قصص ساحرة.. أبواب لعالم الحروف والكلمات: دليل شامل لتعليم طفلك القراءة

رحلة في كيفية استخدام القصص لتعليم الأطفال الحروف والكلمات


بدأ سرد الحكايات في الظهور مع انتشار القصص المرئية، مثل الرسومات على جدران الكهوف والمعابد، ثم تحول الأمر إلى تقاليد شفوية فيتم نقل الحكايات والقصص من جيل إلى آخر عن طريق الحكايات الشفهية.

ثم انتقلنا إلى إنشاء النصوص على هيئة روايات مثل القصص المطبوعة والمخطوطة.

وشاعت قصص لتعليم الأطفال الحروف والكلمات بين الآباء والأمهات، لتعليم طفلهم المهارات الأساسية في العملية التعليمية، فتساعدنا القصص وطرق سردها الممتعة على توصيل المعلومات للأطفال وترسيخ المعلومات في ذاكرتهم، وتعزيز عواطفهم وذكائهم العاطفي.

ويعتبر سرد الحكايات من الطرق التقليدية والأكثر متعة لتعليم الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، فهو النشاط الأكثر جاذبية للأطفال فبكل أنواع قصص تعليم الأطفال الحروف والكلمات، تثري حصيلة الطفل المعرفية واللغوية بجانب العديد من الفوائد الكثيرة الأخرى.

يصاحب سرد القصص العديد من الفوائد التي تعود عليهم وعلى مهاراتهم، فتعزز من مهارات الاستماع والتواصل والتفكير للطفل، فضلا عن تخفيز خيالهم وإبداعهم وتعزيز ذاكرتهم وشد انتباههم وتركيزهم، كما يعزز سرد القصص من شغف المعرفة عند الأطفال.


ويعتبر سرد القصص من أولى الوسائل التي تنمي الذكاء العاطفي عند الطفل وتحسن من تعاطفه مع الآخرين والشعور بهم، وتطور قدراته في فهم الاختلافات والثقافات الأخرى.

ولكن كيف يمكننا أن نستغل سحر القصص لتعليم الأطفال الحروف والكلمات بطرق فعالة وممتعة؟

القصص كأداة لتعليم الأطفال القراءة

تعتبر القصص من أهم الأدوات التعليمية للأطفال لتنمية مهارة القراءة لديهم، ويمكن تحقيق فوائد القصص للأطفال من خلال أن تكون تجربة القصص ممتعة وإيجابية وتحويلها إلى لحظة تفاعلية بطرح الأسئلة عن القصة وإشراك الأطفال في مناقشة أحداثها.

فيجب أن تكون القصص المقدمة للأطفال مناسبة لأعمارهم وأن تكون بالطول المناسب الذي يثير اهتمامهم ويبعدهم عن الشعور بالملل، كما لتعابير الوجه ونبرة صوت راوي القصة دور كبير في شعور الأطفال بالمتعة وتقوية شغفهم.

تتميز القصص القصيرة المقدمة للأطفال بكونها تحكي تجربة أو واقع حيوي أو خيال أو ما يجمع بينهما، بحيث تكون الحبكة قوية وملخصة ومقتضبة، فهي تقدم مادة ثرية لتكوين شخصية الطفل وتطوير مهاراته.

فتقدم قصص الأطفال الخبرات التعليمية والحياتية والصفات التي يجب أن يتعلمها الأطفال كالشجاعة والصدق والأمانة والحب والتعاطف مع الآخرين، كما تكسبهم مهارة الربط بين القصص وتعزيز للخيال والإبداع لديهم.

فتنمي القصص قدرة الطفل على التفكير في أفكار جديدة واستخدام خياله، والتعبير عن مشاعره وأفكاره، كما تنشط أجزاء معينة في الدماغ وتحفز الذاكرة والتركيز عند الأطفال.

وتعرض القصص حقائق علمية وأخلاقيات يتعرف عليها الطفل، فضلا عن تقاليد وقيم المجتمع التي يتعلمها الطفل من القصص القصيرة، فيستكشف الطفل جذوره الثقافية.

