الانطوائية عند الأطفال من أكثر الأمور المقلقة التي من الممكن أن تؤثر بشكل سلبي على حياة الطفل، كما أنها من أكثر المشاكل التي تعاني منها الأمهات.
ماهي طرق علاج الانطوائية؟
وما الذي يؤدي بطفلك إلى العزلة؟
تدور هذه الأسئلة في ذهنك عزيزتي الأم وترغبين في معرفة الإجابات المناسبة لها، سوف نقدم لكِ في كوكب المعرفة الإجابات المناسبة والعلمية.
ولكن في بداية الأمر يجب أن تعلمي عزيزتي ماهو الفرق بين الإنطوائية والخجل والتوحد، لكي تستطيعي تحديد حالة طفلك وعلاجها بسهولة.
الفرق بين التوحد، والخجل. الانطوائية عند الأطفال
هناك بعض الشكاوى من الأم حول سلوكيات طفلها مثل، أن الطفل يحب اللعب بمفرده، كما أنه لا يحب الجلوس مع أحد من أهله، ولا يوجد لديه أصدقاء، كما أنه غير اجتماعي، تتخوف الأم بشكل واضح من هذه السلوكيات، وتبدأ تسأل هل طفلها يعاني من مشكلة ما تؤثر على سلوكه؟، لكي نستطيع أن نجيب على سؤالك عزيزتي يجب أولًا أن نتعرف على كل من الخجل، الانطواء، التوحد ونتعرف على علامات كل منهما، لكي نستطيع أن نحدد المشكلة التي يعاني منها الطفل ونتوصل إلى علاجها بطريقة صحية وعلمية، وفقا لما صرحت به الدكتورة هالة الأبلم الاخصائية التربوية، وفيما يلي سنذكر تعريف كل منهما كالآتي:
الخجل
يعد الخجل مشكلة كبيرة ويعرف على أنه حالة إضطرابية نفسية ينتج عنها أو يصاحبها الانطواء، يعاني منها الطفل وهي ناتجة عن عدم ثقته بنفسه وعدم قدرته على التواصل مع الآخرين، وخوفه من سماع بعض التعليقات السلبية على أفعاله وسلوكياته، وعادة ما يحتاج الطفل الخجول أن يشعر بالأمان وثقته بنفسه ويتوقف ذلك على العوامل المحيطة به وعلى أسرته بشكل أكبر.
الانطواء
لم يكن الانطواء مشكلة كبيرة، لكنه يعد سمة من السمات الشخصيه، لأن الطفل المنطوي يستطيع أن يتواصل مع غيره، لكنه يفضل اللعب أو الجلوس بمفرده أي أنه غير اجتماعي، كما أنه من الممكن أن يكون متميز وعبقري ولديه بعض الأفكار المختلفة مثل نيوتن.
التوحد
هو عبارة عن حالة إضطرابية نفسية لها أعراض مختلفة وتعد من ضمن الأمراض التي تحتاج إلى معالجة مبكرة، ويعاني طفل التوحد من مشاكل في التواصل اللغوي والجسدي، كما أنه له أنماط معينة ومختلفة عن غيره من الأطفال في اللعب، يحتاج طفل التوحد إلى طبيب استشاري ومعاملة وتوجيهات خاصة من أسرته.
علامات الانطوائية عند الأطفال
الانطواء هو سمة من سمات الشخصية وليست اضطراب نفسي، من الممكن أن يظهر في فترات متفرقة من عمر الطفل، كما أنه يزداد في فترة المراهقة، ولكن لا يعد الانطواء في كل الحالات مشكلة، لكن عليك أن تعلمي أنه في حالة أن الانطواء (الانسحاب والعزلة الاجتماعية) ناتج عن الخجل الشديد والواضح عند طفلك والتي تعد مشكلة كبيرة، يجب عليك الاهتمام بها ومعالجتها بطرق صحيحة، لذلك عليك أن تتعرفي أولا على أعراض وعلامات الانطواء عند الطفل.
من الجدير بالذكر أن هذه السمة من الممكن أن تبدأ عند الطفل من عمر سنتين، كما أنها تظهر بشكل واضح عند بلوغ الطفل 5 سنوات، وهي مرحلة التحاق الطفل بالحضانة أو المدرسة، وبداية تعامله مع الآخرين، وخروجه من الإطار الخاص بأسرته فقط، وفقا لما قاله مروان إبراهيم وهو مدرب حساب ذهني والدكتورة هالة الأبلم يمكن تلخيص علامات الانطواء عند الطفل في النقاط الآتية:
- خجل الطفل واحراجه الشديد من أبسط المواقف، كما أن تفاعله وعلاقته مقتصرة على أسرته فقط وعدد قليل من أصدقائه.
