ما هي الطرق الصحيحة لتعليم الطفل القيم والأخلاق؟
وما هي القيم التي يجب التركيز عليها؟
إن تعليم الطفل القيم والأخلاق أصبح أمرا هاما جدا في عالم سريع التغيير والتعقيد.
يظل تربية الأجيال الناشئة أمرا مهما يحتاج إلى مجهود من قبل الوالدين حتى يستطيع المجتمع الحصول على جيل يستفاد منه في تطوير البلاد.
وهذا الجيل هو الذي سوف يتولى قيادة البلاد ويتولى مسؤولية المجتمع.
تعليم الطفل القيم والأخلاق يعتبر من أساسيات التربية السليمة حيث من خلالها ينشأ جيل يحمل على اكتافه مسؤولية المستقبل.
وبناء مجتمع صالح تسوده الرحمة والمحبة والعدالة خال من الأمراض المجتمعية يبدأ من خلال بناء إنسان صالح وبناء الإنسان يبدأ منذ طفولته.
وفي هذا المقال سوف نحاول توضيح بعض القيم والأخلاق التي يجب على الوالدين غرسها للأطفال منذ الصغر.
وفي البداية يجب توضيح مفهوم القيم الأخلاقية قبل الدخول في تفاصيل الموضوع.
مفهوم القيم الأخلاقية عند الأطفال
هي عبارة عن مجموعة من القيم والسلوكيات التي يعتاد عليها الفرد لتصبح صفات يتسم بها وتكون جزءا طبيعيا من شخصية الفرد.
ومن الضروري على الوالدين تعليم الطفل القيم والأخلاق ليجعلوا العالم المحيط بهم مكان مناسب للعيش مستقبلا.
وقد يظن بعض الأهل أن تعلم القيم والأخلاق لا يكون في الصغر ولكن هذا اعتقاد خاطئ.
فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر وكلما بدأ الأهل في غرس القيم والأخلاق للأطفال منذ الصغر كان هذا أفضل.
ماهي أهم القيم والأخلاق التي نبدأ بها مع الأطفال؟
يوجد العديد من القيم والأخلاق التي يجب تعليمها للأطفال ومن هذه القيم مايلي:-
- الأمانة
وتعد الأمانة من أهم القيم الأخلاقية التي يجب تعلمها للأطفال.
ويجب تعليم الطفل أن الأمانة لا تقتصر على عدم السرقة وعلى عدم التعدي على ممتلكات الغير .
إنما يجب تعليم الطفل أن هناك العديد من الأشكال للأمانة ومنها حفظ الأسرار.
ويمكن للوالدين تعليم الأطفال حفظ أسرار الآخرين من خلال حفظ الوالدين اسرار أبنائهم وبهذه الطريقة يستطيع اكسابها للأبناء من خلال آبائهم.
- الصدق
يعد الصدق من أهم القيم الأخلاقية التي يجب أن يعتاد عليها الطفل منذ الصغر وذلك لأن الإنسان الكاذب هو شخص مرفوض في المجتمع ومنبوذ يلقي كره من الجميع.
ولكي يتمكن الأهل من تعليم أطفالهم الصدق يجب عليهم أن يكونوا هم صادقون لايكذبون.
ويكون الآباء صادقين مع أبنائهم يرفضون الكذب نهائيا.
وأن هذه الصفة لا يجب التهاون فيها بأي طريقة من الطرق.
وعندما يكذب الطفل لابد من فرض عقوبة عليه حتى لو كانت هذه العقوبة بسيطة.
لكي يستطيع أن يفهم أن عواقب الكذب سيئة ولا تأتي بخير إطلاقا.
- العدالة
لا يمكن أن تتحقق العدالة إلا إذا كان الشخص كاره للظلم.
وغالبا الإنسان بفطرته يكره أن يظلم.
لذلك من الضروري على الأهل أن يعلموا ابنائهم حب العدل وغرس هذه القيمة فيهم منذ الصغر.
وتعليمهم كيف أن يكونوا عادلين بين الآخرين و يتجنبوا ظلم اي مخلوق.
- التواضع
يقال إن هناك شعرة رقيقة جدا بين التواضع والتكبر ففي هذه الحالة يجب على الوالدين أخذ الموضوع بعين الاعتبار.
ويجب تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال وجعل الأطفال على دراية واسعة حول كيفية التفرقة بين التكبر والتواضع.
ويعتبر التواضع من أهم أساليب تعليم أخلاق الطفل حيث من خلالها يكتسب الطفل كيفية التعامل مع الآخرين.
