تربية إيجابية: استخدام الثواب والعقاب بفعالية لتعزيز السلوك المرغوب وتعزيز الاستقلالية

استخدام الثواب والعقاب بفعالية

تربية إيجابية: استخدام الثواب والعقاب بفعالية لتعزيز السلوك المرغوب وتعزيز الاستقلالية

مبادئ التربية الايجابية


استخدام الثواب والعقاب بفاعلية هي من أساسيات التربية الإيجابية ويجب على الوالدين أو المربي أن يعرف متى يستخدم أسلوب الثواب ومتي يستخدم أسلوب العقاب حتى لا يسير على وتيرة واحدة ويصل الى ما يسمى بالتربية الإيجابية السليمة.

وبطبيعة الحال وبطريقة شبه فطرية أن جميع الناس يستخدمون أسلوب الثواب والعقاب في التأهيل أو في تربية أطفالهم كطريقة أثبتت فاعليتها في أغلب المواقف التربوية.

فإذا كنت تريد غرس قيمة معينة في شخصية طفلك ونفسيته فيكفي تعزيز هذه القيمة وكذلك الأمر إذا كنت تريد ابعاد طفلك عن سلوك معين يمكنك في هذه الحالة معاقبة الطفل لكي لا يتبع هذا السلوك الخاطئ.

فإذا كنت تريد أن تعرف المزيد عن أسلوب الثواب والعقاب للأطفال فعليك البقاء الى النهاية.

مفهوم الثواب والعقاب في التربية؟

اولا:- الثواب 

وسيلة تربوية تعتمد على تعزيز السلوك الجيد الصادر من الفرد من خلال ربطه باستجابة يشعر الطفل بالرضا وكذلك السعادة مثلا بشراء هدية أو تقديم الاطراء والكلام الجميل بحقه ويكون هدف الأساسي هو تحفيز الطفل لتكرار هذا السلوك وجعله جزء من شخصيته.

ثانيا:-العقاب

وهو على النقيض من ذلك والذي يعتمد على استبعاد السلوك المرفوض الصادر عن الطفل من خلال ربط هذا السلوك باستجابة غير مرضية من الأهل أو المربين مثل التوبيخ أو الحرمان من بعض الحقوق التي تكون للطفل.

  واستخدام الثواب والعقاب بفاعلية يعمل على إيجاد التوازن بين المنح والحرمان وبين الاطراء والتوبيخ في سبيل تقويم سلوك الطفل وتنمية قدراته على التمييز بين السلوك المقبول والمرفوض.  

متى يستخدم الثواب والعقاب في تربية الأطفال؟

هناك الكثير من الحالات التي يمكن استخدام الثواب والعقاب في التربية ويتوقف استخدام الثواب والعقاب على مواقف أو سلوكيات واستجابات محددة ويمكن ذكر بعض الحالات العامة التي عادة ما يستخدم الأهل فيها أسلوب الثواب والعقاب ومنها:-

  • المواقف التي تحتاج إلي مكافأة.

فالطفل في صغر سنه بحاجة ليكافئ على كل شيء ويشعر بالمحبة و الرغبة بالاستمرار في تطوير أي استجابة إيجابية تصدر عنه مثل بداية المشي أو تعلم نطق كلمة جديدة أو حتى القيام بتصرف محبب الى ذويه وربما يكون مضحك في بعض الأحيان ومكافئته على هذه الأشياء تكون بمثابة تشجيع له.

ومن هذه المواقف على سبيل المثال مايلي:-

    بعض الأطفال يمتلكون مواهب وقدرات خاصة يجب أن نسعى لتطوير هذه القدرات والتشجيع عليها ويجب أن نسعى لتطوير هذه القدرات بكافة الوسائل المتاحة ومن هذه الوسائل هي مساعدة الطفل والاهتمام به وبقدراته وعند تشجيع الطفل على سلوك معين بطريقة إيجابية هذا يعمل على تنمية هذا السلوك عند الطفل وتدفعه يبذل جهدا أكبر في تطوير مهاراته ليلقي مزيد من الإحسان.

    هناك الكثير من العادات والسلوكيات الجيدة التي تسعى أن نغرسها في أطفالنا مثل النظافة سواء كانت النظافة الشخصية والنظافة العامة أو احترام من هم أكبر سنا أو ترتيب الطفل للعبة واغراضه الشخصية كل هذه أشياء نريد أن نغرسها في أطفالنا وعن طريق مكافئة الطفل على السلوك الجيد نستطيع أن نعزز هذه السلوكيات ونشجع عليها.