- جلوس الطفل بمفرده لفترات طويلة، بالإضافة إلى استخدامه أدوات التواصل الاجتماعي بشكل كبير(يوتيوب ، فيسبوك) وغيرهما.
- عدم وجود رغبة لدى الطفل في اللعب مع أطفال من عمره، كذلك عدم رغبته في الجلوس والتواصل مع الآخرين، كما أنه لا يرغب في حضور المناسبات الاجتماعية.
- عدم رغبة الطفل في المشاركة برأيه أو توجيه النقد حتى ولو كان محق، بالإضافة إلى عصبيته الشديدة.
أسباب الانطوائية عند الأطفال
تتعدد أسباب الانطوائية عند الأطفال وتختلف من طفل إلى آخر، ويمكن تقسيم أسباب الانطوائية عند الاطفال إلى عدة عوامل وهي:
1ـ عوامل أو أسباب فسيولوجية
تنقسم الأسباب الفسيولوجية إلى أسباب خاصة بالتغيرات الفسيولوجية التي تظهر على الجسم في مرحلة المراهقة، أو أسباب ناتجة عن العوامل الوراثية، ففي حالة وجود شخص من الأسرة لديه هذه السمة سواء الأب أو الام، قد يكتسبها الطفل بالوراثة منه.
2ـ عوامل جسمية
إذا كان الطفل يعاني من مرض ما أو إعاقة بدنية، أو أنه لديه مشكلة في النطق، قد يؤثر ذلك عليه بشكل سلبي ويسبب له الاحراج الشديد، مما يجعله يلجأ الى العزلة ويفضل الجلوس بمفرده حتى لا يتعرض لأي نقد من الآخرين.
3ـ عوامل أسرية وتربوية
العوامل والأسباب الأسرية هي من أهم وأكثر الأسباب التي تسبب الانطوائية عند الأطفال، وتتعدد العوامل الأسرية وتختلف من أسرة لأخرى، لكنها في النهاية من الممكن أن تكسب الطفل سمات سلبية، كما تسبب له بعض الاضطرابات النفسية، وتتمثل العوامل الأسرية في عدة صور ومنها:
- التفكك الأسري وتعرض الطفل لرؤية المشاكل الأسرية الدائمة، وكذلك انفصال الأب والأم.
- تعرض الطفل للتعنيف من قبل أسرته سواء تعنيف معنوي أو جسدي.
- انطواء أحد الوالدين فيكون انطواء الطفل صفة مكتسبة.
- استخدام أدوات التواصل الاجتماعي لفترات طويلة.
4ـ خوف الطفل وخجله الشديد من أن يخطأ
من ضمن أسباب الانطواء عند الطفل هو الخوف والحرج الشديد من أن يخطأ سواء في سلوكه أو كلامه، لذلك يتجنب دائما المشاركة برأيه، كما أنه يرفض التجاوب في مدرسته أو مع أساتذته ومع أصدقائه خوفا من الخطأ والتوبيخ.
علاج الانطوائية عند الأطفال
بعد أن تعرفتِ عزيزتي معنا على علامات وأعراض الانطواء، وكذلك أسبابه، دعينا نتعرف بشكل علمي وتربوي على طرق علاجه الصحيحة وكيفية التعامل معه، لكي يصبح طفلك اجتماعي ويتخلص من هذه المشكلة، إليكِ هذه الطرق والحلول الإيجابية والعلمية:
- أول وأهم خطوة في خطوات العلاج هي معرفة سبب الانطواء، لأن عند معرفة السبب يكون من السهل إيجاد العلاج.
- إذا كان السبب بدني أو جسمي، يجب معالجة الطفل عندها، لكي تعود إليه ثقته بنفسه، أما في حالة صعوبة علاج المرض أو الإعاقة لدى الطفل، يجب الاهتمام بالجانب النفسي والعمل على زيادة ثقته بنفسه، ومعاملته على أن هذا المرض لم يكن عائق في اكمال حياته وتواصله مع الآخرين، ومساعدته في تقبل ذاته، وأنه من الممكن أن يكون سبب في نجاحه وتميزه.
- تقليل فترات جلوس الطفل على الانترنت وعمل وقت محدد له، بالإضافة إلى مشاركة الطفل بعض الألعاب في حالة وجوده بمفرده.
- تشجيع الطفل على العمل الجماعي، وحثه على المساعدة في البيت.
- احترام ميول الطفل ورغباته وخصوصا الرياضية لأنها سوف تساعده على التواصل مع الآخرين بشكل جيد.
