهمة في حياة كل الطفل، حتى في مرحلة التعليم المبكر، فهي تساعد على التعلم بطريقة أفضل وتحسن من استقبال المعلومات عند الأطفال، لذا وجب تعزيز مهارة التركيز عند الأطفال منذ صغرهم حتى لو لم يدخلون المدرسة بعد.

وبغض النظر عن العوامل المؤثرة على تركيز الأطفال سواء كانت ملهيات مثل التلفاز والأجهزة الإلكترونية أو نقص الغذاء أو قلة الطاقة في جسم الطفل أو الضوضاء من حوله بشكل عام، فيجب الاهتمام بتحسين مهارة التركيز عند الأطفال بشتى الطرق.

وفي هذا المقال، سنقدم لكل أب وأم نصائح عملية للتعامل مع مشكلة ضعف تركيز الطفل وكيفية معالجته وتعزيز التركيز عندهم، من خلال بعض الأنشطة والألعاب البسيطة التي يمكنها أن تضمن للطفل مستقبل أفضل وتعليم أسهل.

زيادة تركيز الطفل.. تمارين عملية فعالة


العوامل التي تشتت تركيز الطفل

كل الأطفال حسب أعمارهم يكون لهم وقت تركيز معين، وبعدها يتشتتون في أي ملهيات، وكل عمر له ما يلفت نظره ويشتت انتباه عن العمل الأصلي الذي ينفذه.

الطفل من عمر سنتين إلى خمس سنوات

تكون فترة تركيز الأطفال في هذا العمر قصيرة جدا، تتراوح بين خمس أو عشر دقائق، فيتغير انتباههم بسرعة وينتقلوا من لعبة لأخرى دون الانتباه، وتكون مشتتات هذه المرحلة الألعاب المنتشرة في كل مكان وألوانها.

الطفل من عمر الخمس حتى التسع سنوات

في هذا العمر، تصل فترة تركيز الطفل إلى 45 دقيقة، ويمكن أن تؤثر عليهم مشتتات كثيرة أثناء الدراسة مثل التلفاز والهواتف المحمولة، أو الضوضاء من حولهم وكثرة الأحاديث والأصوات المرتفعة.

كيفية إنشاء بيئة مناسبة لتحسين تركيز الطفل

من أهم العوامل التي تؤثر على تركيز الطفل هي البيئة المحيطة به، لذا يجب مراعاة توفير بيئة مناسبة ومريحة للطفل لتعزيز تركيز الطفل وتحسينه. ولتحقيق بيئة مناسبة للطفل تدعم تركيزه، لابد من:

تحديد مكان محدد للدراسة، على أن يكون بعيدا عن الضوضاء ويكون مريحا وبإضاءة جيدة.

استخدام الألوان الهادئة، يمكنك عمل غرفة الطفل بالألوان مثل الأزرق والأخضر والتي تساعد على تهدئة الأعصاب وزيادة التركيز.

وتجنب وضع التلفاز أو الألعاب الإلكترونية في المكان المخصص للدراسة.

يجب وضع الألعاب في أماكن محددة وبطريقة منظمة دائما حتى لا يتشتت الطفل بسرعة، فعندما يرى الطفل بيئة مرتبة من حوله فيهدأ ويرتاح عقله ولا يتشتت بسرعة ويفقد انتباهه وتركيزه.

تحديد جدول يومي

يساعد الروتين اليومي على معرفة ما هو متوقع منهم ويقلل من الشعور بالفوضى، فلابد من تحديد أوقات محددة للدراسة واللعب والراحة والنوم.

من الضروري تحديد أوقات محددة يوميًا لممارسة الأنشطة التعليمية.

اعطي الطفل أوقات استراحة، فالأطفال يحتاجون إلى فترات راحة منتظمة لتجنب الإجهاد.

يجب تحقيق توازن بين الأنشطة التعليمية والأنشطة الترفيهية، وعدم الخلط بينهم لعدم تشتت انتباه الطفل.

وهذا ما يساعد الطفل على أن يكون مرتبا ومنظما منذ الصغر يعطي كل شئ حقه.

نصائح عملية لزيادة تركيز الطفل في الأنشطة اليومية

إن كنت تريد زيادة تركيز طفلك في كل نشاط ينفذه، عليك أن تتبع بعض النصائح والتقنيات الهامة، مثل:

  • وضع أهداف زمنية قصيرة

فمثلا إذا كان الطفل يدرس، فيمكنك تنبيهه إلى أن عددًا معينًا من الصفحات يجب إنجازه مثلا خلال عشرين دقيقة.

ويجب أن تضع في اعتبارك متوسط وقت تركيز الطفل، فيجب أن يأخذ فترات راحة في منتصف

  • نظام المكافآت

عندما ينتهي الطفل من المهام الصعبة يجب تشجيعه ومنحه المكافآت التي يفضلها، سواء كانت مادية أو معنوية مثل المدح مثلا، ويمكنك التنويع بينهم في كل مرة ينجح الطفل في التركيز فترة طويلة.