    يمكن أن تصدر عن الطفل تصرفات جيدة بطريقة عفوية ويكون ذلك بشكل فطري دون تعليم مثل مشاركة الأصدقاء أو التعاطف مع الآخرين وبالتالي مكافئته على هذه الأشياء تعزز لدية هذا النوع من السلوك وتشجعه.

    وهناك مواقف تحتاج إلى عقوبة وهي كالآتي:-

    • العادات السيئة الضارة

    وهي مثل عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية أو اللعب ببعض الألعاب الضارة وكثرة استخدام الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية والانترنت وكذلك استخدام بعض المواقع الغير جيدة وتمسك الطفل بهذه الأشياء كلها أشياء يجب أن يعاقب الطفل عليها لإبعاده عنها وتقليل إهتمامه بها. 

    • وكذلك التصرفات التي لا تناسب قيم ومعايير المجتمع.

    استخدام الثواب والعقاب بفاعلية في مثل هذه الظروف أمر مهم للغاية والأطفال يتعلمون الكثير من الأشياء التي لا تناسب المجتمع ولا يقبلها سواء كانت من الشارع أو من الأصدقاء الغير سويين أو من المدرسة ومن هذه السلوكيات التدخين أو الكلام البذيء أو الهروب من المدرسة أو عدم احترام الأهل أو المعلمين وهذه كلها سلوكيات خاطئة يجب عقاب الطفل عليها حتى يتعلم أنها غير مقبولة.

    • الاستجابات السلوكية المرفوضة

    بعض الأسباب المتعلقة بالحالة النفسية للطفل أو انزعاجه من موقف معين قد تصدر عنه استجابات سلوكية غير مقبولة مثل الغضب والعدوان أو العناد توجية الشتائم والكلام السيء للآخرين فيجب في مثل هذه الحالات توجيه عقوبة معينة مناسبة لكي تساعد الطفل على الإقلاع من هذا التصرف.

    مبادئ التربية الايجابية؟

    هناك العديد من المبادئ التي تساعد في التربية الإيجابية ومنها:-

    • الاستماع إلى الطفل.

    الاستماع إلى الطفل والي مشكلة يعتبر ركيزة مهمة من ركائز التربية الإيجابية ومن المهم علي الآباء أن يخصص وقتا لابنائهم في اليوم للاستماع لهم وحل مشاكلهم وهذا يجعل الطفل يشعر بالاهتمام من قبل الأهل ومع الوقت تصبح هذه العادة من روتين حياتك اليومي.

    • إيجاد حلول للمشاكل 

    وهذا يأتي بعد الاستماع إلى الطفل وفي هذه الخطوة يجب أن نجد حلول للمشاكل الطفل وذلك من خلال الاعتماد على نفسه وممكن أن نساعد الطفل في أن نرشده إلى الحل أن يسمح الوالدين للطفل باكتشاف الحل وهذا يعزز من ثقة الطفل بنفسه ويدفعه إلي عدم الاستسلام أمام العقبات في المستقبل.

    • التشجيع بدل المدح 

    المدح يضر بالطفل ولا يفيده في التقدم وتحقيق أهدافه ويجعل يكتفي بما وصل إليه فالمدح يزيد من غرور الطفل ويزيد من انانيته ولكن تشجيع الطفل يمكن أن يحثه على تحقيق المزيد والوصول إلى أهداف أكبر وأبعد.

    • الاحترام 

    ترتكز التربية الإيجابية بشكل كبير على تعليم الطفل أهمية الاحترام المتبادل وخصوصا من هم أكبر سناً فعلى الأهل التصرف بشكل حازم فيما يرتبط بفرض مفهوم احترام الآخرين ويجب توعية الطفل حول هذا الأمر 

    • الأطفال يتصرفون بشكل أفضل عندما يشعرون بشعور جيد

    وهناك مقولة لجان نيلسن “أن الطفل سيئ السلوك هو طفل ينقصه التشجيع” وهناك عوامل أخرى تساعد في جعل شعور الطفل جيد مثل تقدير أفكاره وشكره على مجهوداته.

    ويجب على الأسرة عمل اجتماعات دورية بالطفل ومناقشة الطفل في مشكلات ومحاولة حلها.