كما تثير القصص مشاعر عديدة عند الأطفال كالضحك والحزن والمتعة والإثارة والتشويق، وتطوير خياله من خلال الانخراط مع الشخصيات وتخيل الأحداث والأماكن، فيربط الطفل ببن خياله والعالم الحقيقي.

وفي المقام الأول، تساعد القصص في زيادة طلاقة اللغة العربية والكفاءة اللفظية عند الطفل، واكتساب مفردات و مصطلحات وتعابير لغوية جديدة، وفي حال تكرارها يسهل ذلك على الطفل حفظ المفردات وفهمها، بالإضافة إلى تعلم القواعد النحوية واكتساب المعارف الجديدة.

وباعتبارها أداة ممتعة فيحفز الطفل على مواصلة التعلم وحب الاستطلاع والمعرفة.

كيف اختار القصص المناسبة لطفلي؟

عند اختيارك قصص لتعليم الأطفال الحروف والكلمات، عليك أن تضع في اعتبارك بعض المعايير الهامة، لتكون التجربة التعليمية من القصص ناجحة ومثمرة.

  • المستوى الفني

عند اختيارك قصص لتعليم الأطفال الحروف والكلمات، عليك أن تختار القصص التي تتسم بالإبداع والخيال، والتي تكون مليئة بالرسومات الملونة الجذابة التي تجذب انتباه الطفل للتعلم.

  • المستوى اللغوي

عليك أن تختار قصص مستواها اللغوي يتناسب مع عمر الطفل، فلا تكون قصص تفوق عمر الطفل ويصعب عليه استيعابها.

ويجب أن تتضمن الجوانب اللغوية والثقافية والفكرية التي تريد أن تعلمها لطفلك.

  • المستوى الفكري

يجب أن تتناسب القصص المقدمة للطفل مع مستوى تفكيره وعقله، فلا تقدم له موضوعات تتجاوز مستوى فكره وذهنه، فاختار القصص سهلة الفهم والاستيعاب.

كما عليك أن تقدم القصص بمختلف أنواعها وموضوعاتها للطفل، لتنمية مهارات الطفل المختلفة وتطوير اهتماماته من خلال التعرف على كل ما هو جديد.

ومع أهمية القصص كأداة تعليمية ممتعة للأطفال، اهتمي عزيزتي الأم بتقديم أفضل أنواع القصص المناسبة لطفلك لتثري تجربته التعليمية وتثقلي مهاراته.

طرق فعالة لاستخدام القصص في التعليم

على الآباء أن يخلقوا لطفلهم من القصة تجربة ممتعة ومشوقة لأقصى حد، مما يساعد في تطوير مهارات الطفل الخاصة بالقراءة والاستماع والتحدث، فعليهم أن يتبعوا بعض الاستراتيجيات البسيطة عند سرد القصص للأطفال، منها:

  • القراءة بصوت عالي للطفل وتغيير مستوى الصوت وحدته تبعًا لكل حدث في القصة، ليتعلم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره.
  • واستخدام تعابير الوجه والإيماءات، فيمكنك أن تجعل وجهك هو من يحكي القصة ويستجيب للأحداث.
  • حافظ على التواصل البصري مع الطفل أثناء سرد القصة، لجذب انتباهه وتركيزه.
  • يمكنك إضافة بعض التأثيرات الدراماتيكية كالصمت، أو الإعلان عن قرب حدوث مشكلة أو حل، لتحفيز انتباه الطفل معك.
  • شجع طفلك على طرح الأسئلة والتفكير في الأحداث والتفاعل معها، واجعله يكمل أحداث القصة من وحي خياله.
  • حول الشخصيات إلى واقع ملموس، من خلال تقمص الأدوار والتمثيل أمام الطفل، وإشراكه في تمثيل أي دور.
  • يمكنك أن تربط أحداث القصة بحياة الطفل الواقعية، كسرد المواقف التي يمكن أن تحدث معه.
  • شجع طفلك على ابتكار القصص وتأليفها، وصنع قصة من وحي خياله، لتكون فرصة للتعبير عن مشاعره وعن ما بداخله.