  • إتاحة وقت خاص بهم

الأطفال بطبيعتهم نشطاء، فعندما تنتهي طاقتهم تماما فعليك منحه وقتا للتنفيس عن أنفسهم، لأن هذا يساعدهم في التركيز مرة أخرى بكامل عقلهم.

  • توزيع المهام حسب الطاقة

يمكنك توزيع الأنشطة على طفلك خلال اليوم حسب طاقته، فمثلا إن كان نشيطا جدا في الصباح فأنسب له أصعب مهمة، وإن كانت طاقته كلها ليلا فحينها أنسب إليه هذه المهمة الصعبة، فمن المهم أن تكون المهمة والنشاط مناسبة لطاقة الطفل.

  • تقنية السؤال والجواب

من أكثر الطرق التي تساعد الطالب على التركيز وفهم المعلومات في الدراسة، هي وضع أسئلة أثناء الدراسة والإجابة على هذه الأسئلة عند الانتهاء من دراسة المادة.

  • تقنية الرسومات والصور

من أفضل الطرق التي تساعد على التركيز والتذكر واستيعاب المفاهيم المعقدة هي إقران الصور والرسومات بالدرس، حتى تترسخ المعلومات في ذهن الطفل ويزيد تركيزهم.

  • تقنية الأدوات التكنولوجية

من التقنيات التي تساهم في تنمية الانتباه والتركيز عند الأطفال، هي التعلم بواسطة التكنولوجيا مثلا مشاهدة مقاطع الفيديو والتطبيقات والألعاب التعليمية.

  • تقنية تدوين الملاحظات

من التقنيات التي تساعد على تنمية التركيز عند الأطفال هي تدوين الأفكار المهمة والملاحظات بشكل منظم.

  • تقديم التغذية السليمة

التغذية السليمة تلعب دور محوري في تحسين التركيز لدى الأطفال، قدم لطفلك الأطعمة التي تساعد على تحسين التركيز مثل الأطعمة الغنية بالأوميجا-3 مثل الأسماك والمكسرات، والفواكه والخضروات التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن التي تعزز وظائف الدماغ، والحبوب الكاملة التي تساعد على الحفاظ على مستويات السكر في الدم.

  • ممارسة التمارين البدنية

ممارسة التمارين البدنية بانتظام تساعد على تحسين الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز من قدرة الأطفال على التركيز.

مثل الركض واللعب في الهواء الطلق، والتمارين الرياضية الخفيفة مثل القفز بالحبل أو ركوب الدراجة، واليوغا للأطفال.

  • تقليل وقت الشاشة

يجب تقليل وقت قضاء الأطفال أمام الشاشات، سواء كانت تلفاز أو أجهزة لوحية، من خلال تحديد وقت محدد للاستخدام، وتشجيع الأنشطة البديلة مثل القراءة، والرسم.

  • تعزيز الاهتمام والفضول

الأطفال ينجذبون إلى الأنشطة التي تثير اهتمامهم وفضولهم، مثلا الألعاب التعليمية التي تتطلب التفكير والمشاركة تعزز من قدرة الأطفال على التركيز.

تقنيات الاسترخاء تساعد الأطفال على تهدئة أعصابهم وزيادة قدرتهم على التركيز، مثات  التنفس العميق والتمدد والاسترخاء والاستماع إلى الموسيقى الهادئة.

تمارين تساعد في تحسين تركيز الأطفال

يمكنك تدريب وتعزيز قدرة الطفل على التركيز من خلال ألعاب التركيز التي تتطلب التفكير والتخطيط، مثل لعبة الكلمات المتقاطعة والألغاز وألعاب الورق مثل “الذاكرة” و”أونو”.

ولعبة “مجرد الجلوس” التي تعتمد على تحدي طفلك على الجلوس دون أن يتحرك لأطول مدة يستطيعها.

كما يمكن تدريب الطفل على ترتيب الأشياء أبجديا وعداد الطاولة، مع الابتعاد تماما عن الأجهزة اللوحية والأجهزة الإلكترونية لأنها تقلل من الانتباه والتركيز.

تمرين العد مع إغماض العينين

يغمض الطفل عينيه ويبدأ بالعد من 1 إلى 10 (أو أكثر حسب عمره)، ثم يعكس العد من 10 إلى 1.

وهذا التمرين يعزز الانتباه والتحكم في الذهن، ويقلل المشتتات البصرية.

تمرين التنفس العميق

يأخذ الطفل نفسًا عميقًا ويحبسه لـ3 ثوانٍ، ثم يزفر ببطء مع العد حتى 5.

هذا التمرين يهدئ الجهاز العصبي ويحسن الانتباه.  

لعبة “التجميد”

أثناء حركة الطفل (مثل القفز أو الرقص)، يقال له “تجميد!” فيتوقف فورًا ويحافظ على وضعيته لبضع ثواني.

ينمي هذا التمرين التحكم في الاندفاع والتركيز على الأوامر.  

تمرين تتبع الكائن Tracking

يحرك الأب أو الأم شيئًا ملونًا (مثل كرة صغيرة أو قلم) ببطء، ويتبع الطفل الحركة بعينيه دون تحريك رأسه.

يعمل هذا التمرين على تقوية تركيز العين والانتباه البصري.