- احترام الآخرين
إن تعليم الطفل احترام الآخرين من الأمور المهمة سواء للطفل أو للآباء والأمهات.
فعندما يعلم الآباء ابنائهم كيفية احترام الآخرين فهذا يعود بالنفع على الأبناء وعلى الوالدين والمجتمع.
ومن خلال ذلك يتعلم الطفل كيف يحترم المدرسين وزملائه في الفصول الدراسية واحترام قواعد المدرسة وعدم مخالفة القواعد العامة للمدرسة.
كما أنه سوف يصبح لطيفا مع الغرباء مستقبلا بغض النظر إلي جنسهم أو عرقهم.
- الشجاعة
ينبغي على الأهل تعليم طفلهم الشجاعة ليستطيع بعد ذلك مواجهة المستقبل وتحديات العصر.
فقد يقوم بعض الأهل بالقيام بكل الأعمال التي يجب أن يقوم بها الطفل بالنيابة عنه بغرض حماية الطفل ولكن هذا تصرف خاطئ حيث أنه يجعل من الطفل طفلا جبانا لا يستطيع تحمل المسؤولية.
ويكون بعد ذلك شخص اتكالي يعتمد على غيره.
- الأدب في الكلام
يجب الابتعاد عن لفظ الكلمات السيئة أمام الأطفال لأن الطفل يردد الكلمات التي يسمعها دون معرفة معناها وهذا يسبب الاحراج للأهل.
لذلك من الضروري انتقاء الكلمات خاصة أمام الأطفال.
- التعاطف مع الآخرين
يجب تعليم الطفل مراعاة مشاعر الآخرين وكيفية التفكير بالآخرين عند القيام بأي تصرف سواء كان بالسلب أو بالإيجاب.
فمثلا يمكن أن يعلم الأهل الطفل أن علية اللعب بصوت منخفض إذا كان أحد أفراد المنزل نائما أو متعب.
- الصبر
تعتبر قيمة الصبر من القيم الصعبة التي يمكن أن يتحلى بها الطفل ولكن هي ليست مستحيلة وقد يكون التحلي بالصبر أمرا صعبا ولكن تعليمية للطفل من الأشياء المهمة.
فمن المرجح أن الفرد عندما يتحلى بالصبر منذ الصغر يصبح أكثر قدرة على تحمل المسؤولية وكذلك أكثر قدرة على النجاح في المستقبل.
ويمكن ذلك من خلال عدم تلبية الأهل لطلبات الطفل إذا كان الأهل مشغولون.
إخبار الطفل أن طلبة سوف يلبي عند الانتهاء من العمل بالنسبة للوالدين.
- التعاون
يجب أن يدرك الطفل أهمية المشاركة والتعاون في حياتنا لأننا مخلوقات اجتماعية لا يمكن العيش بدون الآخرين.
وبالطبع سلوك الأسرة في المنزل وتعاون بعضهم البعض ينعكس على الطفل ويعتبر المنزل البيئة الأولى في تعلم الطفل التعاون والمشاركة وكذلك تعتبر منبع تعلم أخلاق الطفل.
وعندما يكتسب الطفل التعاون والمشاركة من الأسرة وهي البذرة الأولى لتعليم الطفل يؤثر ذلك على الطفل في نشاطات المدرسة وعلاقاته بأصدقائه في المدرسة.
ما هي الآثار الإيجابية من تعليم الطفل القيم الحميدة؟
تعليم الأطفال القيم الحميدة يمكن أن يكون له أثار إيجابية عديدة على نموهم الشخصي وتطوره الاجتماعي وسوف نسرد بعض هذه الآثار الإيجابية.
الأخلاق والسلوك
يؤدي تعليم القيم الحميدة إلى تطوير الأخلاق والسلوكيات الإيجابية للطفل والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة.
تنمية الشخصية
تساعد القيم الحميدة والأخلاق في تنمية شخصية الطفل وتشكيلة كشخص مسؤول متعاون ويحترم الآخرين.
بناء العلاقات الإيجابية
تساعد القيم الحميدة والأخلاق الحسنة في تكوين العديد من العلاقات الجيدة بالنسبة للطفل سواء في المدرسة أو بين أقرانه وكذلك يعمل على تعزيز التفاهم والتعاون.
التحصيل الأكاديمي
أظهرت بعض الدراسات أن الطلاب الذين يتمتعون بالأخلاق الحميدة والقيم الحسنة قد يكونوا أكثر تحصيلا اكاديمي.
الصحة النفسية
قد يؤدي التعلم الجيد للقيم الأخلاقية الحسنة إلى تحسين الصحة النفسية للأطفال.