    • التركيز على الحلول لا على اللوم.

    الطفل عندما يخطئ يسيطر عليه الشعور بالذنب ولوم الوالدين للطفل يزيد داخلة هذا الشعور ولا يجعلك يحسن التصرف في المرة القادمة.

    الطفل ينتظر من الوالدين إشراكهم في مشاكله وهذا يعزز عنده مهارات حل المشكلات ويرسخ عنده الثقة في قدرات على تجاوز الأزمات على المدى البعيد.

    وإن الصراخ وكثرة اللوم لن تغير السلوك بل ستؤدي إلى طفل محبط.

    أساليب فعالة لاستخدام التحفيز في تربية الأطفال؟

    أساليب فعالة لاستخدام التحفيز في تربية الأطفال تلعب دوراً حاسما في تطوير سلوكهم وتشجيعهم على تحقيق الأهداف وتطوير مهاراتهم.

    وهناك العديد من الأساليب الفعالة لاستخدام التحفيز في تربية الأطفال:-

    • إقامة أهداف واضحة

    تحديد أهداف واضحة ومحددة للأطفال تساعدهم في تركيز جهودهم والعمل نحو تحقيق تلك الأهداف.

    • المكافآت الإيجابية

    يجب استخدام المكافآت المثيرة للرغبة عند الأطفال وتعطي المكافآت للأطفال عند تحقيق الأهداف المحددة عند الأطفال وهذا يعتبر نوع من أنواع التشجيع عند الأطفال ويجب أن تشمل هذه المكافآت الثناء والمكافآت المادية البسيطة.

    • المشاركة والتفاعل

    التواصل الإيجابي المفتوح مع الأطفال يشجعهم على المشاركة وتقديم أفكارهم وارائهم.

    • تقديم الثناء والتشجيع

    الثناء والتشجيع على الجهود والإنجازات الصغيرة تعزز من تحفيز الأطفال وتعزز من تطوير ثقتهم بأنفسهم.

    نصائح عملية للآباء والأمهات حول كيفية تربية الأبناء تربية إيجابية في المنزل.

    أطفالنا هم جيل المستقبل وهم ركيزة أساسية فى أي مجتمع فلذلك يوجد العديد من النصائح حول تربية الطفل تربية إيجابية من قبل الوالدين وهي كالآتي:-

    • التعبير عن الرأي ففي هذه الحالة يجب على الوالدين الإنصات والاستماع إلى أبنائهم حتى يشعر الطفل بالطمأنينة بدلا من تلقي الأوامر.
    • عدم توبيخ الأبناء أمام الآخرين يجب عدم نقد تصرفات الأبناء أمام الآخرين لأن هذا يسبب لهم عقدة نفسية خطيرة تتمثل في شعورهم بالرهبة وعدم القدرة على مواجهة المجتمع لاحقا.
    • اكتشاف شغف الأبناء لكل طفل هواية أو طموح وشغف تختلف عن باقي أقرانه ففي هذه الحالة يجب على الوالدين اكتشاف هذا الشغف ومحاولة تطوير.
    • تجنب الضرب كأسلوب للعقاب الضرب كعقاب لا يمكن القبول به كأسلوب تربوي وبدلا من ذلك يمكن عقاب الطفل بطريقة أخرى مختلفة مثل حرمان من ميزة معينة أو الامتناع عن إعطاء المصروف. 
    • مكافأة الأبناء يجب مكافأة الأبناء عند الوصول إلى نجاحات معينة أو عمل إنجازات ملموسة ومكافأة الطفل نوع من أنواع التشجيع على الاستمرار في العمل الجيد وتكرار.
    • فاقد الشيء لا يعطيه فيجب على الأب والأم أن يكونوا قدوة حسنة لابنائهم فلا يجب أن يتبع الأم والأب سلوك الكذب ويطلبون من الأبناء أن يتصرفون بصدق. 

    وفي النهاية وبعد استعراض كل مايخص من استخدام الثواب والعقاب بفاعلية فيجب علي الوالدين أو المربين بضرورة اتباع الأساليب الجيدة في تربية الأبناء حتى نستطيع أن نخرج جيل يستطيع أن يواجه تحديات العصر والمجتمع وإخراج جيل ينتفع به المجتمع.  


    كتبت:-شيماء الضوي

    Scroll to Top