أنشطة ممتعة بعد قراءة القصص

لتزيد من فاعلية تعليم الطفل من القصص، يمكنك أن تقرنها ببعض الأنشطة التفاعلية بعد الانتهاء من سرد القصة والاطلاع عليها، وهذه الأنشطة يمكن أن تكون مثل:

  • الرسم

فيمكنك أن تشجع طفلك على رسم مشهد من القصة بعد التعرف على أحداثها والتأمل في الرسوم، فيكون على الطفل أن يتذكر المشهد من القصة ويرسم تفاصيله، ويشرح ما رسمه.

فاطلق العنان لطفلك ليرسم ما يتذكره من أحداث، واتركه يعبر عن مشاعره بالرسم حتى لو سينفذ قصة جديدة من رسمه الشخصي.

  • الكتابة

شجع طفلك بعد الانتهاء من سرد القصة والاطلاع عليها، أن يكتب قصة قصيرة من خياله وإبداعه، أو أن يقلد أي قصة قرأها أو سمعها من قبل ويكتب مثلها، أو يقدم وصفا لشخصية من شخصيات القصة التي يريد أن يكتب عنها.

  • الألعاب

لابد أن تشجع طفلك على اللعب بالألعاب التفاعلية والحركية المرتبطة بالقصة، مما يساعد الطفل على تفريغ طاقته، فتعتبر الأنشطة الحركية من عوامل دمج الطفل في أحداث القصة فيتحول من متلقي فقط إلى متعلم متفاعل.

  • السرد

من الممكن أن نطلب من الطفل إعادة سرد القصة وأحداثها بطريقته الخاصة وبلغته العادية، وفي حالة أن الطفل غير متشكر لكل أحداث القصة فيُطلب منه أن يسرد ما يتذكره، ويمكن أن يكون هذا النشاط بعد فترة من قراءة القصة أو سماعها وليس شرطا أن يكون بعد القراءة مباشرة.

  • التمثيل

نطلب من الطفل حفظ مشهد أو حدث من القصة لتمثيله، وتقليد شخصية من الشخصيات قولا أو فعلا، ويمكنك مشاركته في التمثيل كشخصية ثانوية في المشهد.

وفي هذا النشاط يجب أن نلاحظ أي من الشخصيات التي يحب الطفل أن يمثلها، فإذا اختار أن يمثل الشخصية الشريرة في القصة أو صاحبة السلوك الخاطئ، فعلينا توجيهه لأن هذه الأفعال خاطئة ولا نفعل مثلها في الحقيقة.

نصائح لتعزيز حب القراءة عند الأطفال

إذا كنت تريد أن تثقل مهارات طفلك التعليمية واللغوية وغيرها، عليك أن تجعل القراءة عادة عند الطفل، يحبها ويستمتع بها ويقبل عليها بكل حب وفضول، فيمكنك أن تتبع بعض الخطوات البسيطة لجعل القراءة محببة لطفلك، مثل:

خلق بيئة تشجيعية للقراءة في المنزل

لتنمي حب القراءة عند طفلك، عليك أن توفر له بيئة تحفزه على القراءة، فتخصص له مكان هادئ ومريح بعيدا عن الضوضاء للتركيز.

واختيار القصص المناسبة لعمر الطفل، لتكون مناسبة لاهتمامهم ومستوى قرائتهم، كما عليك أن توفر له مكتبة صغيرة من الرفوف الصغيرة التي تحمل كتب الأطفال الجذابة والممتعة، على أن تكون في المكان المخصص للقراءة.

الروتين اليومي

عليك أن تضمن القراءة في الروتين اليومي للطفل، لتعزيز حب القراءة لديه وتعزيز تفاعله الإيجابي مع القصص، فيمكنك تخصيص وقت محدد في اليوم لقراءة القصص قبل النوم أو عند الاستيقاظ وتناول وجبة الإفطار، لتحفيز الطفل على بداية يومهم بشكل مختلف.

ويمكنك أن تدمج القراءة في النشاطات اليومية للطفل، مثل قراءة القصص قي الرحلات أو في حالات الانتظار.