حيث يتعلمون كيفية التعامل مع التحديات والضغوطات بطريقة صحيحة.
سلوكيات هامة يجب تعليمها للطفل مثل:
- قول من فضلك عند طلب شئ ما من الآخرين وكذلك قول شكرا عند الحصول على مايريد فإن اعتاد الطفل سماع هذة الكلمات من الأهل سوف تصبح عادة بالنسبة له.
- يجب تعليم الطفل الاعتذار عند فعل شئ خاطئ وقول كلمة اسف ويجب تعليمه متى بقول هذه الكلمة كي لا يستخدمها باستخفاف لكن عليه قولها في مكانها الصحيح.
- طلب الإذن عند الدخول الى الغرفة من خلال طرق الباب وهذا يعلم الطفل احترام خصوصية الآخرين.
- عدم مقاطعة المتحدثين أثناء كلامهم بل يجب أن يتعلم الإنصات لهم ولحديثهم وإن أراد أن يقول شيئا ضروريا يجب علية أن يقول “المعذرة أريد أن اتحدث”
- احترام الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وضرورة التعامل معهم بلطف وتوعية الأطفال عنهم.
لأن الطفل قد يجده شخص مختلف عنة وقد ينظر إليه نظرة فضول ويبدأ بطرح الأسئلة التي قد تسبب إحراج للشخص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقد يحدق بطريقة مزعجة لذلك يجب أن يتعلم الطفل كيفية التعامل معهم بطريقة سوية. - التنظيف بعد الانتهاء من الطعام ولا يقصد أن يقوم الطفل بالتنظيف بالكامل ولكن يعطي مهام بالقدر المناسب لعمرو مثل مسح الطاولة وكذلك تنظيف المكان الذي كان يلعب فيه.
- عدم السخرية من أصدقائه أو التنمر عليهم أو التنمر من الناس في الأماكن العامة.
- وكذلك من أخلاق الطفل احترام الضيف.
نصائح للوالدين لغرس القيم الأخلاقية في نفوس ابنائهم
من المستحيل أن يختلف شخصان على أهمية القيم الأخلاقية لدى الأطفال وأهمية غرسها في نفوسهم وفي سبيل تحقيق ذلك سوف نسرد عدة نصائح للوالدين حول كيفية غرس القيم الأخلاقية في نفوس أطفالهم وهي كالاتي:-
- تحدث مع أطفالك عن القيم الأخلاقية مثل الصدق،العدالة،الأمانة،التسامح والتعاطف،الاحترام كما علينا أن نشرح لهم معانيها وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية.
- كن مثالا حسنا لطفلك لأن الأطفال يقلدون الوالدين في كل تصرفاتهم ويتعلم الطفل الكثير من خلال المشاهدة والمحاكاة لذلك يجب أن تكون سلوكياتنا بصفتنا أولياء أمور أقرب إلى المثالية أمام أطفالنا وهذا سيسهل علينا غرس القيم الأخلاقية في أطفالنا دون تلقين.
- توجيه الأطفال توجيه إيجابي عندما يرتكبون الأخطاء وتشجيعهم على تحسين سلوكهم والتعلم من اخطائهم.
- يمكن كذلك على الوالدين استخدام القصص والحكايات التي تحتوي على قيم أخلاقية حسنة ويمكن سرد قصص الانبياء وتوضيح القيم الأخلاقية التي توجد فيها.
- العمل على تحفيزهم على العمل الخيري والعمل التطوعي وهذا سوف يساعد على تنمية القيم الأخلاقية مثل العطاء والتعاون والتراحم بين الآخرين ويمكن جعل الطفل أن يتبرع بجزء من مصروفه أو نطلب من الطفل اختيار بعض قطع الملابس من خزانته للتبرع بها.
ومن الهام جدا جعل الطفل أن يرى الأثر الذي يتركه حتى يشعر بقيمة العمل الذي يقوم به.
وفي الختام نستطيع أن نقول إن القيم والأخلاق الحميدة وتعلم أخلاق الطفل منذ الصغر تعتبر البوصلة الحقيقية المنجية في باقي حياته.
فهي التي تساعد في التمييز بين الحق والباطل وأجنبية الاختيارات الخاطئة و الأشخاص الخاطئين وحتى أن تورط في عمل خاطئ فلن يكمله بل ستجعله يعود سريعا ويتراجع عن الخطأ لذلك لا يجب الاستعانة بهذا الموضوع،بل يجب على الأهل تعليم الأبناء الأخلاق الحميدة.