- مساعدة الطفل في تكوين صداقات وعلاقات جديدة، بالإضافة إلى مساعدته في تعلم بعض الأنشطة الجماعية الجديدة وتدريبه على المهارات المختلفة.
- التربية الاستقلالية و الإيجابية للطفل.
- من أهم الأشياء التي تساعد على العلاج هي عدم تعزيز الخجل عند الطفل، ويكون ذلك عن طريق عدم تكرار كلمة انطوائي وخجول أمامه وفي التجمعات العائلية، وعدم تكرار الكلمات السلبية على مسامعه.
- إذا كان الطفل في عمر سنتين أو أكثر، يفضل الاشتراك له في حضانه ليست للتعليم، ولكن للتفاعل مع أطفال من عمره تساعده على اللعب وتعلم المهارات مع متابعة الطفل باستمرار.
بعض النصائح التي تساعد الطفل الانطوائي في تكوين صداقات جديدة والتفاعل مع الآخرين
من أهم طرق علاج الانطوائية عند الأطفال هي مساعدة الطفل على تكوين الصداقات، يتفق معظم الدكاترة التربويين على أن الصداقة مهمة جدا للطفل لأنها تساعد في تربيته بشكل إيجابي، كما أنها تجنبه من العزلة والانطواء، بالإضافة إلى أنها تساعده في النمو الاجتماعي وتنمية شخصيته واكتسابه المهارات بشكل فعال.
تساعد الصداقة أيضا في تكوين الأساسيات الاجتماعية والنفسية عند الطفل، كما أنها تعزز بعض المفاهيم الهامة لديه وهي المشاركة والتعاون والمسامحة والمحبة.
وفيما يلي سنذكر بعض النصائح التي تساعد طفلك في تكوين الصداقات:-
- من أهم النصائح هي أن تقيمي أولا صداقة مع طفلك، كما يجب أن يكون هناك ثقة وتفاهم متبادلان بينكما، بالإضافة إلى مشاركته ألعابه وبعض الواجبات المنزلية المناسبة لسنه، وتعمدِ دائما أن لاتكون العابه فردية ليتعلم المشاركة، فمن المهم أيضا أن تشاركيه الرأي والأفكار المناسبة لعمره، كما يجب عليك احترام خصوصيته ورغباته وأن تتركي له بعض الوقت ليجلس بمفرده مع متابعتك له.
- من المهم أن تكوني قدوة حسنه له وكذلك والده، فمن الطبيعي أن يقتضي الطفل بكما في أفعاله وسلوكياته ، لذلك عليكِ عزيزتي التطبيق العملي للأخلاق والمبادئ ولا تكتفي بالنصح فقط، عليكِ مثلا احترام اصدقائك والتحدث عنهم دائما بشكل مناسب ولائق ليعلم الطفل أن الصداقة شيء جميل ومهم.
- احترام اختياره لأصدقائه وأن لا تفرضي عليه أحد أو تنتقدي أحد من أصدقائه، من المهم تقبلك لأصدقائه وعدم نقدك لهم، واتركِ طفلك يكتسب خبرات ومهارات مع أصدقائه مع متباعتك له واكتشاف تطوراته الشخصية.
- من المهم أيضا توفير بيئة اجتماعية مناسبة لطفلك وتشجيعه على تكوين الصداقات من خلال التجمعات العائلية أو غيرها لخلق فرص للتعارف على أطفال من سنه، وشجعيه دائمًا على الأنشطة والألعاب الجماعية ليتعلم المشاركة والتسامح والهزيمة والفوز، بالإضافة إلى تعليمه احترام الآخرين والتعبير عن الرأي.
- من أهم الأخطاء التي يقع فيها الآباء هي المقارنة، لذلك عليكِ عزيزتي الأم عدم الوقوع في هذا الخطأ وتكراره لأنه يضعف من شخصية الطفل ويقلل ثقته بنفسه، وعليكِ أن تهتمي بطفلك وتجعليه يشعر بأنه متميز، اثنِ على طفلك دائمًا وخصوصًا في التجمعات والمناسبات ولا تقارنيه بأحد.
إلى هنا نكون وصلنا معك عزيزتي إلى نهاية مقالنا، بعد أن تعرفنا على الانطوائية عند الاطفال، و أسبابها وطرق علاجها، وبعض النصائح التي تساعد طفلك في تكوين صداقات للتغلب على الانطوائية.
هل أنت مع ام ضد التربية الإيجابية عزيزتي الأم يهمنا رأيك.
كتبت:آية مصطفى