القدوة الحسنة

عندما تقدم لطفلك نموذج جيد لبعض الأفعال الجيدة، فأنت ترسخها في ذهنه وتجعله يكتسبها بدون أن يشعر، فيجب أن تقدم لطفلك قدوة حسنة في القراءة لتشجيعهم عليها.

فيمكنك أن تقرأ أمامه الكتب أو تشاركه في قراءة القصص والكتب المحببة له، فبهذا يحيط بالطفل بيئة إيجابية تشجعه على القراءة وتجعلها جزءا من نمط حياتهم.

فيبني الآباء فضول الطفل الفطري ويعزز من تفاعلهم الإيجابي مع الكتب والقصص، مما يحسن من التحصيل الأكاديمي للطفل.

فبعد كل هذا، يكون الطفل مالك حقيقي لتجربة قراءة ممتعة لا تنسى، يحبها ويدخلها في روتينه اليومي، تزيد من مهاراته واهتماماته، تقربه من أسرته تطور من شغفه في التعلم.

أسئلة شائعة

  • متى يجب البدء في قراءة القصص للأطفال؟

يجب البدء في قراءة القصص للأطفال عندما يبدأ الطفل في الإدراك البصري ويستخدم حواسه في التعرف على الأشياء، فعليك أن تبدأ في قراءة القصص لطفلك في سن مبكر وتطلعه على الرسومات الملونة بالألوان المبهجة الجذابة، ليتعرف على الأشياء الجديدة وأسمائها لترسخ في ذهنه منذ صغره، وبالتالي تطوير مهاراته المعرفية وأيضا اللغوية.

  • كيف أختار الكتب المناسبة لطفلي الذي لا يحب القراءة؟

إذا كان طفلك لا يحب القراءة، عليك أن تقدمي له الكتب والقصص القصيرة الجذابة ذات الألوان المبهجة والمبهرة التي يحبها الطفل، وأن تختاري الموضوعات التي يحبها الطفل، مثلا الحيوانات أو الطعام أو قصص الخيال أو قصص عن الأصدقاء، فقدمي له كل ما يهتم به من موضوعات ليحب القراءة ويقبل عليها، وتتسع معرفته.

  • ما هي أهمية القصص في تطوير المهارات اللغوية للأطفال؟

تعتبر القصص القصيرة الموجهة للأطفال واحدة من الأدوات التعليمية التي تثقل مهارات الطفل اللغوية وتطورها، فهي تقدم له موسوعة من المفردات والمصطلحات الجديدة التي يتعلمهت الطفل بكثرة قراءة القصص، فضلا عن تعلم الطفل القواعد النحوية والتحدث والنطق بطريقة صحيحة إن كنت تتابعه وتصلح له النطق ومخارج الحروف.

وتعتبر القصص من أبسط المصادر لتعليم الطفل اللغة العربية والتحدث بها.

  • كيف يمكنني تحويل القراءة إلى وقت ممتع لطفلي؟

يمكنك أن تحول وقت قراءة القصص إلى وقت ممتع ومسلي للطفل من خلال أن نختار له القصص المليئة بالألوان والتي تكون مناسبة لعمره، وأن تستخدم الأصوات المختلفة وتغير نبرات الصوت وتقلد الأصوات مثل الحيوانات وهكذا.

استخدم تعابير وجهك وغير من إيمائاتك عند سرد أحداث القصة، واطرح الأسئلة على الطفل وشجعه على التفكير والتفاعل مع القصة، واصنع الألعاب المرتبطة بالقصة بعد الانتهاء من السرد كالرسم.

يمكنك الاستفادة من الكتب الصوتية على الإنترنت، وتطبيقات القراءة التي تقدم قصص تفاعلية للأطفال، أو يمكنك أن تزور المكتبة باستمرار وتشجع طفلك على اختيار الكتب التي تثير اهتمامه.

وفي الختام، عليك أن تهتم بتقديم قصص لتعليم الأطفال الحروف والكلمات لتطور من مهارات طفلك اللغوية.

اتبع النصائح التي ذكرناها لك في المقال، لتجعل تجربة القراءة رحلة ممتعة ومسلية للطفل.

Scroll to Top