تمرين الرسم المتكرر

يرسم الطفل شكلا بسيطا (مثل دائرة أو خط متعرج) مرارًا على الورق بحركة بطيئة ومنتظمة، مما يحسن التركيز والتحكم في الحركة.

قراءة قصة مع الأسئلة

اقرأ لطفلك قصة قصيرة، ثم اسأله عن تفاصيل بسيطة فيها مثل لون ملابس الشخصية، مما يحسن الانتباه السمعي والذاكرة.

أهمية الصبر في التعامل مع الطفل لتحسين التركيز

كما يقال الصبر هو مفتاح الفرج، فالتحلي بالصبر يمكنه أن يفتح لك أبوابا كثيرة تسعى لفتحها، وعند التعامل مع الأطفال عموما عليك التحلي بالصبر والمثابرة حتى تصل إلى مرادك لأنها رحلة تستحق العناء والمشقة لتضمن لطفلك مستقبل جيد.

عندما تتحلى بالصبر مع طفلك، فهذا يقلل من التوتر والقلق لديه مما يساعد على تحسين صحته النفسية والشعور بالارتياح وبالتالي تصل لمرادك معه.

الصبر يجعل الطفل يصل إلى النجاح الأكاديمي والشخصي فالطفل الصبور يكون لديه هدف يخطط للوصول له ويسعى لتحقيقه ويصبر حتى يصل إليه.

يمكن للصبر أن يقودك لاتخاذ قرارات سليمة نع ابنك في التعامل معه بدون انفعال وغضب وتشجيعه على التركيز بشتى الطرق حتى تصل إلى هدفك.

الصبر يجعلك تتعامل مع الفشل والمحاولات الكثيرة حتى تصل إلى نجاحك الحقيقي في رحلتك لتعزيز مهارات طفلك.

كيفية اكتساب الصبر عند التعامل مع الأطفال

إذا كنت غير صبور مع طفلك، عليك أن تتبع بعض التقنيات التي تزيد من صبرك وتقلل من انفعالك وعصبيتك التي تؤثر على الطفل سلبا.

يمكنك التدرب على التأمل واتباع تقنيات الاسترخاء بصفة دورية، فهي تساعد على التحكم في مشاعرك وتهدئة نفسك.

خذ شهيقًا لمدة ٥ ثواني ثم احبس انفاسك ٥ ثواني إضافية يتبعها الزفير على ٥ ثواني.

حاول الابتعاد قليلًا إن أمكن عن الموقف، فيسمح لك بعدم التفاعل إن خشيت من رد فعلك اللحظي.

عبر عما تريد قوله بالغناء، فالغناء فعال في التخلص من شعور نفاذ الصبر، فالغناء يحول الغضب إلى موقف هزلي ومضحك.

تحدث مع أطفالك، فلابد أن يكون هدفك الأول هو الحفاظ على التواصل والتفاهم بينك وبين أطفالك، وتجنب توبيخهم بدون داعي.

ضع نفسك في مكان أطفالك وتوقف للحظة وحاول تقييم الموقف من وجهة نظر أطفالك فهذا يساعدك على فهمهم واستيعابهم.

وختاما، تحسين تركيز الأطفال مهمة تنسب إلى الأب والأم أو المربي الخاص بالطفل، فمن خلال بعض التمارين والألعاب البسيطة يمكنك تعزيز تركيز طفلك بكل سهولة.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

ما هي أكثر الأسباب التي تشتت تركيز الأطفال في المنزل؟

من أكثر الأسباب المشتتة للأطفال هي الأجهزة الإلكترونية من حولهم مثلا صوت التلفاز أو الهاتف المحمول، كما تكون للضوضاء دورا كبيرا في تشتيت تركيز الطفل والصوت العالي والفوضى من حوله كأن يكون المكان غير مرتب ومنظم وهذا ما يثير قلق وتشتت الطفل.

كيف يمكن تحسين تركيز الطفل في الدراسة؟

يمكنك تحسين تركيز طفلك فب الدراسة، من خلال توفير بيئة مناسبة ومريحة له للمذاكرة، كأن تخصص مكان محدد للدراسة على أن يكون هادئا وبعيدا عن الضوضاء، مع ضرورة إنشاء جدول زمني يلزم الطفل بإنهاء مهامه الدراسية في أوقات محددة.

هل يمكن استخدام الألعاب الإلكترونية لتعزيز التركيز؟

يمكنك استخدام الألعاب الإلكترونية المفيدة لتعزيز انتباه طفلك، مثل الألعاب التي تعتمد على الذاكرة وجذب الانتباه، مع الحرص على التقليل من وقت الشاشات حتى لو كنت تريد الاستعانة بالتكنولوجي.

ما هي العلامات التي تدل على تحسن تركيز الطفل؟

يمكنك ملاحظة تحسن تركيز طفلك عندما يكمل الطفل مهامه على مرة واحدة وينجزها بطريقة صحيحة، أو أنه ينتبه لك أثناء الحديث ولا ينظر هنا أو هناك، أن ينجز الطفل مهمة أو نشاط معين ثم يتجه إلى الآخر بعد الانتهاء تماما من الأول.

Scroll to Top